لقد كان سقوط عمران كارثة بكل المقاييس على اليمن إذ أنها أسقطت بالتآمر والتواطؤ لتصفية لقادة اليمن. فالدولة خذلت جيشها وسكتت حتى في بيانات رجالات إيران وهم يقولوا إنهم يقاتلوا الدواعش والإصلاح على جيش الحكومة المعين بقرارات جمهورية، وهو ما تكرره إيران في قتالها مع الشعب العراقي ممثلاً في العشائر المظلومة سنوات. واللقاء المشترك وحكومته يتفرجوا هم ومواقف الاشتراكي والناصري سعداء لأنهم حلفاء لشيعة انتقاماً لحسابات سابقة مع القبائل ومع الإصلاح والعسكريين. والأحزاب الإيرانية سعيدة بدورها وتحييد الإصلاح وخداعه والإصلاح مشغول بالمحاصصة وهو ليس أبوفاس وسكوته حتى على تدمير مقراته وقتل قياداته منتظراً النجدة من الكواكب الأخرى. وقال الناس مرات انه ليس مطلوب من الإصلاح أن يواجه منفرداً فذلك انتحار ولكن يتبنى التحالف مع القبائل والعسكريين وغيرهم. والعلماء ليسوا في هذا الوادي لأن الدماء التي تسيل والجثث وتفجير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن ليس في اليمن بل في قارة أخرى.
والمؤتمر وعلي عبد الله صالح ينتقم على حساب اليمن وبعض حسابات متنازلاً عن البلاد وتركها للأعداء والمناصب وتصفية الحسابات أهم من اليمن وشعبه. والقبائل وا أسفاه تمزقت شذرا وأصبحت ضحايا لتجار السلاح والمخدرات وهم دفعوا ثمن باهظ لسكوتهم الماضي وللعب الأحزاب الإيرانية التي اخترقتهم عن طريق المشترك وطرق أخرى. وصل إلى صنعاء رجال الحرس الثوري وفيلق القدس ووصل رجال حزب الله ليديروا العمليات والكل صامت وتحت سمع وبصر الجميع.
إن المهزلة أن يصور الإعلام اليمني ومواقع المؤتمر وغيرها القضية بالحوثيين وغيره ويتعمدوا أن يقولوا إنها حرب قبلية أو حرب بين علي محسن والحوثيين أو حزب الإصلاح كنوع من المغالطة مع أن هؤلاء لا ناقة لهم ولا جمل وهم من أول من خذل القشيبي هذ القائد الشجاع الذي ذكرنا بالثلايا الذي قال لعن الله شعباً أردت له الحياة وأراد لي الموت. يظن القادة اليمنيون أن الحوثي سيعيد لهم السلطة. وفعلاً صدق الشباب وعلى رأسهم رياض الأحمدي إن مخرجات الحوار والأقاليم هي مقدمة لنهاية اليمن. فعلاً الآن الدولة سلمت للحوثي بإقليم على أن لا يتعدى العاصمة وسمحت لأنصار الشريعة بالانفراد بحضرموت تمهيداً لإعلان دول. واليمن سترى مشهداً مخيفاً لأنها ضحية لعبة إيرانية أمريكية لبعد إقليمي. تم الاعتداء على المعسكر. وكان الناس ينتظروا أن يصدر قرار ولجنة عسكرية بالتحقيق فيما يجري وأن توجه الدولة الشكر لهذا القائد والصامدين معه الذين احترموا الشعار العسكري والقسم. وعندما يصدر طلب من عصابة مسلحة خارجة على القانون بإبعاد القائد القشيبي وتوافقه الدولة فهذا نهاية الدولة لأن الذي يقرر التعيين والعزل هي الدولة وليست العصابات المسلحة. كما أن التجاهل لما جرى هو بداية النهاية لمقومات دولة في اليمن لأنه بصراحة كل واحد له أجتدته في اليمن مشغول بها العصابات والأحزاب وغيرهم وتركوا البلاد ودفع الشعب الفقير ثمن من مهجرين بالآلاف ومليون طفل مهددين بالمجاعة وغيره، ولازالت الصفقات السرية تعقد على حساب البلاد وإيران تريد ورقة تساوم بها في الملف العراقي والملف السوري.
لا يصدق عاقل ما يقوم به رجالات الأحزاب والقيادات اليمنية التي فضحت نفسها بهذه الهزائم وأظهرت للعالم أن اليمن بصراحة بلد خالي من الوطنيين والمخلصين لبلادهم في الوقت الذي يقاوم شعب سوريا الاحتلال الإيراني وكذلك عشائر العراق رغم المحاولات لاختراقهم عن طريق داعش والنصرة من قبل إيران لضرب المقاومة من الداخل إلا أن ذلك لم يثبطهم فهم يقاوموا ويرفضوا الاحتلال الإيراني لبلادهم. أم اليمن فيا للعار أني الإيمان اليماني وفي رمضان شعب مسلم أخوة دينهم واحد ونبيهم واحد يسفكوا دمائهم لأجل مصالح لقادة مرضى وساسة يريدوا الحكم والمال والفخامة والمعالي والامتيازات، نسوا أن الدنيا زائلة وأنهم إلى ربهم ذاهبون ولم يعتبروا بغيرهم ممن ترك الدنيا ومات بلا شيء. من المسؤول عن هذا الانهيار والدمار يا ترى.
والآن ما هو الحل أمام هذا الخطر الداهم. الآمل ليس بعد الله إلا في الشباب أن يتحدوا ويعلنوا مسيرات مليونية تطالب بمحاكمة القادة الحوثيين وتسليم السلاح وعودة الدولة لبسط نفوذها على أرجاء البلاد ومحاكمة الذين تواطؤا مع إسقاط عمران وتآمروا عليها وإعلان مجلس وطني من قيادات شعبية من كل الفئات للحفاظ على سيادة اليمن ورفض التقسيم والجماعات التي تخالف الدستور. على الشباب أن يطالبوا برفع الحصانة عن الذين يسعون لتدمير البلاد وتمزيقها لمصالحهم الشخصية. لابد من التحرك للدفاع عن اليمن وبعيداً عن الأحزاب وممن سقطوا في هذه الحرب
القشيبي ترك الحرب بطلاً صامداً يدافع عن كرامة دينه ووطنه ودولته. وأما الآخرين فأرجو أن يعلن في اليمن صلاة الجنازة عليهم ويكبر الناس فيهم أربعاً. فقد أثبتوا أنهم نجوم القنوات بالبدلات والألفاظ والتنمق وحب الظهور والحصول على الامتيازات. يا ليت بذهب أبناء اليمن ليأخذوا دورات في الوطنية في غزة والفلوجة والموصل وحلب ودمشق. لعل ذلك يعيد إليهم كرامتهم التي انتهكتها إيران. العالم كله يستغرب ما يجري في اليمن وقبول اليمنيين بالمحتل الإيراني على أرضهم فمتى يستيقظ أهل اليمن لعل الشباب تتضح أمامهم الصورة فيعيدوا لليمن كرامته. وإخواننا العرب عليهم أن لا يتخلوا عن شعب اليمن ويدعموا استقلاله وسيادته. وليتق الله القادة الذين يركضوا ويلهثوا وراء المال والمناصب على حسبا شعبهم.