شعر وأدب

«صوت الشعب» (شعر)

قصيدة الشاعر أسامة مقحط بعنوان: «صوت الشعب» (شعر)


قفْ رَغمَ أنفِ الحاقدينَ مُهابا
واجعلْ لكَ المجدَ التليدَ عِصابا

واستل بأسَكَ ساخطًا مُتحامِلًا
مِن غمدِ صبرِكَ لا تكُن مُرتابا

يا ابنَ الألى شادوا «المصانعَ» بعدَ ما
ركبوا السحابَ إلى الحصونِ ذهابا

شَقُّوا المحالَ بعزمِهِم وببأسِهِم
أخذوا المرادَ تراضيًا و غِلابا

يتساءلونَ بدهشةٍ...! لمَّا رأووا
منكَ السُّموَّ تعاظمًا وجَنابا:

يبدو سقوطُكَ رفعةً فكأنَّما
كانَ ارتطامُكَ بالسماءِ جوابا

إغضب فإنَّ الظلمَ يهربُ عندما
تبدو عيونُ الثائرينَ غِضابا

وانهض أيا شعبَ الكرامةِ ناقمًا
واغرس بنحرِ الظالمينَ حِرابا

ثمنُ الكرامةِ يا ابنَ أرضي باهظٌ
لا ترتضي غيرَ الدماءِ حسابا

مَن قد أتى نحو الكرامةِ خاطبًا
جعلَ المنيَّةَ للوصولِ ركابا

فارفع جبينكَ عاليًا متباهيًا
يا ابنَ الألى حكموا البلادَ حقابا

وطأِ الطُّغاةَ بعزَّةٍ وبسالةٍ
ما دمتَ أنتَ إذا غضبتَ شِهابا

يكفيكَ صمتًا فالبلادُ تقسَّمت
وجعًا وحقُّ الشعبِ صارَ نِهابا

لكأنهُ اليمنُ العظيمُ لجودِهِ
فالطامعونَ يرون فيهِ مَثابا

هدموكَ يا غُمدانُ حقدًا مِنهُمُ
كي يرفعوا أعلى ذراكَ قبابا

لكنَّهم جَهِلوا بأنَّكَ خالدٌ
ك«سهيلَ» تبقى ساطعًا ثقَّابا

سيظلُّ فينا «ذو المُهلَّةِ» مرجعًا
للأرضِ عهدًا سنةً وكتابا

فلمَن يرد لُقيا الخلاصِ يسر على
نهجِ التحررِ ثائرًا وثَّابا

فالحاقدونَ وإن تواروا بالتقى
والدينِ أو جعلوا النفاقَ حجابا

فهُمُ بعينِ العارفينَ ثعالبٌ
جعلت دماءَ الطيبينَ خِضابا

عهدًا عليكَ بأنْ تدوسَ رؤوسَهُم
وتحيلَ أطماعَ الغزاةِ يبابا

هذي البلادُ لنا فقِف متجبَّرًا
مِن ثَمَّ قُل: سحقًا وجذَّ رقابا

واكتب بناصيةِ الزمانِ قصيدةً
مِن ثورتينِ وبعثرِ الأغرابا

مضمونُها لعنُ الطغاةِ تقرُّبٌ
للهِ ،دمَّر مَن يريدُ خرابا

لا ترتضِ الإذلالَ نهجُكَ بيَّنٌ
كن أنتَ للمتآمرينَ عقابا

عش أنتَ كالليثِ الهزبرِ موشَّحًا
بالكبرياءِ ولا يهابُ كلابا

سنعيشُ فيها مثلَما شئنا بها
كُرَمَا «وبسمِ الشعب» كانَ خطابا

أسامة مقحط

زر الذهاب إلى الأعلى