يتساءل الرجل العسكري القائم على رأس الدولة في اليمن «هل وجود داعش في العراق سبب للازمة التي خلقها الحوثيون».. تناسى الرئيس هادي شكاوي واستعطاف الشيخ المؤتمري صغير حمود بن عزيز المهجر من بيته في حرف سفيان، مناشداته المتكررة بإنصافه من الجماعة التي شردته ولم تراع حصانته البرلمانية ولا قربه الروحي والحزبي من زعيم البلاد السابق .
معذورُ رئيسنا في تجاهله للمناشدات التي رفعها وكيل محافظة عمران أحمد البكري، وآخرون غيره من القيادة السياسية والحزبية .. فالإصغاء لشكواهم يعرض العملية السياسية للخطر ويفقده الحياد الذي باركته جماعة الحوثي وسبح بحمده جنودها وغنوه أهازيج حربية خلال زحفهم في غزوة عمران .
لا يعرف الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي عن «داعش» إلا ما يلقيه سماحة السيد عبدالملك الحوثي في خطاباته.. يكتفي بتلك النظرة السطحية القائلة بأن داعش لعنة الله على العراق وأن بلاده - اليمن الاتحادية كما يحلم بها- معصومة من تلك الجماعة وإرهابها .
يسأل أحد المهجرين اليهود بسبب داعش الأمامية ، هل تحدث الرئيس يوماً ما منذ توليه مقاليد الحكم قبل عامان ونيف مع مسئول لجنة النازحين الأستاذ أحمد الكحلاني عن أوضاع الـ500 ألف نازح المهجرين في حروب صعده الستة، وغيرهم ألاف الأسر النازحة من دماج وعمران وحجة والجوف؟.
كل هذه الأرقام التي أثارت قلق المنظمات الدولية المعنية، لا تعني رئيس الدولة في شيء؟ .. ألم تحرك تلك الأعداد فضول القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ ليتخذ قراراً شجاع ويذهب في مخاطرة إنسانية إلى مقر المخابرات العسكرية أو الأمن القومي ويطلع على تاريخ داعش في اليمن وأنواعها ومسمياتها المتناقضة، وشعاراتها الجهادية الرجعية وحقيقتها الإرهابية والتخريبية في دوله يزعم أنه حريص على إنقاذها .
ربما أن المسئولية لا يتحملها الرئيس؛ هو ينتظر إشعاراً تحذيرياً من مجلس الأمن أو السفير الأمريكي يخبروه عن خطر داعش على اليمن، لكن من سوء حظنا أن مجلس الأمن والدول الغربية لا تهتم بالنازحين اليمنيين كما اهتمت مؤخراً بالفارين اليزيديين من مدينة زنجار العراقية التي زحف عليها جيش الخليفة البغدادي فخلفوا نساء المدينة جواري ورجالها مذبوحون على دين الكفر، والبقية هاربون من سماحة الإسلام وعدل خليفته .
من المؤكد أن الطاقم الأمني والطبي الخاص بالرئيس حريص على سلامته بشكل مجحف، إلى درجة منع فخامته من مشاهدة القنوات الإخبارية، المحلية على الأقل، حتى لا يصاب الرئيس بوعكة ضمير – لا سمح الله – إذا شاهد بالصدفة خبر إعدام رجل مسكين، ذنبه الوحيد أنه صدق خطاب الرئيس « عمران أصبحت منطقة آمنة تماماً»، ليكون مصيره الأمان الأبدي ببركة السيد الحوثي ومليشياته السلمية التي أمنت عمران وأعادت إليها سلام الإسلام.
أٌجزم عن يقين، أن رئيسنا ليس غبياً إلى درجة تطنيش ما تقوله الصحف والمواقع الإخبارية عن التعليم المدرسي وأخونته وتحزيبه.. مؤكد أن فخامته استدعى وزير التربية الدكتور عبد الرزاق الأشول ’الإصلاحي المحبط’ ووبخه بشكل قاسي بخصوص تسريب امتحانات الثانوية العامة.. يستحق الوزير ذلك التوبيخ!! لماذا لم يطلع الرئيس على الصعوبات التي تواجهه؟ يٌحدث فخامته عن التعليم في مدارس صعده، عن تلك المناهج الرجعية التي فرضت على مدارس الحكومة..
يحب رئيسنا الرياضيات ومسائل الجبر أو هكذا اعتقد..فبإمكانه حل المسألة الواردة في كتاب الرياضيات للصف الثاني الابتدائي. يقول السؤال «يقوم اليهود الأمريكيون بتدريب مجموعة من اليمنيين عددهم 186، وسمتهم (القاعدة) ودربت كتيبة من الجنود اليمنيين عددهم 500، فكم مجموع الكل؟» هل عرفت الإجابة؟ إذاً دعك منها، وأعلم أن هذا السؤال في كتاب يدّرس في مدرسة بدولتك! فهل تعتقد أن اليمن معصومة من داعش العراق؟
مؤخراً أعلنت دولة الخلافة الإسلامية ’داعش’ منع تدريس التربية الفنية والموسيقية، والوطنية، والتاريخ، والرياضة، والتربية الدينية الإسلامية، في كل المدارس التابعة لخليفة المسلمين فيما كان يعرف بالعراق وسوريا.. أما في دولتك فالحمدلله .. الخليفة رجل رباني إمامي؛ منع تدريس الفن والموسيقى فقط.. أضاف في ما بعد مقررات جديدة في الدين والشريعة والفقة والجهاد،، كلها بفضل سيادته صناعة محلية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية المفسرة في ملازم المسيرة القرآنية للشهيد المؤسس.
أخبرتني صديقة لي في بلاد الخلافة – الرقة السورية سابقاً - تدعى «ريم الحسن» أن ديوان التعليم في تنظيم الدولة الإسلامية بالرقة أعلن عن دورة شرعية لكافة مديري ومعلمي المدارس من الذكور والإناث. قالت أن الدورة الشرعية إجبارية للمدرسين كي يؤهلوهم للتدريس وفق دين الله وتعاليم خليفته.. تحدثت ريما بحزن شديد، علمت أن خالتها المدرسة قررت الرحيل من دولة الخلافة. خالها وبعض المدرسين في حيهم هم ايضاً رفضوا المشاركة في تفخيخ عقول الأطفال الصغار بعشق حور العين الكامنات خلف سفك دماء المسلمين وقتل الجنود والشعب والنساء والأطفال وحتى الثوار المزعومين.
فخامتك ! هل تتذكر شيء مشابه لقصة صديقتي؟ اسأل مدير مكتبك حتى يساعدك على التذكر،، لا زالت المناشدات التي بعثتها نقابة المعلمين ونقابة المهن التعليمية حبيسة أدراج مكتبك،، ستجد فيها قصص أكثر ألماً وحزناً!!. مدير تلك المدرسة في صعده طرد هو وعائلته بسبب رفضه تدريس مقررات داعش للأطفال،، مدرسين آخرين أصبحوا عاطلين عن العمل، سلبت منهم وظائفهم الرسمية بسلطة خليفة رسول الله في صعده وحفيده المعصوم،.
أولائك المدرسين رفضوا تعليم أطفالك فكر التطرف والصرخة القرآنية،، نعم فخامتك!! وسأل نقيب معلمين صعده الذي سجن وعذب في سجون الجماعة، أو بإمكانك التأكد من فؤاد محسن دحابة فهو يسكن على بعد أمتار من منزلك في الستين..
داعش العراق يا فخامة الرئيس منعت خروج النساء بلباسهن الاعتيادي، فرضت جلباب شرعي، كفرت كل النسوة اللاتي يخرجن كاشفات وجوههن،، بل وأقامت دورات شرعية ومحاضرات إلزامية لكل النسوة لإعادتهن لدين الخليفة.. سجنت النساء واستباحت حرماتهن، تؤكد هذا «صديقتي ريم في دولة خليفته»... أما في دولة فخامتك فسأل رفيقة ثورتنا « بشرى المقطري» لتحدثك كيف تصرف الحوثيين في مسيرة خرجت قبل أيام في تعز، ضد جرعتك الاقتصادية.
«فرض العضلات، بنفس العنجهية والاستحواذية، رفعوا شعارات "المشروع القرآني" وحينما طلبنا منهم أن تكون اللافتات فقط ضد الجرعة، قالوا لي بأني أصلاً ضد القرآن ومجرد علمانية كافرة ومن بقايا الشيوعية الملحدة».. انتهت شهادة الرفيقة «المقطري» التي استحضرت في مقارنتها مواقف مشابهة حصلت لها مع ناشطي حزب الإصلاح إبان الثورة السلمية.. هذه يا فخامتك شهادة يسارية محايدة عن الادلوجية الداعشية التكفيرية التي تعرضت لها الرفيقة من جماعة الحوثي في تعز وقبلها من آخرين.. ثورتها ضد قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، لم تقيها نيران التخوين واتهامات التكفير والإلحاد والردة، فارتد رفاقها من أتباع السيد الحاكم بموالاة وصي رسوله ضدها وتنكروا لدورها وثوريتها.
ألتمس عذراً فخامتك! فسؤالك عن داعش العراق وعلاقتها بتصعيد الحوثيين؟ مثير للسخرية ويدعو للضحك والحزن في آن واحد.. سأحدثك لاحقاً عن داعش التي حاصرت العاصمة بغداد وتزحف كل يوم نحو عرش الأسد، وتسببت بشكل سلمي في إسقاط نوري المالكي في العراق وهي تواصل حصار الفرقة 93 وألوية أخرى في الجيش العربي.. فكيف تسألني ودماء قائد اللواء 310 لم تجف بعد؟