آراء

الأزياء وعيال طالب

د. أروى الخطابي تكتب حول: الأزياء وعيال طالب


بالرغم أنه يوجد تمييز عنصري في كثير من الشعوب والجماعات البشرية ومع هذا لا يصل التمييز أبدا إلى الحد الذي يفرض زي معين لطبقة بعينها ويحرم لبس هذا الزي من قبل بقية الطبقات إلا في اليمن.

لم يكتف عيال طالب بتقسيم المجتمع إلى طبقات اجتماعية مغلقة وضعوا أنفسهم في أعلى قمة الهرم الاجتماعي وخصوا أنفسهم بكافة الامتيازات ابتداء من الألقاب وانتهاء بالملابس.

لقد تميزت ملابس عيال طالب بالفخامة والثراء وحسن التصميم ودقة النقوش. فقد خصوا أنفسهم بالجواكت الطويلة المطرزة المسماة بالدجلات والصايات والقمصان الحريرية.

كما خصوا أنفسهم بالجنابي المائلة إلى اليمين ذات الأحزمة المطرزة بخيوط ذهبية بشكل متقن وأيضا جعلوا العمائم المطوية بالشاش الأبيض ولها أسقف ملونة حكرا عليهم مع استثناء بسيط للقضاء الذين هم في المرتبه الثانية.

لبس عدد كبير منهم للشيلان الكشمير الفخمة والغالية، كما تمكنوا من لبس الأحذية الجلدية القوية المعروفة بالقناطر الشيكي.

في أعراسهم تكللوا بالسيف المذهبة والدجلات المزخرفة والعمائم الخاصة بينما المواطن العادي الرعوي في كثير من المناطق كان عاريا إلا من أسمال بالية تغطي عورته.

في أحسن الأحوال يجد الرجل اليمني ثوبا يظل يلبسه طوال العام وعندما يقرر أن يغسله عليه أن يظل عاريا حتى ينشف الثوب.

بعض الناس كانوا يلبسون المقاطب وهي قطعة قماش طويلة تستخدم لأغراض متعددة منها زي ومنها كيس للنوم. وبعض المناطق لبسوا الفوط الرخيصة أو المعاوز المحلية. أما غطاء الرأس فالرجل اليمني يغطي رأسه بشال مهترئ أو كوفية خيزران بالية.

بالنسبة للأحذية معظم اليمنيين لم يكن يتوفر له أي حذاء وفي أحسن الأحوال كانت معهم بعض الأحذية الجلدية أو البلاستيكية المصنعة محليا.

وفي أفراح اليمنيين يكتفي العريس بثوب أبيض ويحتزم بعسيب رخيص. ويربط رأسه بشال يضع فوقه بعض النباتات العطرية. وإذا كان من الناس الميسورين ممكن يحمل بندق شيكي أثناء مراسيم الزفاف.

بالنسبة للنساء فقد حظيت بنات طالب بكافة الرعاية فإلى جانب عدم عملهن في البيوت لتوفر اليمنيات العاملات عندهم المسميات بزايا فقط توفرت لهن كل أسباب الرفاه.

لقد شملت ملابسهم القمصان المطرزة وأثوابا مختلفة تسمى زنين جمع زنة وقد تكون الحرير والجرز والغبن والتنفاش والمزهر. وفوق الرأس تعتمر بنات طالب العصبة الطاس ومصرات الجرز وطرح الملس. أما حليُّهن فقد شملت قطعا ذهبية مختلفة كاللبة والحبوب الجنيهات الذهبية وإبر المصرات الطالعية من الذهب والخواتم والعقود الذهبية. وقد حظين أيضا بالأحذية المسماة سكربيلات وبنطالونات الشارلطون.

بينما اليمنية كانت تلبس الزنة الدمس الأسود المصبوغ بالقطران وتغطي شعرها بالقرقوش أو المقرمة والعصابة البالية.

معظم اليمنيات كن حافيات تتفطر أرجلهن من التراب. ومَن حالهم مستور يشترون للمرأة حذاء من البلاستيك اسمها بشمق أو قنطرة تلبس حتى آخر رمق.

لقد تم التمييز العنصري السلالي حتى في أبسط الأشياء لذلك كان الأجنبي الذي يزور اليمن يستطيع أن يعرف الشخص إن كان من عيال طالب أو إنسانا يمنيا فقير.

ولعل الصورة التى التقطها أحد الزوار لليمن ويدعي زين السقاف لأحد عيال طالب وهو شخص صخم جدا يلبس ملابس عيال طالب ويركب فرسا عربية فعلق هذا التعليق الظريف.. قال: هذا رجل يمني بس من طينة ثانية!

نعم لقد قرروا أن يكون اليمنيون جوعى وفقراء ومعوزين ومبهذلين. هل نلومهم أم نلوم أنفسنا، خاصة عندما تقرأ أيها اليمني أن منطقة في إب سلمت زكاة ٢٥٠ رأس غنم و٥٠٠ رأس بشر!!

هل نلومهم أم نلوم أنفسنا؟!

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى