آراء

ثورة 14 أكتوبر ميلاد اليمن

جمال حسن يكتب: ثورة 14 أكتوبر ميلاد اليمن


تمثل ثورة 14 اكتوبر ميلادا لليمن، فالأرض التي كانت سلطنات ومشيخات، تحظى برعاية الانجليز، حيث كانت عدن لهم قاعدة عسكرية ومنصة لسلخ الجنوب من اليمن، جاءت اكتوبر وغيرت كل شيء.
نحن ندين لأكتوبر ليس بوصفها ابنة سبتمبر كما يحلو للبعض ان يختزلها، انما لكونها من الناحية المنطقية، مركز الالهام الذي استعاد فيه اليمنيون هوية كادت تتفسخ وتتجزأ. هناك صاغ الثوار كفاحا حقيقيا.
فلولا اكتوبر لم نكن لنفقد نصف هويتنا، انما ايضا كثير من الماضي والمستقبل. انها ليست ابنة سبتمبر كما يحلو لمعظمنا ان يختزلها، بل كانت مثل سبتمبر، بصرف النظر عن اسبقية تلك عن الأخرى، في جزء منها امتدادا لمقاومة عدن الناعمة ضد الطغيان والغزو.
لم تقاوم الانجليز فقط، بل قاومت الإمامة، في انغلاقها وضيق افقها احتضنت الأحرار، وحافظت على الموسيقى اليمنية الهاربة من قمع صنعاء. جزء كبير من ذلك التراث كان معرضا للضياع لولا عدن، حتى وان لم تكن هناك قصدية.
وحدها الظروف والعوامل هيأت ثورة قبل أخرى. ذهب لبوزة واخرين ليدافع عن ثورتهم في الشمال، ثم اكملوها في الجنوب. فالتحرر عن الاستعمار لن يحدث اذا عادت الإمامة، مسألة تصيغها الفطرة. ودون اكتوبر سيسقط الشمال.

ولولا اكتوبر ما كانت عدن ستتقبل وجود حاكم من الشمال، بينما منذ اللحظة الأولى تعرضت سبتمبر للخيانة، وكان جزاء بعض أبطال الدفاع عن سبتمبر، ابطال مغركة حصار السبعين، مثل عبدالرقيب عبدالوهاب واحمد عبد ربه العواضي القتل بصورة بشعة. بل ان الأول تعرضت جثته للسحل. لا يلغي هذا من عظمة الثورتين، ووقوفهما جنبا لجنب من أجل الوطن اليمني. حتى لا تكون هويتنا ناقصة، لنحتفي به.
ليكن اكتوبر عيدا مجيدا..

زر الذهاب إلى الأعلى