قال السفير مصطفى النعمان إن الرياض كان لها دور حاسم وحازم في إيقاف نزيف الدم في تعز، وإنه كان شاهدا على الموقف السعودي إزاء الذين أرادوا تحويل تعز إلى نهر من دماء شبابها من أجل مكاسب حزبية وشخصية ضيقة على حساب المنطقة نفسها.
وأضاف في مقال له أمس الأحد بجريدة الشرق الأوسط: إن ما يجري في تعز بعد 21 فبراير (شباط) 2012 يدل دلالة قاطعة على أن الفرقاء من الذين احترفوا حمل السلاح مهنة يرتزقون منها، يثابرون جاهدين للسيطرة عليها والتحكم في مفاصلها الإدارية والسياسية وخلق واجهات اجتماعية جديدة يمكن التحكم بها عن بعد، ومن المفيد أيضا التذكير بأن المدينة التي كان بها 4 صالات للسينما في الستينات وحتى مطلع الثمانينات قد جرى إغلاقها أو تحويلها إلى مخازن، وهو مؤشر على التحول القسري لمزاج الناس وخضوع المنطقة إلى توجهات متطرفة لا تقيم اعتبارا إلى حاجات الناس للترويح والتنوع الثقافي الذي كانت تتميز به منذ سنوات طويلة. ويكفي البحث في مصير ميناء المخا التاريخي الشهير الذي كان بوابة تصدير البن اليمني إلى العالم، وتعمدت الحكومات المتعاقبة إهماله وتحويله إلى مدخل لعمليات التهريب وفرض الإتاوات على الموردين، ويجري هذا تحت سمع وعلم أصحاب النفوذ في المركز المقدس، وذلك علامة إضافية على الإصرار لتحويل المنطقة إلى قرية صغيرة، كما بشر بذلك مسؤول سابق رفيع المستوى، وجرت عرقلة إنشاء أول محطة لتحلية المياه في اليمن، تبرع بتكاليفها المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز كي تروي ظمأ المنطقة التي لا تصل المياه إلى منازلها إلا مرة كل أربعين أو خمسين يوما.
وزاد النعمان في مقاله المعنون "اليمن: الصراع حول تعز.. لمن الغلبة؟" أنه ليس واضحا حتى هذه اللحظة الكيفية التي ستتعامل بها السلطة مع ما يجري الحديث حوله من تحول اليمن إلى نظام اتحادي، وأين ستكون كبرى مناطق اليمن وأكثرها ازدحاما بالسكان في الخريطة القادمة، وهو ما يفسر المحاولات المستمرة للعبث بأمنها وإنهاكها بالصراعات واستنزاف جهد أبنائها وجعلهم وقودا لمعارك الآخرين.