الثاني من ديسمبر: رمز النضال الوطني وأمل اليمنيين في الخلاص!
عبدالرقيب الحيدري يكتب عن الثاني من ديسمبر: رمز النضال الوطني وأمل اليمنيين في الخلاص!
في الثاني من ديسمبر، يقف اليمنيون أمام ذكرى خالدة في تاريخهم الحديث، ذكرى تمثل لحظة فارقة في معركة الشعب لاستعادة دولته وهويته الوطنية من براثن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران. في هذا اليوم، وقف الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح بشجاعة في وجه المشروع الحوثي الرجعي، ليعلن أن اليمن لا يمكن أن يكون رهينة للطائفية والتبعية، وأن الكرامة الوطنية أثمن من كل شيء.
لقد كان استشهاد الزعيم صالح لحظة صعبة وحزينة، لكنها أشعلت في قلوب اليمنيين شعلة النضال المتقدة وأعادت رسم ملامح معركة الخلاص. ففي مواجهة هذا الكهنوت الإمامي المتخلف الذي يسعى لطمس هوية اليمن واستعباد شعبه، تأتي ذكرى الثاني من ديسمبر كتأكيد على أن هذا الوطن لا يموت، وأن أبناءه قادرون على استعادة حريته وسيادته مهما كانت التحديات.
إن المشروع الحوثي الإيراني ليس مجرد محاولة للسيطرة السياسية، بل هو حرب على روح اليمن وهويته. هذه المليشيات التي جاءت كأداة لإيران تسعى لتحويل اليمن إلى قاعدة لنشر الفوضى والتطرف في المنطقة. لقد أدرك اليمنيون منذ البداية أن هذه المعركة ليست فقط من أجل استعادة الدولة، بل من أجل حماية أجيال المستقبل من العبودية والطائفية التي تريد المليشيات فرضها بقوة السلاح.
ولكن، كما علمنا التاريخ، فإن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحياة والحرية لا يمكن أن تُقهر، وما يحدث في سوريا خير دليل. واليمن، الذي واجه الإمامة في الماضي وأسقطها، قادر اليوم على الانتصار مرة أخرى، مستندًا إلى إرثه النضالي ووحدته الوطنية.
إن ذكرى الثاني من ديسمبر ليست مجرد محطة للتأمل، بل دعوة ملحة لتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات، وهو ما جسدته اليوم فعالية الاحتفاء بهذه المناسبة وحضور كافة المكونات السياسية والاجتماعية فيها.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن تفرق القوى السياسية والاجتماعية أضعف موقفها وساعد الحوثيين في فرض سيطرتهم على مناطق واسعة من اليمن. اليوم، ومع إدراك الجميع لحقيقة المشروع الحوثي، بات من الضروري أن تعمل الأحزاب والمكونات معًا لهدف واحد وهو استعادة الدولة.
على القبائل: التي كانت تاريخيًا درعًا للوطن أن تواصل دورها في حماية اليمن، وأن تتكاتف لمواجهة المشروع الحوثي الذي يسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي وضرب الأعراف القبلية.
على المكونات الدينية: أن تواجه الفكر الحوثي المتطرف بخطاب ديني معتدل يعزز الوحدة وينبذ الطائفية، ويعيد للمجتمع ثقافته القائمة على التعايش والتسامح.
رغم التحديات الكبيرة، فإن الأمل بالنصر هو ما يجب أن يبقى حاضرًا في وجدان كل يمني. اليمنيون أثبتوا عبر التاريخ أنهم قادرون على تجاوز المحن والانتصار في أصعب الظروف. ومع كل يوم يمر، يتزايد وعي الشعب بخطورة المشروع الحوثي، وتتسع دائرة الرفض الشعبي لهذا الكيان الدخيل.
إن هذه المعركة هي معركة كرامة وهوية، معركة شعب يرفض أن يكون خاضعًا لمليشيات كهنوتية تعمل لأجندات خارجية طائفية تسعى لتمزيقه.
الثاني من ديسمبر هو يوم للتذكير بأن النضال ليس خيارًا بل واجبًا، وأن الأمل بالنصر هو ما يقود الشعوب نحو تحقيق أهدافها.