أخباررئيسية

مفوضية اللاجئين: 2600 يمني نزحوا إلى الصومال

كشفت المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين عن وجود ما يزيد عن 2600 يمني نزحوا باتجاه الصومال، مشيرة إلى قصص مأسوية ومعاناة مرتبطة بالحالات المسجلة لدى المنظمة.

 

وأوضحت المنظمة في تقرير حديث لها أن نحو 168 ألف شخص فروا من العنف والحرب في اليمن منذ مارس/آذار العام الماضي، بينهم أكثر من 9500 اتجهوا إلى "إقليم أرض الصومال" الذي يتمتع بحكم ذاتي.

 

وأشار التقرير إلى أن معظم الفارين إلى "أرض الصومال"، من الصوماليين والأثيوبيين الذين كانوا قد نزحوا إلى اليمن في فترة سابقة، إضافة إلى 2600 يمني، بمن فيهم 850 شخصاً على الأقل تسجلوا لدى المفوضية، والكثيرون منهم غير مصحوبين اعتبرتهم المفوضية "ضعفاء".

 

وقابلت المنظمة فتاة يمنية نازحة فقدت أسرتها، تدعى "خيرية عبد الوهاب"، والتي أوضحت أنها "كانت عاملة منزلية (17 عاماً) عندما وقع انفجار مدمر بسبب القصف المركّز. فأصابها الانفجار بالذعر، ركضت لتنضم إلى حشود الفارين باتجاه الميناء في مسقط رأسها، بينما كانت تبحث طوال الوقت عن والدتها وإخوتها وأخواتها السبعة، وحاولت خيرية لثلاثة أيام أن تجد أسرتها".

 

وتابعت الفتاة: "جلست مع غرباء أبحث بيأس عن أحد. كانت الهواتف النقالة خارج الخدمة، والشبكة معطلة، ولم يستطع أحد أن يعطيني أي بارقة أمل". وقالت: "لم يكن أمامي أي خيار بديل، اضطررت للفرار إلى الصومال".

 

وحسب التقرير، دفعت خيرية لمهرب 120 دولاراً أميركياً لينقلها في رحلة مدتها 24 ساعة عبر البحر إلى الساحل الصومالي، وما إن وصلت، حتى سرق لصوص أموالها القليلة وكل ما جمعته في حقيبتها الصغيرة، فوجدت نفسها متروكةً ووحيدة وخائفة، ولم تملك أي فكرة إلى أين تتجه".

 

وتقول خيرية: "أنا خائفة جداً من البقاء وحيدة، من المستقبل، من عدم معرفة ما حلَّ بأسرتي في اليمن، أعيش في ظلام تام، وأجهل ما سيحل بي لاحقاً. تعب جسدي وعيناي من البكاء المستمر وليالي الأرق. ما زلت شابة، لكنني أخشى أن تكون هذه الحرب قد دمرت حياتي تماماً".

 

ووفقاً للمسؤولة عن شؤون الحماية التابعة للمفوضية في هرغيسا (عاصمة الإقليم الصومالي)، ميريام آرتكر، فإن 60 حالة للاجئين قد تحتاج إلى مساعدة إضافية، تحال أسبوعياً إلى المفوضية في أرض الصومال، لتقيَّم احتياجاتها. ومنذ مارس/آذار 2015، "تم تسجيل 33 حالة لأشخاص يعانون ظروفاً صحية خطيرة ويحتاجون إلى رعاية خاصة، وأفاد 29 شخصاً بأنهم كانوا ضحية العنف الجنسي أو العنف القائم على نوع الجنس، وكان هناك 80 شخصا آخرين، هم أطفال ومراهقون وصلوا دون ذويهم".

 

وأضافت آرتكز: " ما زالت تفوتنا بعض الحالات، خصوصاً لأشخاص لم يصلوا إلى المدن الساحلية الرئيسة حيث تقع مراكزنا للاستقبال".

 

ويستضيف اليمن أكثر من 266 ألف لاجئ من بينهم 250 ألف صومالي، وإلى ما قبل العام 2015 كان الحديث عن نزوح يمنيين إلى الصومال، يأتي على سبيل التندر والمبالغة، غير أنه ما حدث بالفعل، بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
وعلى الرغم من الحرب كشفت مفوضية اللاجئين في بيان، عن استمرار تدفق اللاجئين إلى اليمن، مشيرة إلى أن أحدث البيانات تشير إلى وصول 92,446 شخصاً إلى اليمن في القوارب عام 2015. ويعتبر هذا العدد أحد أعلى المستويات السنوية المسجلة في العقد الماضي. ووصل ثلثا هؤلاء منذ مارس/آذار 2015 عندما بدأ الصراع.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى