من الأرشيف

في ذكرى ثورة 11 فبراير المغدورة

تهاوت سلطة الشقاق والنفاق في العاصمة أمام جماعة الحوثيين في زمن قياسي. أدى المسار الانتقالي الذي اعتمده منظرو المشترك وجمال بنعمر وسفراء الدول الغربية إلى ما حذر منه كثيرون قبل عامين: صعود القوى المسلحة وانسحاب الدولة إلى مربعات أمنية داخل المدن الكبرى.

والآن؟
بعد أن سقطت العاصمة بمربعاتها في قبضة الحوثيين يستبد غرور القوة بهم رغم أنهم عمليا لم يواجهوا إلا الفراغ مزينا بمظلة دولية زائفة وقف تحتها الرئيس هادي بمظنة أنه اكثر أهمية لواشنطن من الشاه محمد رضا بهلوي ومن محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك.

ها هو هادي رهينة _ كما أي سائح غربي في اليمن_ في يد جماعة متغلبة لا ترى في اليمن إلا نفسها.

وفي الأثناء يواصل مبعوث العناية الشيطانية التلاعب باليمنيين عبر جعل الانقلاب على تطلعات اليمنيين مدخلا للمزيد من الانجازات الشخصية التي تديم بقاءه فوق ركام الخراب اليمني.

لكن اليمنيين لييسوا تلك النخبة الدميمة التي تتحلق حوله في موفنبيك، تماما كما فعلت على الدوام خلال السنوات الثلاث الماضية.

وهم الآن في مواجهة الحقيقة سافرة مستفزة متشفية بهم.
لقد خدع اللقاء المشترك ومن شاركه في عروض موفنبيك، وبخاصة الحوثيون انفسهم، اليمنيين. باعوا لهم الأوهام والمسكنات والمكيفات، ثم سلموا رقابهم لميليشيا الأنصار: أنصار الله وأنصار الشريعة؛ أنصار "الشيطان الأكبر"، فالفئتان تتبادلان الاتهامات بأنهما من صنيعة واشنطن أو من حلفائها!

***
يواصلون التهريج في موفنبيك: موطن "الهوان الوطني الشامل" ومصدر التلوث الأكبر في "يمن" ما بعد 2011.

وفي الأثناء يعيد كثيرون في اليمن تعريف أنفسهم طائفيا وجهويا انطلاقا من موقعهم من جماعتي الأنصار الدينيتين.

لكن الأغلبية الساحقة من اليمنيين ليست "أنصارية" ولا هي "جهوية".

في الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير المغدورة، يستحق اليمنيون مصيرا أفضل من هذه المصيدة الوحشية التي اوقعهم بها منظرو المرحلة الانتقالية، أو لصوص ثورتهم المجيدة، ثورة المواطنين الأفراد الذين نزلوا بجلودهم العارية طلبا للمستقبل.

إن التحدي الرئيسي أمام شباب الثورة اليمنية، ومعهم كل المنتسبين إلى المشروع المدني والديمقراطي التقدمي، هو في استحياء تلك الروح العارمة التي قوضت نظام الرئيس صالح. ووحدت اليمنيين حول عناوين ديمقراطية تنتمي إلى العصر لا إلى مشاريع تمزيقية تنتمي إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح أو مشاريع عصبوية تستلهم حروب القرن العاشر الميلادي!

زر الذهاب إلى الأعلى