أرشيف الرأي

هادي والحوثي هل يختصمان في صنعاء فعلاً؟

ماذا يحدث في صنعاء؟هل يقتحمها الحوثي؟ هل يصل الخلاف بين الطرفين إلى الصدام؟ ‏هل توجيهات هادي لجيشه بالاستعداد لكافة الاحتمالات والبقاء في أحلى حالات الاستعداد ‏فعلية؟

يحاول هذا المقال ترك العواطف وطرح أسئلة ويترك للقراء مهمة الجواب.أولاً: لماذا لا ‏نشاهد رد فعل قوي وعملي من هادي ضد الحوثيين، وما معنى أن الجيش وحال كونه في ‏أعلى حالات الجاهزية لمواجهة كافة الاحتمالات سكت على نصب خيام لمحاصرة وزارتين ‏سياديتين فهل الجاهزية تعني السبات أو أنها كتسمية الأعمى بصيرا؟.‏

ثانياً:لما لاتهاجم مليشيا الحوثي الرئيس ولازالت مسيراتها تردد شعار (الشعب يريد إسقاط ‏الحكومة) رغم أن هادي في كل خطاباته يؤكد أنه من أتخذ قرار الجرعة وهل تجهل الجماعة ‏أن هادي هو رئيس النظام والسلطة التنفيذية والحكومة وصاحب الصلاحيات المطلقة التي ‏لانظير لها في الأنظمة اليمنية؟

ثالثا: لماذا تم نقل الطائرات المقاتلة من مطار صنعاء إلى مطارات الجنوب وبقيت طائرات ‏الهليكوبتر وهل يتم إفراغ صنعاء من أهم وسائل الدفاع عنها ، وهل أدرك هادي أخيراً أن ‏الحوثي سيطر على جبل ضين المطل على المطار ونصب خيامه جواره تمهيداً لاقتحامه رغم ‏أن وزيره زار همدان ؟

رابعاً: لما لم يجتمع هادي بسفراء الدول العشر ليطلعهم على مخاوفه التي يطلقها علناً عن ‏الحوثي رغم أنه كان يجمعهم لمواضيع في منتهى السخف يخرج بعدها السفراء لممارسة ‏الضغوط على خصومه ولماذا كان بيان الدول العشر أشبه ببيان اللجنة الرئاسية يوم سقطت ‏عمران ومن صاغه فعلياً؟خامسا:لما لم يقدم هادي وأجهزة استخباراته الثلاثة ملفاً بالأدلة ‏لخبراء لجنة عقوبات مجلس الأمن التي بقت في صنعاء إلى ماقبل أيام ، ولماذا كان دور ‏بعض الفضلاء في النيابة العامة أقوى من هادي حين تم تقديم أدلة للجنة العقوبات تؤكد أن ‏مليشيا الحوثي هي أكبر معرقلي العملية الانتقالية وكان لبعض المنظمات الغير حكومية دورٌ ‏أيضاً فيما هادي ومدير مكتبه بن مبارك لم يتحدثا ببنت شفه ؟

خامساً: هل يعقل أن هادي أدرك أخيراً أن جماعة الحوثي غرضها اقتحام العاصمة في حين ‏أنه هو من ذهب إلى عمران مهرولاً مباركاً سقوطها بيد المليشيا وكان في خطابه هناك يقهقه ‏سعادةً بموت قائد لواء قاتل لحماية العاصمة حتى قتل؟! ‏

سادساً:هل خرج الحوثي عن النص المتفق عليه مع هادي وتجاوز المهمة التي رسمت له ‏بتقليم أظافر الخصوم في عمران وحاشد والفرقة ،وهل صار كمحمد علي أحمد الذي خرج على ‏النص نهاية مؤتمر الحوار وأنقلب على من أتى به،وهل بالتالي تحقق المثل اليمني (أخرة ‏المحنش للحنش)؟

سابعاً: هل يلاحظ اليمنيون أن هادي ووزير دفاعه جيشا الشعب اليمني في معركة القاعدة ‏قبل شهور في أبين والتي لم تؤدي لنتيجة تذكر أكثر مما يجيشا الناس لمعركة الدفاع عن ‏عاصمة الدولة التي يديران منها اليمن؟

ثامناً:هل يمكننا توقع أن هادي يلعب السياسة وفق توصيف (السياسة لعبة قذرة) محاولاً ‏افتعال خصومة غير حقيقية مع الحوثيين تقود لتقزيم الخصوم وتحقق مشروع التمديد المقترح ‏من الحوثيين في مؤتمر الحوار عبر فترة انتقالية ثانية يقودها دون انتخابات وحكومة ائتلافية ‏تحجم المؤتمر والإصلاح وتدخل الحوثي وحراكه الموالي له ؟

أسئلة لا جواب يقينياً لها إلا من هادي نفسه أومن قادم الأيام وما أخشاه أنه يلعب بالنار التي ‏لن تحرقه وحده بل ستحرق اليمن كله وحينها قد يفر على الهيلوكوبتر ويتركنا نتصارع فاليمن ‏لم يكن له سوى فائض ربح وزيادة خير،لا ألحظ سوى المؤامرات فلك الله يا بقايا يمننا ويا بقايا ‏جيشنا.‏

زر الذهاب إلى الأعلى