
أعلن تبرع السعودية ببليون دولار لإعادة إعمار غزة
الخلافات السياسية العربية كانت عوناً للعدوان الإسرائيلي الغادر
المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة إلى الأبد.
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان الخلافات السياسية العربية كانت ولاتزال عونا للعدوان الاسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق اهدافه الاقليمية على حساب وحدة الأمة وعزتها وآمالها, معلنا ان القادة العرب تجاوزوا مرحلة الخلاف في ما بينهم , وبدأوا من الكويت فتح باب اخوي وحدوي عربي, نابذين خلافاتهم ,
سائرين كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تع إلى :"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة رئيس القمة:
أيها الحضور الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إننا نأمل ومعنا شعوب الأمة العربية في نتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادية, تبشر بمستقبل من الأمن والرخاء للمواطن العربي والمسلم في كل مكان, إن شاء الله . لكن الاقتصاد مهما كانت أهميته لا يمكن ان يساوي الحياة نفسها ولا الكرامة التي لا تطيب الحياة بدونها. وقد شهدنا في الايام الماضية مناظر بشعة ودامية ومؤلمة, ومجازر جماعية تنفذ تحت سمع العالم وبصره, على يد عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة, ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الانسانية.
لقد نسي القتلة ومن يناصرهم أن التوراة قالت ان العين بالعين, ولم تقل التوراة ان العين بمدينة كاملة من العيون. ان على اسرائيل ان تدرك ان الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت, وان مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد.
أيها الإخوة الكرام: إننا نحيي شهداء غزة, ونحيي ابطالها وصمودها, ونحيي كل من بذل جهده وفكره لوقف النزيف, خاصة اشقاءنا في مصر بقيادة اخينا الرئيس حسني مبارك, وتقتضي الامانة هنا ان اقول لاشقائنا الفلسطينيين ان فرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان اسرائيل, واذكرهم بان الله, عز وجل, ربط النصر بالوحدة, وربط الهزيمة بالخلاف, مستذكرا معهم قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
إخواني قادة الأمة العربية:
يجب ان أكون صريحا صادقا مع نفسي ومعكم فأقول: أن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا, وانقسامنا وشتات أمرنا, وكانت هذه الخلافات ومازالت عونا للعدو الاسرائيلي الغادر, ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الاقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا.
إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن الوهن الذي اصاب وحدة موقفنا, وعن الضعف الذي هدد تضامننا, اقول هذا ولا استثني احدا منا . لقد مضى الذي مضي, واليوم أناشدكم بالله, جل جلاله, ثم باسم الشهداء من اطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة, باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية, باسم الكرامة والإباء , باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا, وأن نسمو على خلافاتنا, وان نهزم ظنون اعدائنا بنا, ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ, وتفخر به أمتنا.
ومن هنا اسمحوا لي ان اعلن باسمنا جميعا اننا تجاوزنا مرحلة الخلاف, وفتحنا باب الاخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ, وأننا سنواجه المستقبل, بإذن الله, نابذين خلافاتنا, صفا واحدا كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تعالى:( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
إخواني الكرام:
قبل ان اختم كلمتي هذه اعلن نيابة عن اشقائكم شعب المملكة العربية السعودية عن تقديم ألف مليون دولار مساهمة في البرنامج المقترح من هذه القمة لاعادة اعمار غزة, مدركا في الوقت نفسه ان قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




