من الأرشيف

لخشع.. والدولة المختطفة

اقتربنا من الطوابير أمام إحدى المحطات قبل أيام.. فقال سائق التكس: هذه الدولة تتعامل مع الشعب كأنها احتلال! هذا احتلال؟

ربما أنها كذلك.. دولة لا تحمي المواطنين، ولا تطبق القانون، ولا تحافظ على وحدة البلد، دولة تصنع أزمة مشتقات نفطية منذ شهور من أجل رفع أسعارها لاحقاً.. دولة تقسم الأرض والمجتمع.. دولة تحارب جنودها وتسقط المدن في أيدي الجماعات المسلحة.

دولة تهدي للشعب في العيد "جُرع سعرية".
دولة تصنف الشعب بأنه "محتل" احتل "الجنوب".
دولة تسب في معظم خطاباتها الجمهورية والنظام والقانون والاستقلال، وتقول كفى 50 عاماً. مؤدى كلامها لنعد إلى "الإمام" السيد والحاكم المستعمر.

دولة تنتهي فترتها فتستدعي 565 شخصاً إلى فندق فيمددون لها ويقررون تقسيم البلاد وإشعال الحروب بين أبنائها. فتقوم باستبدال مهام الدولة الدستورية ومبادئها وثوابتها بالبنود المقررة من هذا الفندق واعتبار التقسيم هدفاً لا مجال للعودة عنه..

دولة مكلفة بتنفيذ الدستور والقانون والحفاظ على البلاد تشن حرباً مدمرة على مؤسسات الدولة وعلى المواطنين.

دولة تفجر أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء للضغط على المواطنين وإضعافهم.
دولة تسقط معسكرات ومدن وتسلمها لمجموعات طائفية وعند إتمام عملية الإسقاط وضرب المؤسسات تعلن أن "الامن" قد عاد.. والخطر قد "زال"؟ (حسب كلام نائب وزير الداخلية على ناصر لخشع أمس لصحيفة لندنية).

هل هي دولة؟ أم هي عصابة تحارب الدولة بعد أن اختطفت مراكز القرار؟

زر الذهاب إلى الأعلى