ندوة في مأرب: ثورة سبتمبر نضال حتى تحقيق أهداف اليمن الحضاري
ندوة في مأرب: ثورة سبتمبر نضال حتى تحقيق أهداف اليمن الحضاري
ستضافت محافظة مأرب وسط اليمن اليوم، ندوة فكرية بمناسبة العيد الـ58 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، تناولت الروح الوطنية لثورة سبتمبر وتطرقت إلى جرائم الإمامة.
وفي الندوة التي اقيمت تحت عنوان" ثورة سبتمبر حتمية النضال حتى تحقيق الاهدافً وقيام مشروع اليمن الحضاري"، اقامها منتدى جذور برعاية رئيس هيئة الاركان العامة- الفريق الركن/ صغير بن عزيز. قدم رئيس منتدى جذور- عمار التارم ورقة بعنوان قراءة في كتاب القيمة التاريخية لملحمة السبعين يوماً بصنعاء( ١٩٦٧-١٩٦٨م) للشهيد المناضل جارالله عمر.
وركزت الورقة من خلال تلخيص الكتاب على استلهام الروح الوطنية والثبات الأسطوري للصف الجمهوري أمام جحافل الإمامة الرجعية ومن ساندها بعد خروج القوات العربية المصرية من اليمن، وبعد اتفاقية الخرطوم بين الجمهوريين والإماميين و نقضهم لبنود تلك الاتفاقية وسعيهم للتقدم نحو صنعاء لاسقاط الجمهورية الفتية في مهدها".
وأضاف "حين تداعت الأحداث ورأت القيادة الوطنية في صنعاء أن الإماميين غير مكترثين بتلك الاتفاقية وبضوء أخضر من دول تسندهم و على رأسها بريطانيا التي تزعم ديفيد سمايلي مع مجموعة من الضباط الأجانب وضع وقيادة خطة معركة الجنادل الذي اقترح لها الضابط الفرنسي بوب دينار شعار "و كانت هنا جمهورية".
وواصل: اجتمع القادة والسياسيون والأعيان والعلماء بمنزل الفريق العمري رئيس الوزراء بحضور القاضي الإرياني للتشاور فكان رأي الجميع رغم ما اعده الاماميون من عدد وعدة واقتربوا من صنعاء أنه لن نساوم في الثورة والجمهورية و اتخذوا شعاراً واضحا للمواجهة( الجمهورية أو الموت ).
و ذكر التام" انه بعد احاطة القوات الإمامية بصنعاء يوم 28 نوفمبر 1967 كانت قواتهم تفوق القوات الجمهورية بسبعة عشر ضعفاً عدداً وعدة، وضربت صنعاء بمائة مدفع وسقط على أحياء جغرافيتها الصغيرة آنذاك 3000 قذيفة، وانتصرت الجمهورية، وتقهقر الاماميون خصوصا بعد قدوم طلائع قبائل سبأ تحت قيادة المناضل أحمد ربه العواضي، وقلبت الموازين وباءت رهانات الاماميين وحلفاءهم بالفشل".
واشار التام انه في مثل هذه المعارك المصيرية التي تحدد مصير الشعوب هناك عوامل غير مادية تحسم الصراع، ويصاب العدو فيها بالتقهقر وتلك العوامل متمثلة في سياسة وقوة الرفض للعدو وارادة المواجهة وصمود الدفاع وعدالة القضية والتلاحم، والتعاون بين القيادة والجيش والمقاومة والحاضنة، وتحرك المحافظات الأخرى نحو صنعاء و هي عوامل يستلهمها الصف الجمهوري اليوم بكل الجبهات وخصوصا مأرب والجوف ونهم الجبهة ذات الثقل المعنوي والسياسي والاجتماعي التي تصدر ملاحم سبعينية لا ملحمة واحدة حتى يتحقق النصر للمشروع الوطني الجمهوري قريبا".
ودعا التام في نهاية ورقته القادة والناشطين والسياسيين لقراءة كتاب القيمة التاريخية لملحمة السبعين التي كانت تتويجاً لثورة ال٢٦ من سبتمبر بعد سنوات من المواجهة مع القوى الإمامية الرجعية
وفي ورقة قدمها الدكتور علي القهالي حول "الامامة وتقويض مشروع النهوض الحضاري لليمن"، استعرض فيها تاريخ الامامة الاسود في اليمن، وجرائمهم التي ارتكبوها بحق اليمن منذ دخول يحي الرسي اليمن عام 284 هجرية.
واشار القهالي إلى ان الرسي جلب معه من وصفهم "شذاذ الآفاق من محترفي قطع الطرق والنهب والفيد والافساد في الارض من جهلة طبرستان والديلم شمال إيران، وبدو واعراب الحجاز".
وأضاف "امضى الرسي باليمن أربع عشر سنة مفعمة بأنهار من الدماء التي انداحت من نحور اليمنيين، وسحب دخان حرائق القرى والمدن التي حولها الرسي إلى رماد، وتعمد قلع اشجار الأعناب والبن وسائر الفواكه والثمار، كما هدم عدد من القصور التاريخية الحميرية التي كانت من أعاجيب ومعجزات العالم".
وتحدث الدكتور القهالي عن خطر الفكر المتطرف لهذه الشرذمة على الاسلام والمسلمين بقوله وهو يستعرض التاريخ:" عندما اصطفت الأمة تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس والمناطق الأخرى من الصليبيين، وقف الأئمة بزعامة عبدالله بن حمزة في اليمن لحرب صلاح الدين وقتل جيوشه في جبال اليمن مصطفين بذلك مع الصليبيين".
واشار إلى ان اليمن شهدت صفحات ناصعة من مشروع اليمن الحضاري في عهد الدولة الرسولية والطاهرية، الا انه لم يكن يزعج ويوقف انجازات الرسوليين والطاهريين الا مؤامرات الأئمة من كهوف مران وحيدان"، مستدركاً بأن الإمام شرف الدين حالف المماليك للقضاء على الطاهريين بالتوازي مع الهجمات الصليبية البرتغالية البحرية على آل طاهر، والثورة اليهودية ضد عامر بن عبدالوهاب آل طاهر عندما احتشد يهود اليمن لمواجهته في حبان شبوة".
واضاف:" ارتكب آل شرف الدين مذابح بحق اليمنيين بعد انهاء الدولة الطاهرية لدرجة ان اولاد يحي شرف الدين الأربعة تمرد كل منهم لمحاربة أبيه واخوانه وتخلوا عن البحار والسواحل يعبث بها البرتغاليين".
وأكد الدكتور علي القهالي ان متطرفي هذه السلالة لاتعيش الا على القتل والدمار والخراب، وهي تبدع في تلك الجرائم، وعدوها الاول هي التنمية والتعليم والحضارة"، مؤكداً في الوقت ذاته ان من اكبر مقابر العالم بعد النجف مقبرة مدينة صعدة".
واشار الدكتور علي القهالي ان اليمنيين ناضلوا لانهاء سيطرة فكر الامامة المتطرف والوصول إلى تحقيق المشروع الحضاري اليمني وبناء الدولة اليمنية المتحضرة التي يعيش فيها الجميع على قدم المساواة، وينعم الجميع بالحقوق والحريات المتساوية وهي دولة تعمل بايجابية في الحقل الاقليمي والدولي وقد تحقق ذلك في 26 سبتمبر 1962م، التي اعلن فيها عن الاهداف الستة للثورة المجيدة.
وفي الندوة السبتمبرية اعتبر رئيس فرع الحزب الاشتراكي في مأرب - ناجي الحنيشي محافظة مأرب انها تمثل اليمن المصغر، واخر قلاع الجمهورية، والتي تسعى المليشيا للحرب عليها بمختلف الاشكال". مؤكداً ان الدفاع عن مأرب هو دفاعاً عن مشروع الجمهورية".
واعتبر الحنيشي:" ما قامت به المليشيا من محاولة اختراقات في مراد انما هي عمليات انتحارية". لافتاً:" إلى ان المليشيا تلقت خسائر فادحة وضربات موجعة ما جعلها تبدأ بالانسحاب". نافياً في الوقت ذاته ما تروج له المليشيا من انتصارات لا اساس لها على ارض الواقع".
وتخللت الندوة العديد من المداخلات والمناقشات من قبل الحضور، وكلها اجمعت على ضرورة احياء ثورة الـ26 من سبتمبر في نفوس اليمنيين، وانها مثلت التحرر من حكم العبودية والكهنوت. كما اجمعت على ضرورة توعية المجتمع باهداف ثورة سبتمبر التي ركزت على بناء اليمن الحضاري الجديد.