آراء

عيال طالب والمرأة اليمنية

د. أروى الخطابي تكتب: عيال طالب والمرأة اليمنية

موضوع المرأة موضوع ذو شجون. فاليمن هو البلد الوحيد الذي اشتهرت نساؤه بالحكمة والعقل وحسن العمل كما اشتهرن بالفصاحة الشعرية والفطنة العقلية.

منذ فجر التاريخ تبوأت المرأة اليمنية مكانه خاصة وصلت إلى قمة الحكم وسدة الملك. وظلت خلال العصورة القديمة معززة مجللة مكللة بكل الاحترام، ولا أدل على ذلك من الأسماء العظيمة والألقاب الجليلة التى منحت لهن والتقدير والاحتفاء الشعبي بهن. وليس على المرء إلا التأمل في التماثيل النسائية البديعة التى جسدت المرأة بكافة تفاصيلها، فجسمها المنحوت بعناية وجمالها البارز بتفوق وحُليّها المتنوعة المتقنة وملابسها الأنيقة وشعرها المصفف الأنيق وأدوات زينتها المتنوعة تدل على عظمة المرأة وعلو شانها داخل المجتمع.

ماذا حصل إذن بعد ذلك. لماذا انزوت المرأة. مالذي جعلها تختفي وتتوارى وينتهي دورها؟

إنه حركة آل طالب التى بدأت بغزو الشعوب وقتل رجالها واستصفاء نسائها. وكانت اليمنيات أول من طالهن الاختطاف والاغتصاب.

تحولت اليمنيات إلى سلع في سوق النخاسة بفعل حركة عيال طالب. ولم يلبث المجتمع أن يتماهي مع الغازي الغاصب فالملكة تحولت مملوكة والاميرة اصبحت مأمورة. والجمال أصبح تبرج الجاهلية الأولى والحكيمات تحولن إلى عورات، والمنتجات إلى مخدرات.

وهكذا شل عيال طالب حركة المرأة وحريتها وحقوقها وحلمها. وأصبحت وعاء تنتج الجنود أو ثكلى وأرملة تنعيهم كل يوم وليلة.

وعبر الأزمنة والعصور كان العالم يتقدم خطوات نحو تحرير المرأة وإعطائها كافة الحقوق، كان عيال طالب يجرونها على الغرف المظلمة والملابس المعتمة والحيز الضيق للعناية بشهوات الرجال وقضاء حوائجهم حتى قهرا وغصبا.

لقد دمر عيال طالب آمال اليمنيات وكرامتهن وكبرياءهن حتى نطقت الجبال مع الشاعرة غزال المقدشية:

سوا سوا يا عباد الله متساوية
ما حد ولد حر والثاني ولد جارية

ولم تكن غزال المقدشية هي صاحبة أول دعوة للمساواة النسوية فحسب ولكن يوجد زينب الشهارية التى نظمت قصيدة حمينية عصماء تحكي كيف يتعامل عيال طالب مع المرأة اليمنية. القصيدة تحت عنوان "اللقمة العيسة لبيت سيدي". وقد نشرتها عدة مرات في صفحتي وموجودة على النت.

هذه القصيدة تحكي تفاصيل المرأة اليمنية في خدمة عيال طالب وكيف يتم امتهانها.

وإلى اليوم يمارس عيال طالب أبشع أساليب التعذيب والقهر والإذلال للمرأة اليمنية. يغتصبونها ويقتلونها ويعذبونها ويحرمونها من التعليم والصحة وكل الحقوق الإنسانية.

إن عيال طالب يعرفون تمام المعرفة أن السيطرة على المرأة اليمنية سوف يسهل لهم السيطرة على اليمنيين ذكورا وإناثا لذلك يسابقون الساعة في تحويلها إلى مخلوق مسخ مؤدلج جاهل.

المرأة اليمنية عليها أن تعي أن عيال طالب لن يتركوها حتى يحولوها جاريةً وأمِةً وعبدةً وخادمةً وبزية.

وعلى الرجل اليمني أن يعي أن تحرير المرأة ليس ترفاً فالمرأة الحرة فقط تنجب أحرارا.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى