[esi views ttl="1"]
arpo23

جنيف: الكرامة تحتفل بتكريم الصحافي عبدالإله حيدر شائع فائزاً بجائزة المنظمة 2013

نظمت مؤسسة الكرامة الدولية لحقوق الإنسان في جنيف، الجمعة 6 ديسمبر 2013 حفل تكريم الصحافي اليمني عبدالإله حيدر شائع الفائز بجائزة الكرامة للمدافعين عن حقوق الإنسان 2013، بحضور حشد كبير من الصحافيين والناشطين والدبلوماسيين.

وألقى رئيس مجلس إدارة الكرامة د. عبدالرحمن النعيمي كلمة تطرق فيها إلى التعريف بجائزة الكرامة التي تمنحها المنظمة سنوياً، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يخلد في 10 ديسمبر، لمدافع (شخص أو أكثر) عن حقوق الإنسان أو منظمة، عرفانا لمساهماتهم في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في العالم العربي.

وفي كلمته أوضح النعيمي بأنه منذ عشر سنوات تشن الولايات المتحدة الأمريكية حربها على ما يسمى "الإرهاب"، واصفاً إياها بالحرب "القذرة" لأنها تنطوي على انتهاكات صارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأضاف النعيمي بأن الكرامة أخذت على عاتقها العمل وفقاً لآليات الأمم المتحدة على فضح هذه الانتهاكات، مشيراً في هذا السياق إلى التقرير الذي أعدته منظمة الكرامة خلال العام 2013، حول ضحايا الطائرات بدون طيار في اليمن، والذي جاء بعنوان: (ترخيص بالقتل.. لماذا تنتهك حرب الطائرات بدون طيار في اليمن القانون الدولي).

إلى ذلك، ألقى السيد كريستوف هاينز المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بالإعدام خارج نطاق القضاء كلمةً عبر فيها عن شكره لمنظمة الكرامة لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وأضاف السيد هاينز بأن الشيء الذي شدّ انتباهه هو اختيار صحافي لهذه الجائزة، مشيراً إلى ان اهتمام العالم دائما ينصب على مقتل الشرطي مثلا بينما لا يلقى بالاً لمقتل صحافي الذي لطالما يتعرض لتهديدات مباشرة خلال ممارسته المهنة.

وأشار إلى أن العديد من الصحافيين يتعرضون لتهديدات ومضايقات في محاولة لإسكات أصواتهم، مؤكداً في ذات السياق على أهمية دور الصحافي، كما طالب من كل محطات المجتمع الدولي الاهتمام بالصحافيين.

وقال المقرر الأممي، المتحدر من جنوب أفريقيا إنه عندما لا يقوم الصحافيون بعملهم فإن هذا يستدعي من الجميع الانتباه لهذا الأمر. مضيفاً: "أنا من جنوب أفريقيا ولدي اهتمام في هذا المجال"، متمنيا أن يكون لجنوب أفريقيا مكاناً في هيئات الأمم المتحدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي ما يتعلق بهجمات الطائرات دون طيار أوضح السيد هاينز بأن الصحافيين تحدثوا عن مقتل مجتمعات بأكملها وليس فقط أفراداً بعينهم، وهو ما استدعى البحث والتحري عن هذه المشكلة. مؤكداً بأن كل حياة لها قيمة، "ويتعين علينا حماية هذه القيمة، واحترام الإجراءات القانونية".

وخلص إلى القول بأنه من السهولة استخدام هذه الوسيلة في أي مكان من العالم، لكن هذا يجعلنا نقول بأنه يجب أن تخضع هذه الوسيلة للقانون الدولي وكذا قواعد القانون الدولي الإنساني وليس العكس".

وطالب باستمرار العمل من أجل كشف أخطاء ومساوئ استخدام الطائرات بدون طيار، ومدى تأثيرها على القانون الدولي لحقوق الإنسان.

جيرمي سكاهيل صحافي متخصص في التحقيق حول الحرب الأمريكية على الإرهاب، كان قد أعدّ فيلماً وثائقياً حول الطائرات بدون طيار في اليمن اسمه "حرب أمريكا القذرة في اليمن"، تحدث خلال الحفل عن الحرب على الإرهاب، مضيفاً بأن "الحرب على الإرهاب مثلها مثل حروب الولايات المتحدة الأخرى التي يستهدف فيها الصحافيون كالحرب على المخدرات في المكسيك، أو الحروب في الصومال، حيث يقتل الصحافيون، لإسكات الحقيقة".

وتابع سكاهيل: "يشرفني أن أتحدث بينكم هذا المساء عن الصحافي اليمني عبدالإله شائع الذي اعتبره بطلاً بحق".

وتطرق سكاهيل، الذي قضى فترة طويلة في اليمن، إلى الخطاب الجديد للإدارة الأمريكية الذي يعبر عن أزمة حقيقية تعاني منها السياسة الأمريكية حيث يرفضون أن تكون هناك صحافة حرة ومستقلة، ويريدون ان يكون هناك صحافة حكومية لا غير، معتبراً هذا الأمر نوعاً من النفاق.

وتحدث عن القنابل العنقودية التي استخدمت في القصف الأمريكي على المعجلة، وهو القصف الذي فضحه الصحافي شائع وتعرضض بسببه للاعتقال والتنكيل، وقال سكاهيل: شاهدت بعيني كيف اختلطت أشلاء الناس بأشلاء الماشية.
وطالب جيرمي الإدارة الأمريكية بتعويض الصحافي شائع وعائلته عن الضرر الكبير الذي لحقه.

بعد ذلك استعرض المشاركون في الحفل فيلما أعدته الكرامة يكشف الكثير من تفاصيل قضية اختطاف واحتجاز الصحافي عبدالإله حيدر شائع.

من جانبه، تحدث المحامي عبدالرحمن برمان عن شكره لمؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان لهذه اللفتة الإنسانية النبيلة باختيار الصحافي اليمني عبدالإله حيدر شائع، للفوز بجائزة الكرامة السنوية للمدافعين عن حقوق الانسان في الوطن العربي، باعتبارها أول رد اعتبار للصحافي اليمني عبدالإله حيدر شائع.

وقال برمان إن الهجمات الأمريكية في اليمن بواسطة الطائرات دون الأمريكية كانت من القضايا المسكوت عنها، وإن محاولات الخوض فيها ظلت تمثل خطرا لكل من حاول الحصول على المعلومات حولها أو عن آثار هذه الضربات، حتى تولى الصحافي عبدالإله حيدر كسر السياج المضروب حول هذه العمليات السرية، التي مثلت انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وأسفرت عن مقتل المئات من الابرياء بينهم نساء وأطفال، وفي حالات عديدة كانت أسر بكاملها ذهبت ضمن ضحايا هذه الطائرات.

وأضاف برمان بأن التضامن مع الصحفي شائع نجح في وضع الحكومتين اليمنية والأمريكية تحت الضغط ومثل إحراجاً لهما كما شكل حماية للصحافيين والناشطين الذين تولوا كشف بعض الحقائق المتعلقة بضحايا هذه الضربات.

وتابع: الآن تمكنت عملية التضامن الواسعة التي شاركت بها عدد من المنظمات، في مقدمتها مؤسسة الكرامة لحقوق الانسان والاتحاد الدولي للصحافيين، وبجهود حثيثة من نقابة الصحافيين اليمنيين ومنظمة هود تمكن هذا العمل الجماعي من الافراج عن الصحفي حيدر بعد ثلاث سنوات من الاعتقال.

وقال برمان: كنا نأمل ان يكون الصحافي شائع موجود بيننا اليوم ويشارك في هذا الاحتفال الذي أقيم تكريماً لنضاله وأن يتسلم الجائزة بنفسه، إلا أن قرار العفو برفع العقوبة الصادر من رئيس الجمهورية في نهاية يونيو الماضي بإنهاء احتجاز شائع، أبقى في نفس الوقت على منعه من مغادرة صنعاء إلى أي مكان آخر، وبالتالي الإبقاء عليه تحت الاقامة الجبرية لمدة عامين بعد انقضاء العقوبة.

وأضاف بأن حيدر الآن غادر محبسه لكن لا يزال آلاف من اليمنيين معرضين لخطر الإعدام خارج القانون بواسطة هذه الضربات الجوية العمياء، والتي ضحى وناضل حيدر من اجل كشف حقيقتها.

وتابع بأن "الواجب الآن وقد اتضحت معالم هذه المأساة يتحتم علينا كمنظمات وفي مقدمتها هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان أن نبذل المزيد من الجهد لوضع حد ونهاية لهذه العمليات.. يجب أن تتوقف الإدارة الأمريكية عن عمليات القتل عبر طائراتها العمياء في اليمن، وهي الخطوة الأولى للبدء بعملية إنصاف الضحايا.. يجب أن يستمر الجهد المشترك في كشف هذه الانتهاكات والعمل على إيقافها".

من جانبه، تحدث أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين مروان دماج، معبراً عن شكره لمنظمة الكرامة لحقوق الإنسان، "هذه المنظمة التي تعمل بشجاعة كبيرة في الدفاع عن تلك القضايا المسكوت عنها، بخاصة قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب على ما يسمى "الإرهاب".

وأضاف دماج: "إنني باسم كل الصحافيين اليمنيين أثمن للكرامة اختيارها للزميل الصحافي عبدالإله حيدر شائع للفوز بجائزة المنظمة للمدافعين عن حقوق الإنسان لهذا العام".

وتطرق أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين عن المعاناة الكبيرة التي يعيشها الصحافيون اليمنيون خلال أداء مهنتهم في تغطية أحداث السنوات الاخيرة التى عاشها اليمن، حيث سقط ستة صحفيين واعلاميين على الأقل ضحايا لأعمال القتل المقصود أثناء ممارستهم عملهم الصحفي والاعلامي، فيما تعرض مئات الصحفيين والاعلاميين للاعتداءات البدنية والعنف، وذهب العشرات إلى السجون بسبب أعمالهم، كان الصحفي اليمني عبدالاله حيدر أحد هؤلاء الضحايا، قضى في السجن ثلاثة سنوات بسبب قضية نشر و باتفاق بين الحكومتين اليمنية و الأمريكية.

وتحدثت الصحافية إيونا كراديج، بالنيابة عن الصحافي عبدالإله حيدر شائع، كما تسلمت الجائزة بالنيابة عنه، وأشارت في كلمتها إلى التضييق الذي لا يزال يتعرض له الصحافي شائع حتى هذه اللحظة، بسبب بقائه تحت الإقامة الجبرية، وتطرقت إلى المحاكمة غير العادلة التي تعرض لها شائع وكانت حضرت بعض جلساتها.

كما تحدثت عن المعايير الصارمة التي يتبعها الصحافي شائع في ممارسته مهنة الصحافة، وإصراره على البحث عن الحقيقة ونشرها مهما كلفه الثمن.

إلى ذلك، تحدثت السيدة لورانس ديونا رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود سابقاً عن المتاعب الكبيرة التي يتعرض لها
وتطرقت إلى زيارتها لليمن خلال السبعينات، وقال إن الصورة النمطية التي يرسلها الإعلام حول اليمن غير صحيحة، وأن اليمن التي عرفتها خلال السبعينات عندما زارت اليمن كانت بلداً جميلاً ولا تزال كذلك.

بخصوص عبدالإله حيدر شائع قالت إنها متأكدة أنه كان يفضل أن يتحدث عن جمال اليمن بدلاً من أن يخاطر بحياته وأمنه متحدثاً عن الصراعات في اليمن وهجمات الدرونز الأمريكية.

زر الذهاب إلى الأعلى