أطباء الهند يعالجون مرضاهم من "على بعد"
يعكف طبيب بأحد مستشفيات العاصمة الهندية نيودلهي، على متابعة مجموعة من شاشات الكمبيوتر التي تعرض المؤشرات الحيوية لمرضى بوحدات العناية المركزة، من ضغط الدم إلى النبض والحرارة وغيرها بعيادات تبعد عنه مئات الكيلومترات.
وتقوم كبريات المستشفيات الخاصة بالهند -مستغلة في ذلك النقص الحاد في أطباء الرعاية الحرجة- بالتوسع في مراكز إدارة وحدات العناية المركزة من على بعد في شتى أرجاء البلاد فيما تبدأ خلال الشهر الجاري نفس النشاط في بنغلادش المجاورة.
وتقوم أكبر سلاسل للرعاية الطبية في الهند مثل (أبوللو هوسبيتال إنتربرايز) و(فورتيس هيلث كير) هذا العام بتوسيع نطاق الشبكات الإلكترونية لمراقبة وحدات الرعاية المركزة مع تكثيف عملياتها وذلك بفضل التقدم في تقنيات الاتصالات.
ويستعين الأطباء من خلال شبكات الكمبيوتر العديدة داخل مراكز المراقبة الإلكترونية لوحدات الرعاية المركزة، بإصدار تعليمات علاجية بعد تقييم التاريخ المرضي وبيانات عدد نبضات القلب للمرضى ممن يعانون من حالات حرجة في مواقع نائية.
ونجح الأطباء في الآونة الأخيرة في إنقاذ حياة حامل عمرها 30 عاما بمستشفى في مدينة وارانجال الجنوبية، بعد توقف قلبها عن النبض وساعدوا طبيبا مقيما غير متخصص في الحالات الحرجة في إجراء تنشيط للقلب وذلك بالاستعانة برابط عبر الفيديو.
وتتقاضى المستشفيات الخاصة مبلغا يتراوح بين عشرة إلى 30 دولارا في اليوم لمتابعة الحالة الحرجة الواحدة إلكترونيا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن بالهند سبعة أطباء لكل عشرة آلاف شخص، أي ما يمثل نصف المتوسط العالمي، وتقول بيانات الرابطة الطبية بالهند إن البلاد بحاجة إلى أكثر من 50 ألف اخصائي للحالات الحرجة فيما لا يتوافر حاليا سوى 8350 طبيبا فقط.
ويعني مثل هذا النقص في أعداد الأطباء أن المنشآت الصغيرة في سوق المستشفيات الخاصة التي يصل حجمها إلى 55 مليار دولار، غير مجهزة تجهيزا كاملا على نحو يكفي لتوفير العناية الحرجة حتى مع زيادة أعداد المرضى الذين يلجأون للعلاج في مؤسسات الرعاية الطبية الخاصة لان منظومة الصحة العمومية أسوأ حالا.