"داعش" اليمن... استقطاب عناصر "القاعدة" بدل قياداته
يواصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مسعاه لتحقيق غايته التي فشل فيها سابقاً، في ضم قيادات تنظيم "القاعدة" إليه، مستخدماً استراتيجية جديدة تشمل إغراءات مادية ومعنوية. ويؤكد مصدر أمني أميركي، أنّ أجهزة الاستخبارات الغربية ترصد منذ شهور حركة ناشطة للتنظيم لاستقطاب عناصر "القاعدة" في جزيرة العرب، والتخاطب مباشرة مع قواعد التنظيم في جنوب اليمن بالدرجة الأولى وفي مناطق أخرى تمتد حتى ليبيا.
ويعتبر المصدر أن انتقال مقاتلي "القاعدة" في جزيرة العرب وقياداتها الصغرى إلى تنظيم "داعش" يشكّل خطورة على المصالح الغربية، نظراً لما يتبنّاه هؤلاء الأعضاء من تصميم على إلحاق الأذى بمن يعتبرونه "العدو البعيد".
ويقول المصدر، إنّ "مندوبي زعيم داعش، أبو بكر البغدادي في اليمن يئسوا على ما يبدو من إقناع القيادات العليا في مجموعة قاسم الريمي (القائد الحالي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، بضمّ التنظيم رسمياً لداعش وأداء قسم الولاء للبغدادي، فعمدوا منذ أشهر إلى تغيير أسلوبهم عن طريق التخاطب مباشرة مع قواعد القاعدة وأنصار الشريعة والقيادات الوسطى التابعة لهم، متجاوزين بذلك القيادات العليا للقاعدة"."
ويلفت المصدر إلى وجود معلومات لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية والأوروبية، تفيد بأنّ الزعيم السابق لـ"القاعدة" في جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، كان على وشك الموافقة على ضم منظمته إلى مظلّة "داعش"، غير أن المفاوضات فشلت بعد مقتله بسبب تمسك القيادة الجديدة بالحفاظ على اسم التنظيم الذي اعتمده مؤسس "القاعدة"، أسامة بن لادن.
وبحسب ما رصدته الدوائر الغربية، فإنّ تنظيم "داعش" يشترط أن تندمج مكوّنات "القاعدة" في إطار "الدولة الإسلامية" مع إعطاء إماراته الواقعة خارج سورية والعراق صلاحيات واسعة لإدارة شؤون مناطقها، واختيار أمراء في إطار تقديم الولاء الرسمي للخلافة.
ويعتقد المصدر أن المروّجين لتنظيم "داعش" في اليمن، ابتكروا أخيراً أساليب ذكية في استقطاب عناصر "القاعدة"، من بينها الوعود بالإغراءات (الغنائم) التي تنتظرهم في حال الانتقال إلى تنظيم "داعش" الثري، فضلاً عن الإشادة بزعامات "القاعدة" السابقة بدءا بأسامة بن لادن وانتهاء بزعيم "القاعدة" في اليمن، أنور العولقي، والرجل الثاني لـ"القاعدة" في اليمن، سعيد الشهري، واتهام قياداتهم الحالية بتقديم التنازلات. وتخشى الاستخبارات الدولية، بحسب المصدر ذاته، من أن تكون محاولات "داعش" قد نجحت في تجنيد أعداد كبيرة من الموالين السابقين لـ"القاعدة" وأنصار الشريعة في اليمن، في إطار استراتيجية التنظيم لتوسيع نطاق ما يسميه أتباعه ب"دولة الخلافة".