ناشد مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم ، أولياء أمور الطلاب في العاصمة صنعاء والمحافظات المحيطة بها؛ الحرص على أبنائهم ومتابعتهم أولا بأول كي لا يتسربوا من مدارسهم ويلتحقوا بجبهات الحرب المختلفة.
المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أشار إلى أن أولياء أمور قدموا شكاوى للوزارة خلال الأسابيع الماضية تفيد وجود مدرسين ومشرفين، يعملون لصالح جماعات مسلحة، ويعملون بشكل ممنهج على إقناع الطلاب بالالتحاق بجبهات الحرب في مأرب والحدود اليمنية السعودية. كما لفت إلى أن الكثير من الطلاب تركوا مدارسهم دون علم أولياء أمورهم، وتوجهوا فعلا إلى جبهات القتال.
وأوضح أن الوزارة في هذه الظروف "لا تستطيع متابعة المدارس وسلوك كافة المدرسين والعاملين فيها، لكن المسؤولية الأهم تقع على أولياء الأمور"، مطالبا الآباء والأمهات بالإشراف المستمر على أبنائهم، كي لا يتم اقتيادهم إلى الموت والهلاك، بحسب قوله.
وأضاف "نشاهد كل يوم صورا ومقاطع فيديو لأطفال صغار تم قتلهم أو أسرهم في جبهات الحرب، وهذا أمر محزن، لأن هؤلاء الأطفال كان من المفترض أن يكونوا في الفصول الدراسية، وعلى مقاعد المدارس وليس خلف المتاريس وعلى ظهور الدبابات".
ولمّح إلى وجود تواطؤ من قبل بعض المشرفين ومديري المدارس، بالإضافة إلى قيادات في الوزارة، وهو الأمر الذي يقلل من إمكانية فتح تحقيقات في القضية ومحاسبة من يقومون بهذه الجريمة.
إلى ذلك، أكد المواطن عبد الله العليمي، أن أحد أبنائه أبلغه أن مدرسين يحاولون منذ أسابيع إقناعه وعددا من زملائه بالذهاب إلى الحدود لـ"مواجهة العدوان على البلاد"، مشيرا إلى أنه لا يدري لمن يقدم الشكوى حول هذه الممارسات، التي تحدث في المدرسة والحوثيون هم من يحكمون العاصمة.
وأبدى العليمي خشيته من استمرار ابنه في الذهاب إلى المدرسة، خوفاً من أن يتم اقتياده بالقوة أو التغرير به، لاسيما مع الأخبار التي تتحدث عن حرب في صنعاء.
وأضاف "يقوم المدرس بجمع مجموعة من الطلاب وتقديم الأطعمة والمشروبات لهم وتقديم دروس عن الجهاد وضرورة المشاركة في الدفاع عن اليمن، كما أنه يعدهم بأنهم سيتكفلون بإنجاحهم ومساعدتهم في اختباراتهم الشهرية والسنوية، بالإضافة إلى تقديم السلاح ومرتبات شهرية مجزية".
وأوضح أن المدرس يفتي لطلابه بشرعية التوجه لجبهات القتال دون استئذان والديه، ويضع لهم سؤالاً يبين ذلك، مثل "هل تستأذن من والديك من أجل تأدية صلاتك؟ وهل تستجيب لوالديك إذا ما أمروك بقطع الصلاة؟".
وأضاف العليمي أن الحي الذي يسكن فيه قد ودّع خمسة شباب كانوا قد ذهبوا للقتال في صفوف جماعة الحوثي خلال الأشهر القليلة الماضية، وعادوا جثثاً هامدة، ولم يكن والدا اثنين منهم على علم بمشاركتهما في الحرب، بينما ذهب أحدهم رغماً عن إرادة والديه.
يذكر أن أعدادا كبيرة من صغار السن يقاتلون في صفوف جماعة الحوثي وتنظيم "القاعدة"بمواقع يمنية مختلفة. وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية، قد أسرت عشرات الأطفال خلال المواجهات المسلحة التي انتهت قبل أيام بالسيطرة على معسكر ماس بمحافظة مأرب شرقي اليمن.