اليمن اليوم على أعتاب محنة كبيرة فمنذ أن تآمر عليه أهل الحل والعقد للحصول على المال والصراع على السلطة دون الاهتمام بالوطن الذي أصبح يعاني من كابوس لم يكن يخطر على بال أحد. تحرر اليمنيون من حكم الأئمة الذين قهروا الناس وسيطروا على البلاد وبالقمع والإرهاب والاضطهاد الديني وعدم المساواة بين المواطنين ومحاربة العلم والثقافة حكم كان يحارب العلم ويحارب حتى دخول الراديو ويحارب الصحف ويجعلها من المحرمات ويمنع المستشفيات والطرق حتى التلفون والبرقيات كانت ترسل من قصر الإمام. حكم كان كهنوتياً يقوم على أن الناس خلقوا عبيداً له ومن خالفه ألقاه في ظلمات الجب والمشانق، قامت عليه ثورة سبتمبر.
اليوم يعود بصورة أبشع ليأتي جهلة متخلفين مليئين بثقافة الكراهية والحقد والانتقام للماضي ويستعينوا بدولة معادية للأمة العربية وتاريخها أسود دولة تدمر وتقتل بسوريا والعراق وتحارب الهوية وتهدد استقرار البحرين وسيادته وتتدخل في الشؤون الداخلية للعرب على أساس أنها شرطي المنطقة لغرب وتريد فرض ثقافتها وعنصريتها على أمة شرفها الله بحمل الرسالة المحمدية وهذا ما لا يمكن أن نقبل به أبداً. جاء هؤلاء ليدمروا المساجد ومدارس تحفيظ القرآن ويعتدوا على رجال الإعلام وينتقموا من وجهاء البلاد بقصد الإهانة والإذلال لنشر وإعادة هذه الثقافة الحاقدة تدمير البيوت اختطاف النساء والأطفال والشباب وقمع تكميم الأفواه هذا ما يريدونه. وأتوا بالروس الذين كانوا مع الشيوعيين ليبدءوا المرحلة المظلمة من القمع ومنع السفر والإقامة الجبرية والكبت والقهر ومنعوا حرية التعبير.
للأسف أنهم وجدوا أحزاب متهالكة على المناصب وساسة منافقين همهم أنفسهم وذويهم فتمكنوا منهم وضربوهم واحد تلو الواحد. ضاقت الأحزاب التي أذلها الحكم السابق برئيسيه الأول والثاني بالمخصصات والامتيازات وإغداق الأموال على قادة الأحزاب الذين أصبحوا مستشارين وأسرى للمصالح فأذلهم الحكم وخافوا على هذه المكتسبات والمسميات فداهنوا وهادنوا وجروا بذل أمام هؤلاء ولكن هؤلاء لا قلب لهم ولا رحمة وسيصفونهم واحد تلو الآخر فالضبع والذئب والثعبان لا صديق لهم ولا يعرفوا الرحمة. وصلت البلاد إلى طريق مسدود مظلم.
وحتى الإعلام والمواقع انشغلت بالمهاترات والنقاشات والجدل الفارغ ففي الوقت الذي نحتاج فيه لهؤلاء لجمع الكلمة ورفع معنويات الناس والتصرف بمسؤولية نجدهم يدخلوا في مهاترات وجدال وكأن الأمر لا يعينهم في شيء يتحدثوا عن موفمييك وحواره وهو لا يعني شيئاً لناس لا يملكون شيء ولا قيمة لكلامهم ويتركوا من يحلمون السلاح والنار ويسيلون الدماء. ماذا الخلل والعبث في الفكر. المساجد ممنوعة حتى من أن يمارس الناس حقهم الديني. ونجد أن إسرائيل لا تقتل مثلهم ولا تمنع حرية الرأي مثلهم ولا تقتل مثلهم فهم أشد على الأمة من إسرائيل نفسها وهي أكثر ديمقراطية منهم. قارنوا بين أعداد من يقتل على يدها وعدد المساكن التي تدمرها والمهجرين وما يعملونه بحقد دفين يريدوا إبادة شعب بأكمله.
لماذا يصمت الأحزاب ويتكلموا عن الحوار أو الخوار. أي حوار ومن من يحمل السلاح وقرر القتل والدم وحريص على موتك. هل يمكن للدجاج أن يحاور الثعلب وهل يمكن للأغنام تحاور الذئاب وهل يمكن للغزال والحمار الوحشي أن يحاور الأسد والضبع. أبناء المدارس والطلبة والطالبات في خطر. أي حوار بعد أن يتم مصادرة ملفات أجهزة الأمن ويخطف قادة الأمن لتطلع وتحقق معهم البانسيج المخابرات الإيرانية. أي أمن والمواقع الاستراتيجية والمطارات تصبح يبد دولة أجنبية. أي حوار ويتم الصراع لتسليم الموانئ والجزر لدولة معادية للعرب. هل هؤلاء الناس عقلاء؟ هل هؤلاء يتكلموا بجدية؟ والغريب أن أتباع هذه الأحزاب يسيرون ورائهم كالأغنام دون نقاش. والعدو عرف نقط ضعفهم فأذلهم وأهانهم ووضعهم على القائمة حتى الذين ساعدوهم وسلموهم الجيش والأمن بلباس مدني ليسقطوا البلاد وحتى الذين خانوا أمتهم بالمعلومات الخاطئة وخدعوا مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وزورا المعلومات وفضح الله تزويرهم دفع بعضهم الثمن والباقي في الطريق.
مشكلة اليمن هي هؤلاء الأحزاب والقيادات التي لا تشبع ولا تقنع تريد مال وجاه وتريد حكم حتى ولو جاء على الجماجم والدماء. لماذا لا يشتروا جزر في المحيط الهادي يقيموا عليها حكم لهم ولأسرهم ويعينوا أبنائهم عليها رؤساء ماداموا يعشقون السلطة إلى هذا الحد. عندهم أموال أخذوها من عرق ومن دماء الناس ومن أموال المساعدات تقدر بالمليارات وبالإمكان أن يسافروا ويشتروا جزر وكل ابن لهم يعطونه جزيرة وابن عمر عندهم يرتب لهم ذلك ويدفعوا له العمولة.
على اليمنيين والإعلام والعلماء والعقلاء دعم المقاومة في البيضاء ومأرب وتعز للحرية والكرامة وتحرير تهامة وإب من المحتلين الدخلاء ولابد للشعب يجد من يرفع معنوياته للتحرير ورفض العودة للكهنوت والطغيان وإلا فإن اليمن سيصبح سجن كبير والخبراء الروس موجودين، فبوتين أرسل لهم بقايا الشيوعيين المتقاعدين وستعود لليمن المقابر الجماعية ومصادرة البيوت والممتلكات وستجد السجون تحت الأرض هذه مشاريع هؤلاء. والحرية ثمنها غالي جداً ولا خير في أمة لا تدافع عن كرامة وشرف وحرية وطنها.