اخترت هذا العنوان صراحة بعد قراءة تقرير اسمه الغبار الأسود : للكاتب الشمالي عادل الأحمدي في صحيفة الديار , العدد(95) الصادرة يوم الأحد الموافق 2162009 وكان بعنوان : اليمن.. انفصال كارثي الحدوث.. (حضرمي النتائج) .. فأسميت مقالتي بالإعصار الأحمر تيمنا بالدماء الجنوبية التي تراق عند كل مظاهرة سلمية ..
اليكم ما ورد في تقرير الغبار الأسود , والرد عليه: كانت أولى النقاط التي وردها في التقرير هي(قصة الوحدة) وتناولها الكاتب الأحمدي على النحو التالي:
" منذ انهيار الدولة الحميرية اتخذت هذه الأرض صيغا عدة من الوحدة والتشطير وأخر نماذج التشطير كان جمهوريتي اليمن الشمالي والجنوبي اللتين توحدتا في عام 1990م "
الرد: حين قلت "أخر نماذج التشطير كان جمهوريتي اليمن الشمالي والجنوبي اللتين توحدتا في 90م" وكأنك تقول إن الشمال والجنوب قد سبق لهما التوحد والتشطير ثم التوحد والتشطير قبل 1990م , وإذا كان كذالك فأين نماذج الوحدة الأولى والثانية والثالثة !!
لم يورد في التاريخ إن الشمال والجنوب قد سبق لهما التوحد والتشطير قبل عام 1990م وهي أول وحدة اندماجية بين الشمال الذي كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية والجنوب الذي كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهي( الجنوب العربي) وهذا مثبت في كتب التاريخ.
رد يماني أصيل: ((التاريخ يقول: لم يتشطر على هيئة شمال وجنوب إلا في عهد أحد الأئمة المحنطين وهو المؤيد الصغير محمد بن المتوكل إسماعيل بن القاسم ( 1092 – 1097 ه )
ثم انتقل الكاتب للنقطة الثانية وهي(وضع الدولتين عشية الوحدة) وقال فيها: " أن اليمن الشمالي كان منسجم ومزدهر فاعل ومتفاعل في ومع نطاقه الإقليمي العربي والدولي , لديه ثروة نفطية وتعددية غير معلنة ينهج النظام الرأسمالي , واليمن الجنوبي ممزق الأوصال يعد مجزرة يناير 86 معزولا إقليميا وعربيا ومنتمي للمعسكر الجنوبي المهزوم في الحرب الباردة(الاتحاد السوفيتي) وعلية مديونية 8 مليارات دولار,وجزء تركيبته الاجتماعية مقيم في الخارج بشكل قسري( بقايا سلاطين) في الخارج محكوم عليهم بقبضة الحزب الواحد وبالكاد تجد فيه شارع مسفلت ومبنى جديد "..
الرد: هكذا تناول الكاتب وضع الدولتين عشية الوحدة حتى إني خلت نفسي إني في( شمال لوس أنجلس صنعاء) وفي جنوب( دارفور عدن)..
جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية(الجنوب العربي) دخلت في حرب أهليه في 1986م وكانت لها خسائر كعادة الحروب ولكن ليست بالأرقام التي ذكرتها , ثم إذا كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية معزولة إقليميا وعربيا مثلما ذكرت فكيف وقع على اتفاقية الوحدة بين الشمال والجنوب وسط ترحيب واعتراف عربي ودولي واسع النطاق وهي الدولة المعزولة !!
وإذا كان الجنوب محكوم في تلك الفترة بقبضة الحزب الواحد , فتحت أي قبضة حكم الشمال ولازال يحكم إلى اليوم !!
واستغرب كثيرا حين قال الكاتب انه بالكاد تجد في الجنوب شارع مسفلت ومبنى جديد !! فيا عزيزي أنت تتحدث عن الجنوب عن دولة كاملة قائمة بمؤسساتها وخدماتها ومنشأتها منذ زمن بعيد في الوقت الذي كان الإمامة في الشمال يفرض على الشماليين بيد من حديد الزكية في الزراعة عند كل محصول ,, فعن إي شارع أو مبنى تتحدث ؟
الجنوب الذي تتحدث عنه اليوم هو جنوب الأمس الذي هاجر إليه أبناء الشمال لتحسين معيشتهم من الفقر والجوع و الظلم الذي كانوا يعانوه فترة الإمامة فحضن الجنوب ثوارهم حين قصدوه وكانت قبلة انطلاقهم من الجنوب دولة الحضارة .
ثم انتقل الكاتب إلى النقطة الثالثة وهي ( اتفاقية الوحدة ) وسألخصها أنا :
اتفق كل من البلدين , الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على أن تقوم بين البلدين وحدة اندماجية على أساس الشراكة السياسية ...الخ وعرفت ب (الجمهورية اليمنية) رئيسها علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض وسط أجواء قوميه مليئة بالفرح والأهازيج والطبول .... هكذا بدأت..!
ثم تناول الكاتب النقطة الرابعة وهي (جذور الخلاف بين الشريكين) وأوضح فيها الكاتب أن الأسباب تتمحور في حرب العراق على الكويت وموقف الرئيس صالح إلى جانب العراق , وعودة الكثير من المغتربين اليمنيين في دول الخليج إلى الداخل .... وقال الكاتب أن الشمال هو من تحمل مديونية الجنوب وانه تم خلال الثلاث السنوات الأولى من الوحدة توظيف ما يقارب 500 ألف من الجنوب وبعد 94 تم تسخير 70% من مشاريع التنمية إلى الجنوب المترامي الأطراف كما انتقل قرابة 65% على الأقل من رأس مال الشمال للاستثمار في الجنوب ,وان نسبة الموظفين في الجنوب قياسا بحجمهم الضئيل يساوي ضعفي نسبة الموظفين في الشمال رغم كونهم يمثلون أربعة أخماس السكان وان مستوى معيشة المواطن الشمالي كان أفضل بكثير من مستوى معيشته اليوم.. على عكس المواطن في الجنوب .... هكذا أوردها الكاتب الأحمدي
وهكذا سأوردها أنا : أذهلتني جدا ضخامة الأرقام والنسب المئوية وكأن الجنوب كان في ضيافة حاتم الطائي !!
جذور الخلاف لا يمكن اختزالها فقط في حرب العراق على الكويت والذي كان فيه موقف الرئيس علي عبدالله صالح مع العرق وحربها في حين كان موقف القيادة الجنوبية عكس ذلك.. ولكن الخلاف الحقيقي كان ولازال هو خلاف اليوم.. أما بالنسبة للمواطن الجنوبي الذي وصفت مستوى معيشته بأقل من مستوى معيشة المواطن الشمالي الذي كان ينعم بالرفاهية قبل 1990م هو ذاته المواطن الجنوبي الذي لم يعرف الجوع والحاجة قبل 1990م وان جاع اتجه إلى خيرات البحر ليأكل منها هو وأولاده ، بينما اليوم سورت البحار وملكت لأصحاب الرفاهية وصدرت الثروة السمكية وافتقدنا هبة البحر في وجباتنا وكدنا أن ننسى أن لدينا بحار..
ثم انتقل الكاتب إلى النقطة الخامسة وهي( حرب 94) وتحدث فيها بلغة النصر والخسارة وهي ذات اللغة.....!
وقال: أن هنالك جنوبيين حلوا في مواقع الشراكة بعد حرب 94م..... وان اليمنيين كادوا بفعل مرور 19عام وتشكيل قرابة 10 حكومات أن ينسون إن كانت هذه المحافظات جنوبية والأخرى شمالية لولا الحراك الجنوبي الذي اندلع في 2006م.
وأقول لك: إن تحدثنا عن الجنوبيين الذين حلوا في مواقع الشراكة فلن نتحدث عن أعداد معينة بل سنتحدث عن اغلبيه الجنوبيين والذين حلوا فعلا ولكنهم حلوا إلى منازلهم.
ثم قد يكون المواطن الشمالي هو من نسي إذا كانت هذه المحافظة جنوبية أو شمالية لأنه أصبح يملك في الجنوب ضعف ما يملكه في الشمال بينما المواطن الجنوبي لم يعد يملك على أرضه وفي داره سوى السقف والجدار.
بعدها انتقل الكاتب الأحمدي إلى النقطة السادسة وهي(سياسات ما بعد الحرب) وتحدث فيها عن خسائر حرب 94م التي أوقعها فقط على الشمال وقال أن ملايين السكان في الشمال هم الذين دفعوا أربعة أخماس الضريبة بلغة الأرقام وبحكم حجمهم السكاني الهائل كان لهم نصيب الأسد من التسريح من الجيش بينما الجنوب هو الذي بانت عليه الآثار..بسبب التعود الاشتراكي على الاعتماد على راتب الدولة..
وأجيبك: خسائر حرب 94م تحملها الجنوب أكثر باعتباره هو من وصفته بلغة الخسارة ويعرف إن الخسائر تقع على الخاسر أكثر من المنتصر هذا إذا تحدث بلسانك.. ثم إن أعداد المسرحيين الجنوبيين من الجيش كان كبيرا مع انك أجزمت على إن المسرحيين الشماليين كان اكبر فإذا سلمنا بالأمر ليس من باب الاقتناع بل من باب التمرير فأن أفراد الجيش الشمال المسرحين من الجيش حد قولك لا يعتمد اغلبهم على مرتب الجيش لان له أكثر من مصادر تجارية وعقارية سواء في الجنوب أو الشمال , بينما أفراد الجيش الجنوبيين الذي وصفتهم بأنهم اعتمدوا على راتب الدولة بسبب التعود الاشتراكي , فهم اعتادوا على احترام النظام والوظيفة التي يشغلونها ولم يجيدون(فهلوة الوظائف),, فحسب المادة(7) من قانون الخدمة العسكرية لعام 1991 تحريم مزاولة أي أعمال تجارية على الأفراد وضباط القوات المسلحة والأمن.... كما تنص المادة(61) من القانون "يحضر على العسكري العامل بالذات أو الوساطة مزاولة الأعمال التجارية من أي نوع كانت وخاصة الأعمال والمقاولات والمناقصات التي تتصل بأعمال وظيفته..".
وكانت النقطة السابعة للكاتب هي( حرب الحوثي) وقال فيها: أن الحوثيين هم بقايا الإمامة الشيعية الحاكمة للشمال قبل 1962م المعتمد على دعم العملاق الصاعد إيران وإنها أدخلت البلاد في حروب خمسة كسرت هيبة الدولة والجيش وفتحت شهية الانفصاليين في الجنوب لإعادة البراميل وأن الذي ساعد على ذلك هو الفقر وهشاشة خطاب الدولة ومناخ حرية التعبير والصحافة واضمحلال دور القضاء والبرلمان , ولا جدوى للأحزاب.
و الإجابة: حركة الحوثي ظهرت في نهاية التسعينيات(1997) بعد انتهاء عضوية حسين الحوثي في البرلمان في الفترة مابين 1993م_1997م بعدها اخذ في بناء قاعدة لتأييده خاصة في مديرية حيدان وكان للكاتب كتاب حول التمرد الشيعي اليمني بعنوان(الزهر والحجر). بينما شهية الجنوبيين حد وصفك لإعادة البراميل هي شهيه مفتوحة منذ عام 1994م.
و إذا كانت حروب الحوثي الخمسة قد كسرت هيبة الدولة والجيش مثلما قلت فأنت يا احمدي قد أسقطت الدولة بأكملها حين وصفتها باضمحلال القضاء والبرلمان +هشاشة خطاب الدولة+ الفقر +وعدم جدوى الأحزاب.. فدوليا يعد سقوط القضاء أو اضمحلاله هو سقوط للدولة بأكملها.
بعدها انتقل الكاتب إلى النقطة الثامنة وهي(سيناريوهات الانفصال) حيث قال فيها: " إن الحراك قد اعتمد لغة عاطفية وشعارات مطلبيه وان مطلبه كان الاعتراف بالقضية الجنوبية وبعد أن اعترف بها معظم الأطراف اكتشف الجميع إنهم مطالبون بالاعتراف بالجنوب العربي وان أمامهم مشروع عنصري ومناطقي... الخ " , و" إن إعلان فك الارتباط للرئيس البيض قد تزامن مع تطور الحراك السلمي إلى حراك غير سلمي...... الخ
والإجابة: لغة العاطفة لا تصنع وحدها كل هذا في الجنوب اليوم ,, إنها لغة الشعوب حين تنتفض تختلف تماما عن كل اللغات!
وحين قلت:( كان الاعتراف بالقضية الجنوبية).. والسؤال متى كان هذا الاعتراف ؟
حين وصفوا بأنهم بضعة عشرات ومجرد فقاعات... أهكذا يكون الاعتراف !! أما بالنسبة للجنوب العربي وهو ما عرف باتحاد الجنوب العربي والذي بدل اسمه إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. والحراك الجنوبي السلمي كان ولا يزال سلميا وهذا ما نشهده في كل المظاهرات السلمية و التي يسقط فيها الكثيرون وهم عزل , يصدون الرصاص بصدور عارية.
وقد كفلت القوانيين الدولية حق الشعوب في التظاهرات السلمية ولم تجرمها.. النقطة التاسعة للكاتب كانت
( إمكانية نجاح الانفصال) فقال: " بعد كل التضحيات التي قدمها الشمال وبسبب تركز الثروة في الجنوب والثقل السكاني في الهائل في الشمال ومصادر الرزق الموجودة هناك , فأن الشمال مستعد لتقديم ثلاثة إلى خمسة ملايين قتيل في سبيل الدفاع عن الوحدة دون أن يتأثر حجمه السكاني بينما سكان الجنوب لا يعتدون ثلاثة ملايين ونصف ثلثهم من أصول شمالية وثلثهم الأخر وحدوي مضاف إليه قرابة مليونين ونصف من أبناء الشمال مقيمين في الجنوب , ومليون يتوقع توافده خلال الشهر القادم... الخ
والإجابة: هذه من اخطر النقاط التي طرحها الأحمدي ولا ادري كيف يستسيغ ويبرر القتل , وبأي حق !
فالكتب السماوية والمواثيق الدولية كفلت حقوق الإنسان وحمته وصانت الدماء وأنت جئت لتصدر حكم الإبادة الجماعية على شعب الجنوب من اجل الوحدة,, والسؤال: مع من سيتوحد الشمال حين يقتل كل من على الجنوب ؟؟ مع الشجر والحجر..ما هكذا تكون الوحدة ولا هكذا تعمد.. ثم كل من على الجنوب من أصول جنوبية عدا مجموعة منهم من أصول شمالية وأصول أخرى استقروا في الجنوب منذ زمن بعيد وتطبعوا بطباعها وصار لا فرق بينهم.
كما أن شعب الجنوب وبالأقلية التي وصفتها هو ذاته من اخرج الانجليز تلك الإمبراطورية التي لأتغيب عنها الشمس , ونذكر قوله تعالى:( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بأذن الله والله مع الصابرين).
ثم ذكرت في ذات النقطة: أن قول الرئيس صالح في إن الحرب ستكون من بيت إلى بيت ومن نافذة إلى نافذة هو قراءه دقيقه لواقع الاندماج السكاني واستغرب حقا هذا التناقض منك وأنت الذي ذكرت في ذات التقرير واصفا إياه بهشاشة خطاب الدولة فكيف تصفه ألان بالقراءة الدقيقة للواقع..!!
كما ذكر الكاتب إن الانفصال ممكن له النجاح في حضرموت دون غيرها بسبب شساعة المسافة...
فسأجيبك ببضع كلمات: جنوب اليوم أوتاره متينة لا تصلح لعزف الهواة.. حضرموت هي ردفان هي أبين هي الضالع هي يافع هي شبوة هي لحج هي الجنوب.
بعدها انتقل الكاتب إلى النقطة العاشرة وهي( مخطط الإمارات) وتحدث على إن انفصال الجنوب سيتم على هيئة سلطنات أو إمارات تشبه إلى حد ما نظام الإمارات المتحدة وان الصراعات ستنحصر بين الشمال والجنوب والسلطنات المتداخلة.
والإجابة: اترك عنك عناء القلق والتخمين لان هناك من يحرص على رسم الواقع.. وكانت النقطة الحادية عشر للكاتب وهي(موقف الغرب والخليج) وتحدث فيها عن تخوف الخليجيين من عواقب الانفصال والانفلات الأمني.
الإجابة: هناك فعلا تخوف ولكن هل التخوف من فك الارتباط أو من استمرار عدم الاستقرار في الجنوب وهو ذاته الذي يمثل عدم استقرار لدول الخليج.. ؟
الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس صالح إلى المملكة العربية السعودية وصفها المحللون السياسيون بأنها كانت عكس التيار ولا تلبي متطلبات صنعاء مثلها مثل الموقف القطري من القضية ,, ولا ننسى الرقابة والاهتمام والرصد الدولي الذي يضع عين على الشمال وعين على الجنوب.
وكانت النقطة الثانية عشر للكاتب وهي( الحلول المطروحة) وقال فيها: " إن إزاحة الرئيس صالح وتنصيب رئيس جنوبي سيكون أمر ولن يغذي نهم الانفصاليين ولن يصب في خانة أصحاب الأساطيل , وان ذهاب صالح هو ساعة الصفر لكل من البيض والحوثي..
الإجابة:القضية في الجنوب ليست قضية إزاحة الرئيس علي عبدالله صالح وتقليد رئيس جنوبي الحكم , لان الجنوب في 1990 حين أقدم على الوحدة أقدم عليها بشعبه وأرضه وتنازل بالرئاسة للرئيس على عبدالله صالح واكتفى رئيسه بأن يكون النائب.
ثم إذا كان ذهاب الرئيس صالح حد قولك هو ساعة الصفر للرئيس البيض وللحوثي.. فماذا عن بقائه..؟
بعدها تحدث الكاتب في ذات النقطة عن الفيدرالية في كونها ستعد هدية كبيره للانفصاليين لأنها ستعتبر اعتراف مبدئي بالجنوب العربي في جو أكثر أمان.
الإجابة: حين يمضي زمن على هدية الأمس وقتها لا تتناسب مع متطلبات اليوم.
وأضاف الكاتب الأحمدي قوله:" أن اغتيال البيض ليس في متناول أجهزة صنعاء كما قد فات أوانه اليوم وعواقبه مجهولة " ولقد أدهشني هذا الطرح لان الكاتب يرى في الاغتيال والإبادة الجماعية سبل مشروعه وطرح مقبول من اجل بقاء الوحدة , ولكن الافندم الكاتب يرى فقط أن فوات أوان الاغتيال هو من حال دون وقوعه.
وكانت النقطة الثالثة عشر وقبل الأخيرة في التقرير وهي( الوضع الراهن في صنعاء) وقد لخصه في عدة نقاط أهمها ثقة النظام الزائدة بقدرته على مواجهة هذه المخاطر منفردا ومستغنيا عن الآخرين , الذين يشاطرونه الإيمان بالوحدة ويختلفون معه في أساليب الحكم.. مع إنني أرى أن ثقة النظام الزائدة ليست وليدة اليوم.. ثم كانت النقطة الرابعة عشر والأخيرة في تقرير الغبار الأسود للكاتب الأحمدي على النحو التالي:
حيث قال " على أطراف الوحدة أن يحشدوا كافة القدرات من اجل إطفاء إلى الأبد فتيل الانفصال وقال إن هذا الحشد لن ينجح إلا(بالحجر) المحكم على الطابور الخامس أو ما اسماهم الرئيس(بالعرضي) المندسين والذي أصبح حتى أطفال صنعاء يعلمون ما المقصود بالعرضي وهو بقايا الإمامة وأصابع إيران.. ومخلفات لانجليز.."
وقال: إن القتل لابد أن يحدث في اليمن ونضحي بثلاثمائة أو أربعمائة ألف انفصالي مقابل أن يعيش 27 مليون نسمة حياة كريمه لا يهددها الأوغاد وان مشروع التقسيم هو مشروع حياة أو موت بسبب تركز الثروة بالمشروع الانفصالي وهو شبيه بحالة روسيا مع الشيشان.
كما قال أن شعار( الوحدة أو الموت) لا يعد تعبديا أو تخويفا إذا كان ثلاثمائة أو أربعمائة ألف انفصالي في الجنوب يريدون أن يعيشون وحدهم في منتهى الرفاهية فهذا مستحيل.... الخ
التعليق: كنا نظن إن استباحة دماء الجنوبيين في حرب 94م هي فقط من الشماليين أصحاب الفتاوى والصالحين أمثال(الديلمي) ولكننا اليوم أمام فتاوى المثقفين والكتاب والصحفيين كفتوى كاتب التقرير الأستاذ عادل الأحمدي الذي استرخص دماء الجنوبيين وكل ذلك من اجل تمركز الثروة في الجنوب مثلما وصف والتي يسال لها اللعاب ويباد من اجلها شعب بأكمله.
مع أن الإعداد التي ذكرها ثلاثمائة أو أربعمائة ألف لا يمثلون حتى أعداد الجنوبيين الذين حضروا مراسيم تشييع شهداء الجنوب في مقبرة ردفان والذين بلغ عددهم قرابة المليون فسميت( بالمليونية).
قد تعود هذه الأعداد التي ذكرها الكاتب إلى 94م ونحن اليوم في العام 2009 م فاليوم لا يشبه الأمس بعدما جاعت البطون وأقصت العقول يا هذا... ومن هنا وددت أن اذكر الكاتب والمثقف الصحفي الجنوبي الرائع أحمد عمر بن فريد و الذي أطلق في مهرجان التصالح والتسامح أجمل العبارات الإنسانية والتي تدين
القتل وتستنكر الدماء وهي:( دم الجنوبي على الجنوبي حرام) مفارقة كبيره بين من ينادي بإبادة شعب واستباحتهم وبين من يعصم الدماء ويستنكر إراقتها..
وفي الأخير: "تحياتي للرائع بن فريد وعذرا على ذكرك هنا وسط تقرير الدماء ودعوة الاستباحة "..
مواضيع متعلقة:
توضيح حول "الغبار الأسود".. ورداً على الأستاذ اليزيدي.. عادل الأحمدي!!
تقرير الغبار الأسود: اليمن .. انفصال كارثي الحدوث حضرمي النتائج
"الغبار الأسود".. ودولة حضرموت
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون!!
الذين لا يعرفون الجنوب سيدفعون الثمن غالياً