الفريق الركن أمين الوائلي.. شرف العسكرية السبتمبرية
د. لمياء الكندي تكتب عن الفريق الركن أمين الوائلي.. شرف العسكرية السبتمبرية
عندما نكتب عن الشهيد الفريق أمين الوائلي في أربعينيته لا نعرف بأي الميلادين يمكننا أن نحتفي بهذا القائد، ميلاده الأول الذي تجلت فيه مسيرة وعظمة القائد الجمهوري الذي جعل من حياته متارس لمواجهة قوى الإمامة الجديدة من بداية ظهورها وتمردها 2004م و إلى تاريخ وفاته، أم ميلاد شهادته في سبيل الله والوطن.
حافظ الوائلي على شرفة العسكري الذي لم يساوم في قضية الوطن والجمهورية فلم يتأثر بالسياسات الحزبية ولم يخضع لمنطق البعض في الهروب من مسؤولياتهم القتالية قبل دخول الحوثيين صنعاء، ولم يسلم بانكسار العديد من القيادات والضباط في الدولة الذين هادنوا وتحالفوا مع أعداء الجمهورية في الوقت الذي كنا بحاجة لكل صوت وكل فرد وكل قائد للدفاع عن الجمهورية.
سقطت صنعاء بأيدي المليشيات الحوثية 2014م، تهاوت قوات الجيش الجمهوري حينها في الوقت الذي كان الوائلي يدرك معنى ان تسقط عاصمة دولة بأيدي جماعة إرهابية قاتلها هو في ست حروب دامية.
كانت الظروف التي نتجت عن الانقلاب الحوثي بالغة التعقيد: لا دولة، لا عاصمة، لا وطن طبيعي يمكن العيش فيه بأمان، لا جيش وطني، ولا حكومة وطنية تجد لها موضع قدم على الأرض، أدركت القيادات الوطنية حجم الخطر الناتج عن انقلاب الحوثيين ليبدوا من جديد ومن مساحات جغرافية صغيرة أن يعيدوا بناء الدولة وأن يبدأوا في استرداد جمهوريتهم وكانت مهمة إعادة إنشاء وبناء الجيش الوطني مسؤولية القيادة التاريخية، تلك المسؤولية التي أوكلت إلى العديد من القادة الأفذاذ الذين صدقوا في عهدهم الجمهوري.
لقد كان الفريق أمين الوائلي من القادة القليلين الذين تمكنوا من إعادة بناء وتأهيل الجيش الوطني واستحداث الوحدات والألوية والمناطق العسكرية، ليبدا من جديد مهمة التحرير واستعادة الدولة.
كانت مأرب والجوف موطن هذا الجيش الذي مازال يدافع حتى هذه اللحظة عن الجمهورية والشعب، في الجوف تمكن القائد الوائلي قائد المنطقة السادسة من أن يثبت في مواقعه القتالية والدفاعية وأن يختار لنفسه حياة القادة الكبار،
تمكن هذا القائد الذي صمد في وقت الخنوع وقاوم في زمن الاستسلام وعاش آخر أيامه في متارس وتباب الجمهورية، في الوقت الذي بقى غيره من القادة في استراحاتهم ومتارسهم الفولاذية التي لم تسمع من الحرب والقتال صوت رصاصة، و لا تعرف من أمر الحرب والقتال غير تلك النظريات التي تلقوها في مدارسهم الحربية وتلك الاجتماعات التي لا تعقد إلا وقت الصفقات والمغانم والمقايل التي تستقبلهم كوجهاء لا أكثر.
لقد حدد الوائلي صفقته واختار غنيمته فكانت الشهادة ميلاد استحقاق له وهو يدافع عن نفسه وأبناء اليمن ودولتهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم، هي الغنيمة الكبيرة التي غنمها القائد الوائلي فغنيمته هي الوطن والتاريخ والشرف العسكري غنيمته هي المقاومة والجاهد هي الصمود والتحدي، هي اليمن الجمهوري الذي سيتحرر لا محالة طالما.
ولنا مثل هذا القائد مثلا يحتذى في التضحية ولنا في قلب مأرب والجوف والضالع والساحل الغربي وكل اليمن قادة أحرار يدفعون الثمن غاليا من أجل دولتهم.
عناوين ذات صلة: