يقول الكوميديان ومقدم البرامج الأمريكي «بل ماهر» في برنامجه Real Time with Bill Maher: «الإسلام هو المشكلة»، ويردد إن لدى العالم الإسلامي الكثير من المشتركات مع داعش، ويتجاوب معه ضيفه سام هاريز «الإسلام هو أم كل الأفكار السيئة».
ويكتب خيرت فيلدرز مقالاً يرد فيه على الرئيس باراك أوباما الذي قال «لا يوجد دين يتبنى قتل الأبرياء»، وعلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي قال «الإسلام دين السلام»، يرد فيلدرز النائب اليميني الهولندي إن «المحفز لداعش في إرهابها موجود في آيات القرآن»، ويستشهد بخبث في غير محل الاستشهاد بالآية التي قال إنها تحرض على قتل الأبرياء، وهي «فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق»، متغافلاً عن حقيقة أن الآية نزلت في سياق حربي، وأن المقصود بالذين كفروا هنا هم المقاتلون الذين استعدوا للقتال وبادروا إلى السيوف، وليس المدنيين المسالمين.
يقول فيلدرز «لكي نقضي على داعش، فإن علينا ألا نكتفي بضربها في الشرق الأوسط، ولكن علينا أن نكف عن التغاضي عن حقيقة الطبيعة العنيفة للإسلام نفسه».
ويذهب إلى ضرورة صياغة قانون يلزم المسلمين الذين يريدون حمل جواز أي دولة غربية بالقسم على أن «يبتعدوا عن الشريعة الإسلامية، وعن آيات العنف في القرآن.»
وتطبع مواقع الكترونية مرتبطة بإسرائيل مقالات تحمل عناوين من مثل: محمد نبي الإرهاب، وتنشر عبارات من مثل «محمد هو أول إرهابي مسلم في العالم»، ويثير الأمريكي الإسرائيلي دانيل بايبز الخوف لدى الأوروبيين من الإسلام بقوله إن أوروبا تصبح «عروبا»، في إشارة لأسلمتها، وتعريبها بحلول عام 2050، وكأن بضعة ملايين يعيشون في هذه القارة سيغيرون وجه التاريخ في القارة العجوز.
كل ذلك تضخه بشكل مقرف صحافة غير محترمة، لا ترى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم يدينون الإرهاب، ويرفضونه، ولكن تركز على أفعال نسبة ضئيلة من المسلمين تبنت ايديولوجيا العنف، لا لأسباب دينية، ولكن لأسباب سياسية بحتة، لا تدور حول نشر الإسلام بقدر ما تدور حول مقاتلة الأمريكيين الذين يحتلون الأرض حسب رؤية هذه الجماعات.
الإسلام اليوم يتعرض لحرب لا هوادة فيها على جبهتين: الأولى بشيطنته إعلامياً، والثانية بممارسة القوة الجبارة ضد شعوبه، إلى الحد الذي يسبب اندفاع بعض أتباعه إلى ردة فعل لا تلتزم بتعاليمه، ثم تنسب بعدئذ أفعال هؤلاء البعض إلى الإسلام لمزيد من تسعير الحرب عليه.
نعم الإسلام هو المشكلة، والمسلمون هم الذين قتلوا أكثر من أربعين مليوناً في خمس سنوات خلال الحرب العالمية الثانية، والمسلمون هم الذي ارتكبوا جريمة «الهولوكوست»، والمسلمون هم الذين ألقوا القنابل الذرية على اليابان، وغيرها من الجرائم البشعة في التاريخ. نعم المسلمون إرهابيون، على الرغم من أن بلادهم محتلة، ودماءهم مسفوكة، وثرواتهم منهوبة؟
لا ينكر أحد وجود الإرهاب الذي يضرب بشكل بشع في بلاد المسلمين على يد فئة ضئيلة جداً، ولكن تضخيم الصورة إلى هذا الحد، يجعل المرء يتساءل: هل غدت طائرات الدرونز التي قتلت آلاف الأبرياء حمائم سلام؟