أرشيف الرأي

اليمن في مهب الريح

أصابتني قرارات الرئيس هادي المتعلقة بالتعديل الوزاري بالذهول ليس في توقيتها ولكن ‏بطريقتها وأشخاصها ومدلولاتهما وانعكاس ذلك على ثقة المواطنين بمؤسسة الرئاسه كمؤسسة ‏وبشخص الرئيس هادي كشخص راى فيه الشعب المنقذ والمخلص للبلد وتقاطروا طوعا ‏لدعمه في انتخابات التزكية بطريقة لم يسبق لها مثيل آملين بغد افضل في ضل دوله المواطنة ‏المتساويه والنظام والقانون وتكافؤ الفرص وبسط هيبة الدولة وتحجيم قوى النفوذ وإعادتها إلى ‏جحورها بقوة القانون وسلطة الدولة ومغادرة أساليب سلفه التى اعتمدها كأسلوب للحكم. ‏بالرقص على روس الثعابين والتي نجح فيها لفترة ليست بالقصيرة حتى ألفته تلك الثعابين ‏وملت من طريقته في الرقص وأرادت ان ترقص هي وتر قصه معها وأقصته عن المسرح..‏

‏ ولكن للأسف أعاد هادي نفس الأسلوب واستخدم نفس الآلية ولكن بأسلوب ساذج وبطريقة ‏غير فاعلة فدرج على تعيين ذوي النفوذ واسترضائهم بالمال والدعممة وعدم التصرف في ‏الوقت المناسب وتقديم التنازلات تلو التنازلات لمنتهكي النظام العام وترويع المواطنين ‏وتفجير مدارسهم ومساكنهم وضرب المعسكرات ففهم البعض ان ذلك سياسة تهدف إلى ‏ضرب قوى النفوذ ببعضها بهدف إضعافها ليسهل السيطرة عليها ولكن تبين ان هذه السياسة لا ‏يجيدها بدليل انه ترك التوازن يختل بدرجة كبيرة ووقف متفرجا على سقوط طرف والسماح ‏لطرف اخر بالتمدد والانتصار السهل والمريح ليصل إلى تخوم صنعاء وهو ربما لا يدرك ان ‏المستهدف الاول هو قصره والنظام الذي يقوده بل رأسه وهي عملية ما كان سلفه ليسمح بها ‏حتى ولو كانت تتقاطع مع رغبة قوى إقليمية تريد تأديب الخارجين على طاعتها على ما بدر ‏منهم من تطاول وتنكر لمن انعم عليهم وصنع منهم أرقاماً ومكنهم من جمع السلطة والثروة ‏والتحكم بمقدرات الوطن وإعاقة بناء دولته المدنية..‏

أقول ما كان صالح ليسمح بذلك ان يحدث دون ان يستثمرها لصالحه ويبتز بها الكل ويحقق ‏من خلالها ما يريد هو لا مايريده الآخرين سوا كانو مستخدمين ام مستخدمين بضم الميم مما ‏افقد هادي هيبته وجعل مليشيات تتحكم فيه وتفرض عليه شروطها بل وتوجه له الاهانات عبر ‏قنواتها وخطابات غلمانها إلى جانب ان هادي عزل نفسه عن الشعب وقواه الحية والفاعلة وبدا ‏يتصرف وفقا لرغبات وتوصيات مطبخ غبي غير مجرب وغير نظيف يبيع بالفتات ويتسابق ‏أفراده على جمع اكبر قدر من المكاسب المادية دون اي اعتبار لسمعة ومصداقية الرئيس فقد ‏نسي انه كرئيس توافقي أتت به مبادرة بعد ثوره وحظي بدعم محلى ودولي وإقليمي غير ‏مسبوق..‏

وبدلا من استخدام هذا الدعم والإسراع بتطبيع الأوضاع وبسط نفوذ الدولة والضرب بيد من ‏حديد على من يتطاول أو يتجاوز للنظام والقانون والأضرار بمصالح الدولة والشعب ترك ‏الامر لمطبخه يرتب الأوضاع الخاصة وأحكام السيطرة على مكامن ألقوه والثروة وبقي هو ‏يسير كالسلحفاة ويتصرف ببرود فبدلا من مضايقة قوى الثورة المضادة وإجبارهم على ‏الاختفاء والهروب حاصروه هم وحشروه في شارع الستين وجعلوه في موقف دفاع ضعيف ‏رغم ما يملكه من إمكانات ودعم غير مسبوق..‏

‏ وكان البعض يعتقد ان هناك سياسة يتبعها الرئيس يهادن فيها مراكز القوى حتى ينتهي ‏مؤتمر الحوار ويحصل على التفويض المطلوب ليتصرف بما يلزم وكيفما يجب و فعلا حصل ‏على اكثر مما تمنى وفوض تفويضا مطلقا وللأسف ازداد ضعفا وازداد خصومه جراءه ونفوذا ‏وتفاقمت المشاكل وزادت المعاناة ليفقد الشعب اي امل ليصبح شعار المرحله سلام الله على ‏عفاش وكانت القاضيه لولا لطف الله ليخرج علينا بذلك التعديل الهزيل وا لمقزز والمحبط الذي ‏قضى علىامل لدى الكثيرين بقدرة الرجل بالعبور باليمن إلى بر الأمان ورغم احترامنا وعدم ‏اعتراضنا على الأشخاص فالقاء نظره على من تم إقالتهم ومن تم تعيينهم يصاب المرء ‏بالفجيعة فبرغم ان الأزمة اقتصادية بامتياز ونقاط ضعف حكومة الوفاق عدم وجود اقتصاديين ‏مجربين من أعضائها بما فيهم رئيسها أتى بنائبين لرئيس الوزراء بعيدين كل البعد عن ‏الاقتصاد مع احترامنا الكبير لاشخاصهم وحسنا فعل الأخ الاكوع برفضه المنصب ان صدقت ‏الرواية فقد كبر في نظري رغم عدم معرفتي به وقبل الاخ بن دغر رجل التاريخ ليؤرخ لأسوأ ‏مرحلة واعجز حكومة مرت على اليمن..‏

‏ أما البقية فقد صدقت الإشاعات التى كانت ترددها المواقع الإخبارية منذ شهور ان حاشية ‏الرئيس تعد للإطاحة بعدد من الوزراء الأحرار وفي مقدمتهم وزير الماليه لتاتى بالأخ الوزير ‏الجديد زمام المخلوس صاحب القصص المثيرة والملفات المفجعة والتزويرات الكبيرة التى ‏بدأها بوزارة الزراعة ليحال بسببها إلى النيابه فيهرب إلى خارج البلاد وقضايا اخري كثيره ‏مازالت في الهيئات الرقابية ويعرفها الجميع ولكن اذا عرف سبب النقمة على الوزير السابق ‏وأبعاده بطل العجب وهو رفضه تمرير الكثير من الصرفيات غير القانونية للحاشية وما كان ‏احد يعتقد ان الرئيس سيستجيب للحاشية ويقدم على هكذا خطوه حتى من باب اللياقة والكياسة ‏واحترام مشاعر الناس فدماء الشهداء لم تجف بعد وأنات اليتامى والثك إلى والجرحى مازالت ‏تملأه الأسماع بل بعض الجرحى اخرجوا من المستشفيات لعدم سداد فواتير علاجهم فهل قدم ‏الشعب تلك التضحيات ليستبدل حكم عائلي بحكم عائلي اخر وبفساد مستتر بفساد أكثر غباء ‏ووقاحة وما ينطبق على المالية ينطبق على النفط فبعد استقالة دارس لخوفه من تمرير صفقه ‏مشبوهة لم يستطيعوا الصبر على بحاح اكثر من شهر وهكذا دواليك بقية التغييرات ليس ‏ورائها ما يبررها ولا يوجد حتى شبهه بسيطة انها تخدم الصالح العام بل تكريس نفوذ ‏المنتفعين من المحيطين بفخامته فمن أتوا ليسوا بأكثر كفاءة أو قوة أو نزاهة ممن ذهبوا مع ‏احترامنا لاشخاصهم فقط لأنهم طائعون رائعون ومستعدون لفعل اي شى للبقاء في دائرة ‏المقربين ولان فواتير تعيينهم ستكون باهضة.. ‏

‏ وحتما سيرهق الشعب بالسداد وعليه ان يتحمل مزيدا من المعاناة ومزيد من تبعات النهب ‏والعبث لتسديد تلك الفواتير التحية والتقدير والاحترام لأحمد عبد القادر شائع الذي رفض ان ‏يكون ضمن الحلقة وهو معروف بعصاميته وصلابته وعدم خضوعه لأي ابتزاز مهما كان ‏ومن اي كان.‏

فخامة الاخ الرئيس
ان ما تتخذه اليوم من قرارات لا تخدمك بل وتفقدك مصداقيتك وشعبيتك وتجعل من دعموك ‏واستماتوا بدعمك ينفضوا من حولك فهاهي احزاب اللقاء المشترك فرادى ومجتمعه ترفض ‏قراراتك وانقلابك على المبادرة ومخرجات مؤتمر الحوار وكذلك فعل المؤتمر ومن قبله ‏جماعة الحوثي التى مكنت من اقليم ازال كاملا والكثير من الخيرين أصيبوا بالصدمة من ‏الممارسة كممارسه والأكثر منها التوجه أو الأسلوب المستخدم لإدارة البلد في الاستئثار من ‏قبل العائلة ومن يخدمها بكل شى والإقصاء للوطن كل الوطن في ضل أوضاع سيئة واستثنائية ‏تحتاج معالجتها إلى إجماع وطنى وتوافق واصطفاف واسع ولو كانت قراراتك صائبة ونابعة ‏من حرص وطنى ونية صادقه واعتمدت مبدأ الكفاءة وقبلها القدرة والنزاهة لم استطاع احد ان ‏يعترض فالكل مع اختيار الأفضل من أهل الاختصاص والامانة وليس من نجوم الصحف ‏والمواقع الإخبارية بسبب فضائحهم.‏

والفجيعة من موقف الإصلاح اكبر الأحزاب في البلد فنحن مع ان يتنازل الإصلاح عن ‏مقاعد أو مواقع في الوزارات أو المؤسسات فسوف تحسب له ان كانت تصب في مصلحة البلد ‏وتسليمه لتلك المواقع سيأتي بالخير والدعم الخارجي فلا باس فقط عليه ان يتأكد ومعه كل ‏الأحزاب المشاركة ان من سيؤتى بهم هم من أهل الخبرة والاختصاص والنزاهة والشرف ‏وليسو من الخبرة وندماء ومضحكي الأولاد فلا يجب ان تسلم أمور البلاد لمن يتنقلون من ‏حضن حمادي إلى حضن جلال ومن مفرج طارق إلى مفرج ناصر ليحظى بما لم تحظى به ‏الأوائل ولو كان أقل مكسب حقيبة المالية لمحمد زمام المخلوس. وحققيبه النفط للكاف بعد ان ‏رفضها من قبل الرجل المحترم احمد عبد القادر شائع.‏

فخامة الأخ الرئيس
ان نجاح صالح بالبقاء تلك الفترة الطويلة في حكم اليمن ممسكا بزمام الأمور هو اعتماده ‏على رجال أقوياء أكفاء صادقين يستشيرهم خاصة في التعيينات وما بدأت تتراخى قبضته ‏وتفلت منه الأمور الا عندما شعر انه قادر على كل شيء وأوكل الامر للأولاد فمار سوا ‏المهازل وأتوا بالإمعات وهمشوا الكوادر النزيهة والقوية وكنت انت من ضمن المهمشين ‏فقامت ثوره نتجت عنها مبادرة أتت بك إلى قمة الهرم فلا تمارس ما مارسوه ووسع دائرتك ‏وابعد جهاللك عن أمور الدولة وشئون الحكم وخذ على أيديهم من اعادة انتاج السيء في نظام ‏صالح واترك مؤسسات الدولة تقوم بعملها وفقا لأحكام النظام والقانون وإلا لن تكون اكرم على ‏الشعب من صالح ولا أقوى منه. ولا اكثر حنكة وخبرة برجال اليمن ومناطقها وقبائلها ولا ‏تركن على الخارج فتكون مالكي اليمن والعتب كل العتب على الأحزاب المشاركة في ‏الحكومة والموقعة على المبادرة ان هم قبلوا بتهميش الحكومة وترك الأمور لصبيه يتحكمون ‏بأمور البلاد بتعيين الفاسدين لنهب مقدرات الشعب والله اكبر والنصر للعرب.‏

زر الذهاب إلى الأعلى