[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

ساسة اليمن واللعب بالنار

اليمن اليوم تتسارع فيه الأحداث بشكل خطير جداً والشعب اليمني اليوم في حال يرثى لها لا يعلم بها إلا الله سبحانه والمعاناة وتقارير الأمم المتحدة والصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الدولية تشير إلى خطورة الموقف بشكل مخيف جداً.

إذن الأمن أصبح في خطر والبلاد تسير نحو الهاوية وتذكرنا بالصفحة السوداء من تاريخ أمتنا قبل دخول التتار إلى بغداد. لأن الساسة اليمنيين للأسف أوصلوا بلادهم إلى الهاوية وذلك لفشلهم وما يجري دليل فشل القيادات السياسية. النظام السابق والذي ظل يمسك بكثير من الأوراق للأسف استغلها في الانتقام فقد لعب بورقة اقتصاد الناس من تدمير الكهرباء والغاز والبترول والمشتقات النفطية عن طريق القبائل التي لا تخاف الله في الضعفاء وشجع الحوثيين والجماعات المتطرفة ومد يده لكل عدو ولم يقدم اليمن على مصالحه الذاتية ودخل في مهاترات وصراعات إعلامية ومماحكات سياسية مع الدولة وغيرها والكل يعرف ذلك. ولكن الأخطر من هو التلاعب بمصالح الأمن والاقتصاد.

والمشترك وما أدراك من المشترك كان تحالفاً مزوراً ولعبة خطيرة وقع في فخها الإصلاح وما تم سماعه عن المكالمة بين الاشتراكي والحوثي تدل على خطأ كبير وقع فيه الإصلاح بتحالفه مع أخطر خصوم اليمن الاشتراكي والحوثي. فالاشتراكي يريد الانفصال وهي سياسة جديدة لأنه لم يعد لديه أوراق أو فكر يقدمه للشعب بعد سقوط النظرية الشيوعية والأممية ورفض الولايات المتحدة والغرب القبول بهم تحت أي مسمى ولذا أرادوا استنساخ تجربة جنوب السودان وتجربة كردستان، ولكن الأوضاع تختلف وتحالف هؤلاء رغم أحداث الماضي مع بعضهم وضعوا الحراك وغيره وشحنوا الناس في جنوب اليمن بثقافة الانفصال وجرت أعمال عنصرية سيئة من قتل الأبرياء وسياسة تهجير مع الأخذ بمميزات الدولة الوحدوية من مخصصات ومقررات شهرية وامتيازات. وأخيراً نرى أن الأحزاب الشيعية التي تدير الحوثي قد توافقت مع الاشتراكي لفصل الجنوب مقابل دولة شيعية في الشمال حسب ما تريده إيران ورغم أن الحزب الاشتراكي لن يستمتع بالحكم لأن هناك قوى جديدة وجماعات مسلحة وهناك ثارات تحت الرماد ونيران ولا يستطيع هؤلاء أن يغالطونا أنهم تجاوزوها. والحزب الاشتراكي بأطيافه يقود الجنوب إلى الهاوية والأيام ستشهد بذلك. وكذلك الناصريين وهؤلاء حلفاء للأحزاب المذهبية جمعتهم المصلحة ضد اليمن وشعبه. أما الإصلاح فهو أراد أن يقدم نفسه على أنه حزب ديمقراطي ليحصل على شهادة من الأحزاب والدول العالمية ونسى الشعب والشباب وخسر الكثير وراهن على جواد خاسر. فالغرب يستحيل أن يرضى عنهم لأنه لا يريد من يحمل البرنامج الإسلامي الذي يهدد مصالح الغرب وإسرائيل. وإيران لن تقبل بوجود حزب يحمل الشعار الذي ترفعه أحزابها وينافسها في الساحة. وهناك ثارات قديمة بين الاشتراكي والناصريين والإصلاح يستحيل تجاهلها. ولذا فقد تم خداعهم من هؤلاء جميعاً بما فيهم الأحزاب الشيعية التي قلبت لهم ظهر المجن وكشفت عن كراهيتها لهم مهما توددوا لها فهي لها أجندتها التي تقوم على الخلاص منهم بأي ثمن.

والإصلاح ركب الجياد الخاسرة وأرادوا له أن يدخل في معركة أدرك الإصلاح أنها تعتبر نهاية لها ولو دخل في حزب مباشرة مع الحوثي والجماعات المسلحة فهو يعني الانتحار لأسباب استراتيجية معروفة وهناك خطأ ممن يريد أن يواجه الإصلاح مباشرة تلك الحرب التي تكلف أموال وأرواح وعدد وعدة لا يملكها الإصلاح وليست وراءه دولة فهو سيكون بمواجهة دولة إيران القوية وتجار السلاح وتجار المخدرات المافيا القوية، وهذا ما يريده خصومه. ولكن كان الأولى أن يعيد تحالفاته مع القبائل والشباب والمخلصين للعمل سوياً للدفاع عن اليمن ويستغل علاقاته في هذا الإطار، وكان الأولى أن يقوي القبيلة ويوعيها بالأخطار وتأخر كثيراً فخسر الكثير كما أنه مد يده للتحالف مع أعداءه وأقصى الكثير من أصدقاءه.

والقبائل للأسف شيوخها الجدد ظلوا بعيدين عن الشارع والناس وغرتهم الأموال ومكتسبات الجيل السابق وتنكروا لأعراف وحكمة وتواضع القادة السابقين ولم يتحالفوا فوقعوا ضحايا واصطادهم خصومهم فرداً فرداً وأخضعوهم. والشباب حائر تتخبطه الأحزاب واستفادت منهم لعدم إدراكهم للخارطة السياسية والأبعاد الفكرية والعقائدية وأهداف الدول الخارجية وسياسة إيران في اليمن والدولة للأسف تركيبتها غير متناسق وكل له أجندته الحزبية أو القبلية والمناطقية وتم وضع الأجهزة تحت بند المحاصصة وليس الخبرة والتجربة وظلت الأطراف في الدولة تتفرج خوفاً من ضياع مكتسباتها والامتيازات وكل يفكر بأجندته الخاصة به والمصالح الشخصية بعيداً عن هم الوطن.

والدول العربية لم تقرأ ما بعد السطور ولم تستفيد من تجربة العراق وسوريا وغيرها والدول الخليجية نست اليمن وهو أخطر ملف يهدد استقرار المنطقة وتركتها لإيران تعبث بها وتخطط ضد الجزيرة العربية في مشروعها الصفوي.

الآن ليس هناك خيرا سوى تحالف العقلاء من جميع الأطراف والقبائل والعلماء والعسكريين وإعادة هيبة الدولة والإجماع على رفض استخدام السلاح والوقوف بقوة أمام التمدد الإيراني وعدم حصر القضية في الحوثي وتسمية الأشياء بمسمياتها والتنبه والحذر من قيادات إيران في المشترك واختراقها للقوى العسكرية والأمينة والقبلية بكل الوسائل، وتجار السلاح ولمخدرات ودورهم لصالح إيران في ضرب اليمن.

فيا شباب ويا قبائل حددوا العدو ومواقعه ودافعوا عن بلادكم قبل أن تتحولوا إلى رقيق وتسفك دمائكم لصالح الآيات واعتبروا بسوريا والعراق.

زر الذهاب إلى الأعلى