تابعت خلال الأيام الماضية (رغم ضجيج الحرب وتوترات الوضع داخل اليمن.. وعلى الحدود بين البلدين).. أقول تابعت ردود العشرات من اليمنيين المقيمين في المملكة منذ عشرات السنين.. أو الذين جاءوا إليها في فترات مختلفة وشملهم قرار التصحيح لأوضاعهم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخراً ليوفر لهم الطمأنينة والاستقرار (هنا في المملكة) بعد أن افتقدها أهلهم داخل اليمن بفعل جرائم القتل والتدمير التي يقترفها عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح ومن لف لفهم..
•• وقد أسعدني ما سمعت.. وشاهدت.. جراء فرح وسعادة الجميع ليس فقط بهذا القرار وإنما بما تقوم به المملكة وشقيقاتها من دول التحالف من أعمال غايتها إنقاذ اليمن من حروب أهلية مدمرة كانت تنتظره لو أن الأمور تُركت على حالها يوجهها الحوثيون وأنصار صالح.. بدعم ومؤازرة واستغلال من طهران.. وبالذات بعد أن حاولوا إسقاط الشرعية وكسر شوكة الدولة اليمنية وأخذوا في التعامل مع الرموز اليمنية السياسية والثقافية والقبلية تعاملاً غير كريم.. فيه الكثير من الامتهان لكرامتهم.. والتعدي على حقوق البلد المكتسبة وتمزيق نسيجه الاجتماعي وطمس هويته الثقافية أيضاً.
•• هذا العدد الكبير من المقيمين بيننا لسنين طويلة تجاوز بعضها العشرين عاماً وأنجب فيها العديد من الأبناء والأحفاد.. أو حتى الذين قدموا إلينا وعاشوا معنا منذ عشر سنوات فأكثر.. وشعروا بالأمان والطمأنينة وكريم العيش هنا في بلدهم هذا.. هم – في الحقيقة – نموذج لأغلبية كبيرة من أبناء الشعب اليمني الموجودين بداخل اليمن (شماله وجنوبه) ممن يشعرون بنفس مشاعر الحب والولاء لهذا البلد الكريم والمحب لهم.. والحريص على سعادتهم وسلامتهم..
•• أقول هذا الكلام وأنا متأكد منه بالرغم من الحملات الظالمة والمضللة التي تبنتها أطراف أو كتل أو أصحاب مصالح خاصة أو توجهات معروفة أو ذات ارتباطات خارجية مشبوهة ضد كل ما هو سعودي على مدى سنوات طويلة..
•• لقد ظل الشعب اليمني وفياً لهذه البلاد رغم صراع التيارات والمصالح التي عصفت وما زالت باليمن وأوصلته اليوم إلى ما هو فيه..
•• لكنه وبإذنه تعالى.. ثم بوقفة أشقائهم المخلصين لهم وفي مقدمتهم شعب هذه البلاد سوف ينتصرون على القتلة.. والمنتفعين.. والمتاجرين بالأوطان وهم -ولله الحمد- قلة قليلة.. ليظل اليمن في الغد -كما كان باستمرار وعلى مدى التاريخ- دولة وشعب الكرامة.. والنخوة.. والوفاء لإخوانهم وجيرانهم ومن يخافون عليهم.. وهبّوا للوقوف إلى جانبهم ونصرتهم..
•• ومهما حاول القتلة والمجرمون كسر إرادة هذا الشعب إلا أنهم سوف لن يفرضوا إرادتهم عليه في النهاية.. لأنه شعب عربي.. ومسلم.. وصاحب حضارة.. والشعوب المتحضرة تنتصر على "الظلمة" في النهاية وكذلك كان تاريخ اليمن على الدوام.
•• والملك سلمان الذي آلى على نفسه إنقاذ هذا الشعب.. يفكر بعمق في تبني طموحات وتطلعات هذا الشعب على المدى الطويل لأن في سلامته سلامتنا.. وفي الاقتراب منه أكثر.. تخليصاً له من كل صور المعاناة التي عاشها على مدى فترات طويلة.. وبالذات عندما يتاح لهذا الشعب الأصيل تحديد مستقبله بنفسه.. وحصوله على حقوقه كاملة شأنه في ذلك شأن كافة شعوب دول مجلس التعاون الخليجية الست التي بادرت إلى الوقوف بجانبه بكل قوة دون أن تكون لها أطماع في بلده.. كما هي أطماع الإيرانيين وربما غير الإيرانيين فيه..
•• ولا شك أن الشعب اليمني جدير بأن يصبح في القريب العاجل جزءاً من هذه المنظومة.. إذا هو أراد هذا ووجد فيه مصلحته ومستقبل أجياله المقبلة.. ولا داعي لأي حسابات أخرى..
•• حفظ الله اليمن وأهله من كل سوء.. وأزال عنه الغُمة التي أدخله فيها سماسرة المتاجرة بالأوطان.. ووفق دول التحالف التي أخذ عددها في التزايد للخروج به من هذا الحال.. وساعد المملكة وقيادتها الوفية على المضي في سياستها الرامية إلى احتضان اليمن واليمنيين ومساعدتهم على تحقيق كافة أمانيهم.
• ضمير مستتر:
•• لا خير فيمن يتاجرون بأوطانهم.. ويعرضون سلامة شعوبهم للخطر..