[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
رئيسية

تفاصيل جلسة ساخنة بمجلس الأمن بشأن ناقلة صافر في اليمن

تفاصيل جلسة ساخنة بمجلس الأمن بشأن ناقلة صافر في الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن


عقد مجلس الأمن مساء أمس، الخميس بتوقيت نيويورك جلستين، إحداهما مفتوحة والثانية مغلقة، لبحث المخاطر المترتبة على التأخير في الوصول إلى ناقلة النفط خزان صافر وأسباب ذلك وتداعياته على اليمن والدول المجاورة، مع استمرار رفض الحوثيين السماح للفريق الأممي بمعاينته.
وحسب الأمم المتحدة، فإنه وخلال الجلسة قدّمت السيّدة أنغر آندرسون، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إحاطة عبر الفيديو، وقالت إن مخاطر تسرب كبير من ناقلة صافر "تتنامى كل يوم مع مرور الأيام".

ووضعت آندرسون سيناريوهين محتملين بشأن ما يمكن أن يحدث في صافر، وهما إما تسرب محتمل للنفط، أو حدوث انفجار في الناقلة.

وقالت: "سيؤثر ذلك بشكل مباشر على ملايين الأشخاص في دولة تعاني فعلا من أكبر حالة إنسانية طارئة.. وإذا حدث تسرب، قد تتضرر نظم بيئية بأكملها، وقد يستغرق الأمر عقودا لتنظيف النفط المتسرب".

وقالت إنه بسبب العوائق اللوجستية والسياسية، فإن الوضع غير معروف على متن الناقلة ولذلك فمن غير المعروف ما هو "الحل الأمثل للتعامل مع 1.1 مليون برميل من النفط في ناقلة متقادمة تقع في منطقة حساسة بيئيا في البحر الأحمر".

تأثيرات رهيبة على البيئة والبشر
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والصحية ستكون رهيبة، وسيتأثر ما يصل إلى 670,000 من مصادر الرزق بسبب التسرب، إضافة إلى الأضرار التي ستلحق بمصائد الأسماك والموارد البحرية والساحلية، والاقتصاد والموارد الغذائية.

وأوضحت أن الإغلاق القسري لمينائي الحديدة والصليف قد يحد من موارد النفط والغذاء لأسبوعين أو ثلاثة، وسُتقدّر التكاليف الاقتصادية بنحو 350 مليون دولار على مدار السنوات الخمسة المقبلة.

ويُعدّ البحر الأحمر من أهم مستودعات التنوع البيولوجي على كوكب الأرض، وفيه الثديات والسلاحف البحرية والطيور البحرية وغيرها من الأنواع. كما تنتشر في اليمن أشجار المانغروف على الساحل، وامتدادات كبيرة من الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية.

وقالت آندرسون: "إذا حدث اشتعال للنيران، أو انفجار، فإن نحو 4.8 مليون شخص في اليمن و350 ألف شخص في المملكة العربية السعودية قد يتعرّضون لمستويات ضارّة من التلوث في غضون 24-36 ساعة، نحو مليون شخص من النازحين داخليا يعيشون في مناطق في اليمن قد يغطيها الدخان".

بالإضافة إلى ذلك، فإن الفئات الضعيفة، وخاصة تلك التي تعاني من أمراض القلب والرئة، قد تتعرض لآثار صحية بالغة.

تأثّر الدول المجاورة
وقالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "على الرغم من أن الساحل الغربي لليمن سيكون الأكثر تضررا، سيؤثر تسرب النفط بشكل سلبي على الدول المجاورة الواقعة على البحر الأحمر، وعلى (حركة) السفن في واحدة من أكثر المسارات التجارية ازدحاما في العالم".

وأكدت السيّدة آندرسون أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد والتخطيط للطوارئ إذا حدث تسرب. وقد تم التعاون مع المنظمة الإقليمية للمحافظة على البحر الأحمر وخليج عدن والمنظمة الدولية البحرية، لوضع خطة طوارئ إقليمية.

لكنها حذرت: "حتى لو تم الشروع بأنشطة الاستجابة فورا بعد تسرب للنفط، سيستغرق تعافي النظم البيئية والاقتصادات سنوات".

لوكوك يؤكد أن لا تقدم
وفي إحاطة مارك لوكوك، وكيل الأمين العام ومنسق الإغاثة الطارئة، التي قدّمتها لمجلس الأمن نيابة عنه المسؤولة في أوتشا، رينا غيلاني، ذُكر أنه خلال العامين الماضيين - قدّم فيهما مارك لوكوك 23 إحاطة عن ناقلة صافر - لم يحدث أي تقدّم.

وقالت غيلاني: "هذا في الغالب لأن سلطات أنصار الله، بينما توافق دائما على المهمة من حيث المبدأ، تتوانى في تقديم الضمانات الملموسة اللازمة للمضي قدما".

وقد كتبت الأمم المتحدة إلى أنصار الله قبل شهرين رسالة لتوضيح ما هو المطلوب من أجل نشر الفريق، كما أرسلت الجهات المانحة للمشروع رسالة مماثلة، وعلى مدار الأيام العشرة الماضية كانت هناك مناقشات مكثفة في محاولة لسد الفجوات. ولكن حتى الآن لم تنجح هذه الجهود.

وتابعت غيلاني قائلة: "يبدو أن نقطة الخلاف الرئيسية هي حول ما ستفعله المهمة الأممية بالضبط ولماذا – بشكل أكثر تحديدا – لا توافق الأمم المتحدة على بنود الإصلاحات".

وشددت المسؤولة الأممية على أن صافر مكان خطير. ولم يخضع لأي صيانة منذ أكثر من ست سنوات. وأضافت تقول: "الهيكل المادي يتهاوى، والأنظمة الأساسية لا تعمل، وهناك احتمال كبير لتراكم الغازات القابلة للاشتعال في بعض الأماكن".

أهمية إجراء تقييم للناقلة
نظرا لأنه لم يُسمح أبدا للأمم المتحدة بزيارة الناقلة، لا يعرف فريق الخبراء بالضبط ما هي الظروف على متنها، وهذا يعني أنه من المستحيل تحديد الأنشطة التي يمكن إجراؤها بأمان مسبقا وبشكل دقيق.

وشددت رينا غيلاني على أن الغرض الرئيسي لمهمة الأمم المتحدة كان دائما إجراء تقييم لحالة السفينة، وأثناء المهمة، سيقوم الخبراء أيضا بإجراء بعض الصيانة الخفيفة لتقليل المخاطر الفورية لأي تسرب.

وقالت: "يحتاج الخبراء إلى التحقق فيما نتعامل معه وتقييم ما يمكن القيام به بأمان. وسيوفر التقييم دليلا محايدا على خيارات حل المشكلة بشكل نهائي".

وقد وافق أنصار الله على نطاق العمل في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. "ولكن يبدو الآن أنهم غير سعداء بذلك".

ولا يزال فريق الخبراء على استعداد للانتشار، كما كان على مدى العامين الماضيين. وستبقي الأمم المتحدة الفريق في حالة تأهب طالما لديها تمويل من المانحين للقيام بذلك. ولكن، أضافت غيلاني: "مع ذلك سيبدأ بعض هذا التمويل في النفاد قريبا، لذلك نأمل في أن تبدأ الأمور في التحرك بشكل أسرع بكثير".

وإذا تم تقديم جميع الضمانات، فستستغرق الأمم المتحدة عدة أسابيع لاستئجار سفن البعثة وشحن جميع المعدات المتخصصة ونشر الخبراء والإبحار إلى صافر من جيبوتي.

اليمن: على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات صارمة
من جانبه، حمّل مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، "ميليشيات الحوثي" المسؤولية بسبب "رفضها لكل دعوات المجتمع الدولي وهذا المجلس الموقر وكل المبادرات والجهود لحل الإشكالية، وإفشال تلك الجهود، بما في ذلك جهود الأمم المتحدة"، على حد تعبيره.

وأكد أن العالم اليوم أمام حدوث كارثة بيئية خطيرة جدا تضاف إلى الكارثة الإنسانية في اليمن. ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة لتجنب حدوث الكارثة البيئية.

وقال: "نتطلع إلى أن يقوم هذا المجلس بتحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة للضغط بشكل جاد على ميليشيات الحوثي للتوقف عن التلاعب بهذا الملف والكف عن استخدامه كورقة مساومة وابتزاز سياسي والكف عن هذا السلوك غير الأخلاقي قبل وقوع الكارثة"، مشيرا إلى أنه لم يعد بالإمكان السكوت أكثر من ذلك لأن الوقت يداهمنا.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى