تستمر مليشيا جماعة الحوثي وحليفتها الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في تنفيذ حملات اختطاف واسعة تطاول مئات المدنيين في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية خلال الشهور الماضية، على الرغم من الحديث المستمر عن رغبة الجماعة في إطلاق المختطفين لديها برعاية وتنسيق أممي.
واختطف الحوثيون، خلال الأسبوعين الماضيين فقط، أكثر من 167 شخصاً بينهم 4 أطفال و30 طالباً وأكاديميين اثنين، و16 معلماً وطبيب واحد، حيث حلت في المرتبة الأولى العاصمة صنعاء بـ62 حالة، تلتها محافظة عمران 36 حالة، ومحافظة إب 29 حالة، ومحافظة الحديدة الساحلية 18 حالة، ومحافظة حجة ست حالات، وذمار ست حالات، والبيضاء أربع حالات، وأربع حالات بالمحويت، وحالتي خطف في كل من محافظتي تعز والضالع.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بجنيف، أعلن في وقت سابق، أن ما نسبته 65 في المائة من إجمالي المختطفين لدى مليشيا الحوثي والرئيس السابق، هم من حملة الشهادات العليا أو طلاب الجامعات، حيث "يشكل هؤلاء الكتلة الأهم والأكبر من قادة وناشطي المعارَضة المناهضة لسيطرة جماعة الحوثي على البلاد".
وللمرة الثانية، اختطفت الجماعة رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، الدكتور محمد الظاهري، قبل أن تطلق سراحه بعد ساعات من اختطافه بحجة ممارسته الفساد.
ورفض الظاهري الاتهامات الموجهة إليه في تعليق مقتضب على صفحته بموقع "فيسبوك"، مشيراً إلى أن الأكاديميين بجامعة صنعاء، يطالبون جماعة الحوثي، منذ سنوات، بالكف عن ممارسة الفساد، وليس العكس.
وقال الظاهري: "تذكرون أنَّ الجروحَ مازالت غائرة في أجسادنا، ولم تبرأ بعد؛ جراء مواجهة فسادكم واستبدادكم منذ أمد، فكيف تتجرأون على اتهامنا بما ثرنا ضدكم من أجله، والممثل بثلاثية (الظلم والفساد والاستبداد)، لافتاً إلى أن جماعة الحوثي "ستخضع للحساب ولو بعد حين".
إلى ذلك، حصل الدكتور عبدالله السماوي، والذي لا يزال مختطفاً، حتى الآن، في سجون الحوثي، على درجة "بروفيسور" في علم الأنسجة والأورام من جامعة صنعاء.
وكانت جماعة الحوثي قد اختطفت الدكتور السماوي من أحد منازل صنعاء، في التاسع من أغسطس/آب الماضي، إذ كان بصحبة عدد من الأكاديميين أبرزهم الدكتور عبدالرزاق الأشول، وزير التعليم الفني والتدريب المهني، والدكتور محمد العديل والدكتور محمد حمود البكري.
وكان السماوي قد حصل على المرتبة الأولى في زمالة الدراسات العليا في باكستان، ويعتبر الأول في الجمهورية اليمنية في مجال تخصصه، وله أكثر من 16 بحثاً علمياً منشوراً في العديد من المجلات الطبية العالمية، كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في المجال ذاته.
وبهدف الضغط على جماعة الحوثي، هدد مجلس نقابة أعضاء هيئة التدريس ونقابة موظفي الجامعة بالتصعيد وصولاً إلى إيقاف الدراسة نهائياً، حتى إطلاق سراح أساتذة الجامعات وانسحاب المليشيات بشكل كامل من الجامعة، حسب بيان لها.
وفي هذا السياق، أجبرت قبائل بني صريم مسلحي جماعة الحوثيين على إطلاق سراح عدد من مدرسي وطلاب مدرسة بيت سيلان بعد اختطافهم الثلاثاء الماضي.
وكان الحوثيون قد اختطفوا 33 طالباً وخمسة مدرسين من مركز لتحفيظ القرآن من المدرسة الواقعة في منطقة آل حسين بمديرية خمر التابعة إدارياً لمحافظة عمران (شمال)، ليودعوا الطلاب أحد سجون المنطقة، غير أن العشرات من رجال قبائل بني صريم توافدت بأسلحتها وبدأها حصار السجن من جميع الاتجاهات، وهو الأمر الذي أخضع المليشيا للاستجابة لمطالبهم والإفراج عن المختطفين.