في مايو الماضي، توجهت لجنة صياغة الدستور إلى ألمانيا في زيارة استمرت قرابة شهر اطلعت خلالها على تجربة 15 دولة اتحادية من أجل استلهامها والإستفادة منها في صياغة دستور "اليمن الاتحادي".
وأمس، توجهت اللجنة إلى الإمارات في زيارة ستستغرق مدة شهر من الاجتماعات التي من المقرر أن تبدأها اليوم في أبوظبي وفقاً لخطة عمل اللجنة وفي إطار إنهاء ومراجعة المسودة الأولية لدستور "اليمن الاتحادي".
ملاحظات:
1- يبدو أن لجنة صياغة الدستور اليمني القادم ستستلهم وتستفيد من تجارب كل البلدان باستثناء اليمن، وأنها ستخرج علينا بدستور يمكن تطبيقه على كل البلدان باستثناء اليمن.
2- الدستور اليمني القادم هو أول دستور في العالم يسافر خارج بلاده قبل أن يولد، وأكثر دستور في العالم يسافر خارج بلاده وهو ما يزال مسودة، وربما سيكون أول دستور في العالم يتعرف على عدة بلدان دون أن يحظى بفرصة واحدة للتعرف على بلده.
3- من كثرة رحلاته وسفرياته، يستحق الدستور اليمني القادم تسميته ب"إبن بطوطة" أو "الدستور المدهش" (على وزن "السبع المدهش").
4- بعد كل هذه الرحلات والسفريات التي قامت بها "لجنة صياغة الدستور"، يبدو أنني كنت محقاً حين أطلقت عليها بعد تشكيلها إسم: "لجنة صياعة الدستور".
5- وفي الأخير، اسمحوا لي أن أختتم ملاحظاتي بتوجيه رسالة للدستور القادم:
عزيزي الدستور المدهش،
تحية طيبة وبعد،،
قد أنت بقعتك في الإمارات، انتبه تقع "أهبل" وترجع اليمن!
أيش مع أمك في اليمن؟!
استغل فترة الشهر اللي باتجلسها في أبوظبي وابحث لك عن عمل، أو روح دبي واشتغل في الميناء!
صدقني أن الغربة أحسن لك، على الأقل باتلاقي حاجة تعملها وباتشعر بكينونتك. أما لو رجعت اليمن فحرام بالله إنك باتجلس "عواطلي" مثلنا وما بتلاقي شغل ولا مشغلة.
وإذا كنت محظوظ واعترفوا بك، فهذي باتكون كارثة أكبر: بايجلسوا يشغلوك في روحك على الفاضي والمليان. وكل ساعة بايعملوا بك حاجة: ساعة يعملوا لك تعديلات، وساعة يقرطوا "أذنك"، وساعة يجدعوا "نخرتك"، وساعة يعملوا لك عملية ويسرقوا عليك "كلية"، ولو أحتاجوا "راس" بايقطعوا "راسك" ويركبوا لك بدلها "رِجْل كلب".
المهم، بايتعبثوا بك يا إبن الناس..
خذها من أخوك: الغربة كربة صحيح، بس على الأقل باتلاقي لك عمل، وباتكون عايش معزز مكرم في ظل دولة توفر لك الحماية والأمان كأي "مغترب". أما لو رجعت اليمن، فقد قلت لك كيف بايتعبثوا بك وكيف باتجلس "عواطلي".
ولو منَّ الله عليك بشغلة، أنت عارف أيش هي؟
فرصة العمل الوحيدة التي قد تحصل عليها داخل اليمن هي أن يتم اعتمادك كدستور لموقع "اليمن الاتحادي" التابع لجلال عبدربه منصور هادي لأن كل المؤشرات تقول إن "اليمن الاتحادي" الوحيد الذي تأسس (أو سيتأسس) في عهد الرئيس هادي هو هذا الموقع الالكتروني الذي لم يؤسسه هو طبعاً بل إبنه.
يرضيك ترجع تشتغل دستور لموقع الكتروني من حق جلال؟ إذا كان يناسبك، انت حر وذنبك على جنبك. المهم، لا ترجع تتشكشك وتتبكبك وتقول "ماحد قال لي"!
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد!