أرشيف الرأي

هل على اليمنيين خوض تجربة العراق والتضحية بملايين لإرضاء الإصلاح والمؤتمر؟

إذا كان الإصلاح واثقاً من أنه سوف يستطيع وحده رد الخطر الحوثي والفتنة الطائفية والمناطقية. فليفعل من الآن لنرى بطولته. وإذا كان المؤتمر يعتقد أن الحوثي سيتعايش معه فهو واهم.. ولو حببوا الركب ووصفوه ب"السيد".

مشكلتنا الآن في اليمن غباء وحقد الإصلاح والمؤتمر على بعضهما. يخدمان الحوثي ويتنافسان على ذلك. وسوف تثبت الأيام أن أي الطرفين سيواجهه الحوثي بعد التخلص من الآخر..

وصول الحوثي إلى مشارف صنعاء، يعني أن اللعبة خرجت من حدود الثأر والانتقام بين القوى إلى حدود الخطر الذي سيحرق الجميع.. هل علينا أن نضحي بملايين المواطنين ثم نفهم بعد عشر سنوات أنه كان علينا أن نتحد؟ كما فعل العراقيون؟

الأحزاب السياسية المتسابقة لعبادة السفارات هي مشكلتنا الحقيقية اليوم.
نحن شعبٌ يواجه خطراً موحداً وفقراً موحداً ومع ذلك علينا أن ننصاع لأحقاد وثارات الأحزاب التي تكاد توصل الجماعات الطائفية المسلحة إلى العاصمة ثم ندخل نكبةً لا يعلم آخرها إلا الله..

حماقة المؤتمر والرئيس السابق ضحت أو توشك أن تُضحي بعلاقتهما مع الخليج مقابل التواطؤ مع الحوثيين وسيكونون هدفاً حتمياً للحوثي قريباً غير آجل.. وجامع الصالح نفسه قد يتعرض للتفجير بواسطة الديناميت الحوثي.

وحماقة الإصلاح هي استمرار الخطاب المعادي لصالح بما يجعله يلجأ للتواطؤ مع الحوثيين والضحية هو الوطن والمواطنون بما فيهم الحوثيون المغرر بهم والذين يُراد أن يكونوا أداة جيدة في الفتنة ثم لن ينتصروا على الأغلبية اليمنية في نهاية المطاف.

من يُقنع الإصلاحيين إن 26 مليون يمني ليسوا الإصلاح وأغلبيتهم المطلقة لن يقبلوا بأي جماعة طائفية أو تريد إعادة التاريخ إلى الوراء.. فقط إذا أبعدنا الأحقاد والثارات الحزبية والخطاب المدمر جانباً.. وتوقفنا عن التبشير بالتدخلات الدولية والأموال المزعومة..

من المؤكد أن الدولة اليمنية في خطر شديد مع اقتراب حصار العاصمة ودور مُريب للقيادة الحالية والبعثات الدولية مع صراع محتدم داخل البيت الجمهوري.

الجميع آثمون والوطن اليمني ضحية لثارات الأحزاب فيما بينها. لنكن واقعيين: في صنعاء الإصلاح وأنصاره ومن يُحسبون عليه قوة، وصالح وحزبه وأنصاره ومن يُحسبون عليه قوة، والحوثي هو القوة الثالثة الصاعدة.

إذا لم يصل المؤتمر والإصلاح إلى نقاط توافق ويدافعا عن الجمهورية .. فلا يركنن أحدهما بأنه سينجو لوحده. الوطن اليوم بحاجة إلى اصطفاف.. ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم.

زر الذهاب إلى الأعلى