جداريّة للفصول الأربعة

الدكتور عبدالعزيز المقالح نسخ
شاعر اليمن الدكتور عبدالعزيز المقالح

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - جداريّة للفصول الأربعة

ذاتَ يومٍ

منَ الغيمِ حدَّثَني،

وأنا بأصابعِيَ المتعباتِ،

بِحُزْني الذي لا يُرى

أتحسَّسُ وجهَ الطريقِ

وأغسلُ في مائِهِ شَجَني..

قالَ لي:

كيفَ تَمْضي الفصولُ إلى البحرِ

تكتبُ بالماءِ جغرافيا الوقتِ؟

كيفَ تُخَبِّئُ في الصيفِ

أمطارَها

وتداعبُ بالضوءِ لونَ البيوتِ

وعُشْبَ الظهيرةِ؟

قلتُ: الشتاءُ رسولٌ إلى اللهِ بالماءِ

يبسطُ راحتَهُ

والرَّبيعُ حديقةُ شعرٍ

تُدندِنُ في هَضَباتِ القصيدةِ

والرُّوحِ،

والصَّيفُ (تسألُني؟)

موعدٌ دافئٌ للعواطفِ،

(يبقى الخريفُ؟)

حكيمٌ يثرثرُ - مضطرباً - في انتظارِ الشتاءْ!

ويحدِّثُني:

كيفَ تضطربُ السَّمَكاتُ

إذا أظلمَ الأفْقُ

وانكسرَتْ فوقَ سطحِ المياهِ العواطفُ

واشتعلَتْ في الثلوجِ بقايا منَ الضَّوءِ

والصَّلَواتِ؟

وتحتَ سماءٍ منَ البَرْدِ

أطفأتِ الرَّيحُ نارَ فوانيسِها..

أينَ تذهبُ؟

قلتُ:

أرى ما يرى شمعدانُ اليبابِ

وأُخْفي دمي

ونجومي

وأرحلُ في صفحةٍ منْ كتابْ!