التهميش والإقصاء واللوبيات المغلقة
د. أروى الخطابي تكتب عن: التهميش والإقصاء واللوبيات المغلقة
منذ أنهيت دراستي العليا وحصولي على درجة الدكتوراة من من واحدة من أهم الجامعات الألمانية، وأنا أبحث عن فرصة عمل في تخصصي العلمي الذي قضيت فيه زهرة شبابي.
ولما كان إيجاد عمل في هذا التخصص شبه مستحيل في أوروبا بسبب التنافس العالي والكفاءات الكبيرة من الألمان والأوربيين الذين يجيدون من أربع إلى سبع لغات فإن فرصا لشخص لا يجيد سوى لغتين تكاد تكون مستحيلة وعلى المرء أن يبحث في إطار آخر يكون فيه أكثر حظا.
تبحث عن أي فرصة عمل مهما كانت صغيرة ومتواضعة فلا تحصل عليها. وفي نفس الوقت تلاحظ أناسا إما في نفس المستوى أو أقل وقد أصبحوا في أعلى المناصب وأشهر المواقع ويحصلون على أعلى المرتبات ثم تتساءل:
كيف يعمل هؤلاء؟
كيف يصلون؟ من يعطيهم هذه الفرص؟
عندما تجد بعض الذين تعرفهم معرفة جيدة وهم بلا أدنى مؤهلات وقد أصبحوا من VIPs يتقلبون في الثراء ويلعبون بالأموال ويتنقلون بين العواصم وتتساءل كيف أصبحوا هكذا بهذه السرعة الهائلة التى تعادل سرعة الضوء؟
عندما يكون لديك تخصص علمي معين وقد بذلت فيه جهدا ووقتا وقضيت أحلى أيام عمرك في التحصيل العلمي ثم تجد نفسك خارج الدائرة، مهمشا مقصيا منفيا، تعود إلى التساؤل لماذ يعملون معي هكذا؟ فلا تجد سوى إجابة واحدة فقط أنك لست ضمن اللوبي وليس لك علاقات مع الشلة ولا تقدم آيات الولاء والطاعة لزعيم الجماعة، ولا تتملق لذوي الأمر النافذ ولا تبيع الأوهام للعامة ولا تنفذ إلى الجماعات الخاصة من شلل ونحل ولوبيات وشبكات وتشبيكات.
لتكن مؤهلا إلى ما تريد لكنك لست من تلك الشلة أو اللوبي أو المجموعة المقفلة التى تتبادل المصالح فيوم يقدم أحدهم لأفراد شلته خدمة نفس الشلة سوف تخدمه. وبذلك تظل اللوبيات مغلقة والشبكات محددة والعلاقات مقفلة. وبذلك يظل المقصي والمهمش مقصيا ومهمشا ويتحول المرضي عنه وأصحاب الشلل والملل والشبكات يتبادلون المناصب والمنافع المادية والوظيفية وغيرها من الامتيازات!
عناوين ذات صلة: