الصحافة اليمنية تودع محمد المساح كاتب عمود "لحظة يا زمن"
الصحافة اليمنية تودع محمد المساح كاتب عمود "لحظة يا زمن" في صحيفة "الثورة" وأخيراً في "النداء"
ودعت الصحافة اليمنية اليوم، الكاتب الصحفي محمد المساح، أحد أشهر كتاب الأعمدة، وهو عمود "لحظة يا زمن".
وفي بيان لها، حصل نشوان نيوز على نسخة منه، نعت نقابة الصحفيين اليمنيين رحيل الكاتب الصحفي الكبير محمد عبد الله المساح أحد مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين الذي انتقل إلى المولى عز وجل يوم أمس الجمعة الموافق ١٩ ابريل ٢٠٢٤م بعد مسيرة صحافية ثرية ومؤثرة عن عمر ناهز ٧٦ عاما.
وقالت النقابة إنه بهذا الرحيل الموجع فقدت الصحافة اليمنية أحد أبرز الصحفيين والنقابيين الذين ساهموا بإخلاص في تطوير الصحافة اليمنية وتعزيز العمل النقابي.
وأضافت: لقد عرفنا الفقيد ببساطته وتواضعه وعصاميته إلى جانب علاقته الودودة مع جميع زملائه وكل أصدقائه، وتميز بعطائه الفكري والثقافي الذي استفاد منه أجيال من الصحفيين والمهتمين.
وعرف المساح بآرائه الجريئة، بعموده في صحيفة "الثورة"، قبل أن يكتب منذ شهور في موقع صحيفة "النداء" على الانترنت.
وفي عزائه، كتب الدكتور ياسين سعيد نعمان أنه في رابطة الطلبة اليمنيين في القاهرة ، في السبعينات من القرن الماضي ، كان صوت محمد المساح مميزاً من بين كل الأصوات التي لا تقبل الرتابة في النشاط الطلابي ، وهي الأصوات التي كانت ترى أن هذا النشاط إنما يتجدد بالتفاعل مع ما يشهده اليمن من صراعات ، ومن تغيرات وتبدلات سياسية واجتماعية .
وقال إن الشهيد عيسى محمد سيف أطلق لقب "باكونين" ، وكان ثورياً روسياً معارضاً ومشاكساً لدرجة أن لقب بالفوضوي من قبل رفاقه ، لكنهم اكتشفوا فيما بعد كيف أن آراءه كانت أكثر الآراء الثورية انسجاماً مع الواقع.
وأضاف: كان المساح وهو طالب يسابق الزمن كي يتخرج ليغادر حالة الشقاء التي عاشها ، ثم وقد تبوأ مكانة في الاعلام أخذ يطالب الزمن بالتريث والانتظار حتى يأخذ اليمن الوقت الكافي للخروج إلى العصر.
لكن الزمن، وفق نعمان، استهلك الاحلام ومعها اليمن ، ورحل المساح ، وسيظل نداءه الذي خاطب به الزمن "لحظة يا زمن" - حينما بدا له أن اليمن يسير بخطى أبطأ من حراك الزمن - لسان حال اليمنيين إذا لم ينتبهوا لحقيقة أن الزمن لا ينتظر أحداً .
من هو محمد المساح؟
والفقيد الكبير من مواليد عام ١٩٤٨ في محافظة تعز، تلقى تعليمه الاساسي في مدينة عدن.
وارتبط بالصحافة مبكرا أثناء ماكان يبيع الصحف الصادرة في عدن قبل الاستقلال لتوفير مصاريف دراسته وشؤون حياته، وكان أثناء بيعه للصحف قارئا نهما يستفيد منها ثقافياً ويتشكل لديه الوعي الثقافي والسياسي.
ثم التحق المساح عام 1966، بكلية الآداب -قسم الصحافة بالقاهرة، وتخرج منها عام 1970.
عمل الفقيد في وزارة الخارجية، في إدارة العلاقات العامة مسؤولًا عن النشرة الأسبوعية, ثم استقال منها عام ١٩٧٢ والتحق بوزارة الإعلام، وتولى حينها رئاسة تحرير صحيفة الثورة لفترة وجيزة.
وكان الفقيد ضمن كتاب جريدة "الثورة" التي كتب فيها مقالات شتى في مواضيع مختلفة.. كان أبرزها عموده الشهير ( لحظة يازمن ) الذي ظل يكتبه من سنة ١٩٧٥ حتى ٢٠١٦.
وإلى جانب مقالاته التي كتبها لعدد من الصحف والمجلات آخرها كتاباته لموقع صحيفة النداء شارك الفقيد في تأسيس نقابة الصحفيين اليمنيين وتولى مواقع قيادية فيها.
تعرض محمد المساح إلى الاعتقال والسجن أكثر من مرة خلال مسيرته الصحفية كان آخرها في أغسطس ٢٠١٥.