ست حروب قضتها الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين دون الوصول إلى نتيجة وانما زاد الوضع سوءا بسبب الخروقات للاتفاقيات التي يقوم بها المتمردون واستشهد في هذه الحروب الاف من ابناء القوات المسلحة والامن ومن المواطنيين الذين يساندون القوات المسلحة دفاعا عن الدين والوطن بالاضافة إلى ما تم تدميره من المباني والمنشأت وتشريد الاف من الاسر ولم تكتف هذه الزمرة الباغية بما احدثته من تدمير في ارض الوطن فتطاولت على الحدود مع الجارة السعودية بتشجيع ودعم إيراني ولكنها تلقنت درسا لن تنساه ابدا ولن تجرؤ على تكراره مرة اخرى.
وبعد هذه المعارك الطاحنة اعلن الحوثيون طلب وقف اطلاق النار بعد مناشدات دولية واقليمية وبالتالي اعلن فخامة الاخ رئيس الجمهورية وقف العمليات العسكرية على ان تنفذ هذه الفئة الباغية تنفيذ الشروط الستة في ما اعلنته الحكومة ومنذ ذلك الاعلان والحوثيون والحكومة في مد وجزر وكل يلقي الاتهامات للاخر بخرق الهدنة وعدم تنفيذ الاتفاقيات فكانت الفرصة مواتية لتدخل إيراني بغطاء قطري لاعلان المصالحة والدعوة للتوقيع على وثيقة اتفاق معدة مسبقا من قبل دعاة الفتنة والتمرد والضلالة في إيران.
وحكومتنا الرشيدة لا تعلم ما يدور وما تخفيه قطر وراء الدعوة لهذه المصالحة وخاصة ان إيران تربطها علاقات وطيدة مع قطر وتعتبر قطر احدى الدول الاكثر مساندة لتنفيذ المخططات الإيرانية المجوسية للتوسع في الخليج العربي.
الاتفاقية الاولي والتي اقترحتها قطر تم رفضها من قبل اليمن لان ممثل الوفد في تلك الاتفاقية الدكتور عبدالكريم الارياني حفظه الله كان يعلم بخفايا هذه الاتفاقية لما تحويها من شروط لتقوية الحوثيين ضد الحكومة ومنحهم صلاحيات اشبه بالحكم الذاتي ولم يكتمل التوقيع عليها اما الاتفاقية الاخيرة ففيها مفأجات اكبر حيث ان مسودة الاتفاقية معدة مسبقا من قبل عدو الاسلام إيران.
فماذا يعني ان يبارك امير قطر الاتفاقية مشيرا إلى بنود خمسة في الاتفاقية وتجاهل الشرط السادس والخاص بعدم الاعتداء على الاراضي السعودية هل معناه تجاهل ام سقط سهوا ام تنفيذا لرغبة إيران؟!
ثم يزور احمدي نجاد قطر بعد توقيع الاتفاقية للاطلاع اولا على ما تم التوقيع عليه وما تم التخطيط له وثانيا لزيادة الدعم للمتمردين وكذلك لاضافة ملاحق سرية للاتفاقية تخدم الحوثيين وهذا لم تكشفه قطر ولا الحكومة اليمنية وهذا دليل صريح على دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن، ان ما تخفيه الاتفاقية من بنود سرية كانت مقابل اعادة الاعمار قد لا يكون مقدما من قطر فقط وانما من إيران بواسطة قطر.
ان اي شخص متابع وان كان لا يفقه شيئا في السياسة ليدرك هذه اللعبة الخطيرة التي تقوم بها إيران وتنفذها قطر لدعم الحوثيين وزعزعة الامن في اليمن والمنطقة. هل ادرك فخامة الرئيس ان قطر دمية بيد إيران لتنفيذ مخططاتها في المنطقة بداءا من اليمن، وهل قبول فخامة الاخ رئيس الجمهورية بتدخل قطر في المصالح وقبول الاتفاقية كان عن رضى منه وادراك لما تحويه الاتفاقية ام هناك تدخل مسؤولين في الدولة لهم مصالح وارتباطات مع إيران والحوثيين صوروا الاتفاقية لفخامة الاخ الرئيس بالشكل الايجابي، وهل ابتسامة امير قطر امام فخامة الاخ الرئيس كانت كافيه للاطمئنان عن محتوى الاتفاقية وصدق الشاعر حيث قال:
اذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم
هل ادرك فخامة الاخ رئيس الجمهورية لماذا عاد الحوثييون بعد الاتفاقية لاعمالهم الاجرامية وما هو الا دليل على وجود دعم لهم وشعورهم بانهم ليسوا بمفردهم لمواجهة الحكومة وانما هناك قطر ومن ورائها إيران.
هل ستهدر دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا طيلة الحروب الست وتنفذ مطالب الحوثيين تنفيذا لرغبة قطر؟
اليس الاولى تنفيذ مطالب اخواننا في المحافظات الجنوبية من تحقيق العدل والمساواة طبقا لمبادئ الوحدة؟
اليس التفاوض معهم شرعيا قبل التفاوض مع المتمردين الحوثيين تجنبا لتفكيك حلم كل اليمنيين..
فهل سيحافظ فخامة الاخ رئيس الجمهورية على دوره التاريخي في اعادة الوحدة اليمنية وما قدمه من دور ريادي في الدفاع عن الوحدة والثورة والديمقراطية وعدم التفريط بدماء الشهداء والجراحى الذين ناضلوا من اجل اليمن كي تخلد ذكراه في عقول الاجيال القادمة فلكما ذكرت الوحدة والثورة والمنجزات التي تحققت والدفاع عن هذا الوطن سيذكر علي عبد الله صالح.
هل تذكر فخامة الاخ الرئيس يوما قول الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب (لو ان بعيرا تعثرت في ارض العراق لسئل عنها عمر يوم القيامة لماذا لم تمهد لها الطريق) فكم هناك يا قوافل من ابناء الشعب تعثروا بسبب فساد الحكومة وكم سوف تتعثر قوافل بسبب هذه الاتفاقية المشؤومة فهل مهدت لها الطريق؟
لكي يتحقق العدل والمساواة وتنعم اليمن بالخير على فخامة الاخ الرئيس حفظه الله ان ينبذ بطانة الشر التي بجواره ويستمع إلى بطانة الخير من العلماء والمثقفين المحبين لليمن.
أننا عندما نقدم النصيحة لفخامة الاخ الرئيس أو ننتقد الحكومة ليس من باب الانتقاد أو تصيد الاخطاء وانما من حبنا له حتى لا يضيع التاريخ الذي صنعه بسبب شياطين الحكومة الذين لم يقدموا يوما مشروعا لمصلحة اليمن وانما لمصالحهم الشخصية وان وزراء ومتشاري رئيس الجمهورية اشد سوءا على الشعب اليمني من وزراء فرعون الذين كانوا رحماء على موسى وهارون.
نامل من فخامة الاخ الرئيس ان يكون نبراسا يُهتدى به وكما قالت الخنساء:
وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار
* الجالية اليمنية – الرياض
[email protected]