آراء

عن دراما الارتزاق والفن السخيف

د. شريفة المقطري تكتب: عن دراما الارتزاق والفن السخيف


الفن في ليمن هو تجسيد لواقعه السيء، فلا دور سينما، بل لا توجد كليات للفنون التطبيقية واكتُفي باليمن بتدريس مواد المسرح والتمثيل كمواد ملحقة لكلية الإعلام والفنون التشكيلية عنوة. لذلك لدينا تشوه كبير بكل ما يقدم على مستوى المحتوى والنص، والسيناريو والأداء والمونتاج وحتى النقد.

مجتمع يستند بذائقته على ما يشاهده في مسلسلات وأفلام ومسارح الغير، حتى ذائقته نقلية تسقط ما تلاحظه فقط من مقارنات فجة.

يوجد لدينا هواة مبدعون يحتاجون لصقل مواهبهم وما يقدم يظل تجارب هواة لا أكثر. هم مدعاة للشفقة وليس النقد!!

أن تقوم قناة بإلغاء برنامج بالاستناد لحكم شريحة من الجمهور هذا يسمى كارثة وتخبط!! كان عليها أولا دراسة المحتوى واختياره دام ولديها امكانيات إنشاء قناة بميزانية كاملة.

الأولى أن نناقش هل يوجد باليمن كليات تخصصية، ونقابة للفنانين تصرح لما يتم انتاجه بما يناسب المعايير الفنية والمهنية والأخلاقية بالأساس لمجتمعنا كما هو لدى الدول المنتجة الفن.

مؤسف، الفن هو واجهة أي دولة لتعكس تاريخها وحضارتها ومستوى تقدمها الفكري والثقافي، تحول إلى أداة للارتزاق ببلدنا مثل السياسة.

ما يحصل اليوم من تنمر فني ضد مايقدم هو ظاهرة طبيعية لبلد لم تحترم الفنون ولم تدرك يوما أنها توازي بقية العلوم قيمة وأثر على هوية الدولة لدى محيطها.

برنامج "غازي" هو نموذج هابط نعم مثله مثل كثير مما يقدم خلال عقد. أصبح كبش فداء اليوم من سخط الجمهور الذي يبحث عن ما يتباهي به في ظل واقع مرير.

للإحاطة، ترافق الفن مع الكوميديا الساخرة لإضحاك الناس كوسيلة إفراغ من مآسي الحروب. وباليمن كنا ولا زلنا من قبل الحرب نشاهد مستوى أقل مما يقدم اليوم. ولكم بدحباش مثال وصم اليمني بالدحبشة لدى أذهان المجتمعات.

كل ما يحصل هو بسبب أبواق التخلف التي لاحقت الجامعات بالتكفير لمجرد فكرة فتح تخصصات للمسرح والتمثيل أو فتح دور السينما. وفلم سالي حمادة دليل. بل رئيس جامعة الحديدة سابقا د. قاسم بريه وجه له التكفير لمجرد تجرؤه وفتح كلية فنون تشكيلية. كنا ندرس مواد مسرحية ملحقة خفاء من مجتمع متدين أعمى. المتخرج فينا كأنه تخرج ليلقى به بالنار.

صفحة الكاتبة

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى