أرشيف الرأي

انصار الله يتجهون إلى تهامة!

توجهت مليشيا انصار الله غربا للحديدة ضنا منهم بأن اهل تهامة الطيبين لقمة سائغة فكانوا لها بالمرصاد في البداية فإذاء كان الجيش اليمني العرمرم وقوات الامن التي صرف عليها من قوت الشعب لم تجدي نفعا وكذا الساسة بكل طوائفهم لم يحركوا ساكنا فأنا اهل تهامة، على الاقل مقاومة لساعات لشعب اعزل امام ميليشيا مسلحة..

واذا كانت صنعاء المحاطة بالمعسكرات لم تصمد بل تعاونت معهم فأن اهالي الحديدة قد ابدو اعتراضهم على الاقل ، فقبائل الزارنيق قبل عقود وفي عهد الائمة لقنوا حكم الائمة دروسا قاسية في الشجاعة ، واهل تهامة الارق قلوبا والين افئدة ،فالوفد اليمني الذي زار رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من تهامة ورسول الله نفسه من تهامة الحجاز ، لهذا نقول ( رب صلي على النبي التهامي) مواطنين تهامة العزل اشجع من مسليحي انصار الله ، قبل يومين فشلت مليشاء انصار الله السيطرة على قلعة الحديدة ، وهاهم اليمن يرغبون ابتلاع الحديدة بأكملها ، وسقطت بالفعل بقوة السلاح ، فلماذا هذا الاهتمام بالسيطرة على كل اليمن فقد لايستوعيهم عددا وعده وكفائه ومبادئ فاليمن كله ليس من مذهبهم . الشعارات ومنطق القوة لايكفي ولايرعب احد.

وقف المحللون والمراقبون في حيرة من امرهم كيف يوقع اتفاق سلم وشراكة ولا نرى سلما ولا شراكة ، وتم تعيين رئيس حكومة بالتوافق يعقبه سقوط مدينة الحديدة ، كيف يتحدثون عن دولة مدنية وافعالهم تخالف ما يقولون ، كيف تسقط المدن اليمنية تباعا والدولة في موقف المتفرج؟!

إلى متى سيستمر التصعيد ابتداء من حروب صعدة التي شنها الرئيس السابق واصح امنا بعدها ثم حروب دماج وعمران والجوف وغيرها..

انصار الله يقلدون اسلوب مليشيا ( العقيد حفتر) المتقاعد الذي اخذ على عاتقه محاربة القاعدة نيابة عن الليبيين ، مع الفارق بأن حفتر كان عقيد موظف دولة ويحارب القاعدة ، بينما انصار الله حركة دينية مذهبية وتحارب شعب تهامة وشعب اليمن.

يبدو ان خاتمة تجارب اليمن ستضم كل سلبيات الماضي ، فالديمقراطية لايستفاد منها المجتمع بقدر ماهي تمرير افكار ورؤى القوى النافذة، وصنعاء ليست اليمن ، بل ان مدن اليمن الكبيرة لا تعبر عن كل اليمنيين فأكثر من نصف سكان اليمن في الريف وليس في الحضر.

اذا استمر الحال على النحو الذي جرى ويجري فاليمن للاسف مرشح لمحاكاة النموذج الليبي والعراقي للاسف..

كل يوم يمر تتعقد الازمة اليمنية فقبل سيطرة انصار الله على صنعاء كان اليمنيون على اعتاب الاستفتاء على دستور جديد وتنفيذ مخرجات الحوار الذي تقاعست السلطة عن ذلك وكأنها وضعتها فوق الرفوف بينما بالغت في قرار رفع الدعم عن المشتقات وليس تدريجيا وكأنه ضؤ اخضر لهؤلاء لبداء التصعيد وكانت الجرعة القاتلة التي انهت حلم الدولة اليمنية أو على الاقل اجلته فكيف ننتحدث عن دولة مدنية والسلاح في كل مكان وفرض رؤية لجماعة بقوة السلاح وهي تمثل اقلية في مذهب يمثل هو الاخر اقلية ، وكيف نبحث عن دولة مدنية وهؤلاء يحاورون من جهة ويشنون حروب من جهة اخرى ، واين الدولة المدنية من رؤية دينية مذهبية ، ويتطوع اخرون بالقول بأنها ليست جماعة دينية وانما هي حركة سياسية ، وكيف هي ليست دينية واسمها المسيرة القرآنية والله واكبر والنصر للاسلام واللعنة على أمريكا ويقودها السيد مستندا إلى حق الولاية في البطنين ، ويستند لدعم خارجي من قوة اقليمية ثيوقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى