رياضة

قصة فوز ريال مدريد على برشلونة 11-1

دائماً ما يتبارى مشجعو ريال مدريد وبرشلونة في البحث عن أكثر الانتصارات العريضة لكل فريق على الآخر، ومن ضمن هذه النتائج هي فوز النادي الملكي على نظيره الكتالوني منذ 73 عاما بنتيجة 11-1، والتي يراها محبو البرسا نتيجة الذي تعرض له الفريق من قبل رجال ملك الحقبة الدكتاتورية لفرانسيسكو فرانكو، بينما يراها محبو "الميرينغي" هزيمة ساحقة والأكبر في تاريخ منافسات الفريقين دون النظر إلى الظروف المحيطة.

 

قصة فوز ريال مدريد على برشلونة

أقيمت المباراة في 13 يونيو/ حزيران 1943 ضمن منافسات إياب كأس الملك (القائد العام وقتها)، وكان البرسا قد أنهى مباراة الذهاب بفوز كبير بثلاثية نظيفة قبل أسبوع، وكانت الأجواء مشحونة قبل بداية اللقاء، بالرغم من أن التنافسية بين الفريقين كانت في بداياتها وقتها.

 

وبالرغم من الوضع السياسي المتأزم في البلاد، إلا أم الحكومة كانت تريد أن تكون صورة المجتمع الإسباني وقتها على أفضل حال، لذلك لجأت إلى التركيز على الحفلات والأحداث الرياضية في الصيف، ومن ضمنها مباراة الريال والبرسا، والتي كان يتابعها المشجعون عبر الراديو ومن الملعب، خاصة وأن التذاكر وقتها كانت بأسعار زهيدة، ورفض المسؤولون زيادتها حتى لا تتأثر الأوضاع في البلاد.

 

وتبارت وسائل الإعلام المدريدية وقتها في شحن الأجواء بشكل أكبر، حتى أصبح الفريق الكتالوني غير مرحب به في العاصمة الإسبانية، وهو ما دفع رئيس البرسا وقتها لإرسال خطاب رسمي للريال يعترض فيه على ما وصل إليه الوضع قبل مباراة الكأس.

 

وتأزم الوضع قبل المباراة بسبب شحن الصحافة بشكل كبير، واستقبلت جماهير الريال النادي الملكي بالعنف منذ لحظة وصولهم إلى مدريد، وهاجمت الحافلة التي كانت تقلهم لفندق إقامتهم، قبل أن يتلقوا تهديدات قبل المباراة، وهو ما أثر على الفريق بشكل كامل قبل المنافسات.

 

وأشارت وسائل الإعلام الكتالونية بعد المباراة أن حكم اللقاء قد تم اختياره بواسطة أحد القادة العسكريين، وهو ما أثر على سير اللقاء، وحسب شهادة أحد اللاعبين وقتها، وكان فيرناندو أرجيلا، الحارس الاحتياطي للبرسا، فإن الحكم قد أكد لهم أنه لا يستطيع فعل الكثير، حتى لا يحدث مكروه في الملعب المكتظ بالجماهير.

 

لم تكن هناك منافسة كبيرة بين البرسا والريال وقتها وكان فريق أتلتيكو أبياثيون (أتلتيكو مدريد حاليا) هو المسيطر على المشهد الكروي، ولكن حكومة فرانكو كانت تعرف أن كرة القدم هي أحد أهم الأسباب لإلهاء الشعوب بطريقة أو بأخرى عن الأزمات التي تعاني منها البلاد. وبالرغم من أن الريال وقتها كان فريقاً في منتصف الجدول والبرسا لا ينافس على اللقب، ويكتفي بالتواجد في المربع الذهبي، إلا أن مباراة الكأس نالت أهمية كبيرة وقتها.

 

ومع بداية المباراة سارت الأمور في صالح الريال، والذي نجح في قلب الأمور لصالحه، ويخرج من الشوط الأول متقدما بثمانية أهداف نظيفة، بينما عانى البرسا الأمرّين وتلقى أحد لاعبيه طردا، لتتعقد الأمور بشكل كبير وتصبح العودة في ما تبقى من المباراة شبه مستحيلة.

 

وأشارت تقارير صحافية وقتها إلى أن لويس ميرو حارس البرسا وقتها لم يتمكن من التركيز مع الضغط الجماهيري الكبير، خاصة مع إلقاء المشجعين الأحجار والعملات المعدنية عليه، دون أن يوقف الحكم المباراة أو يطالب اللاعبون الجماهير بالتوقف عن ذلك. واكتفت الصحف المدريدية وقتها بنفي إلقاء الجماهير للعملات، خاصة أن الوضع الاقتصادي لم يكن يسمح بذلك.

 

وفي الشوط الثاني استمر حفل الأهداف المدريدي، وبالرغم من إلغاء الحكم لأربعة أهداف لأصحاب الأرض، لكنهم نجحوا في إنهاء المباراة بالفوز الأكبر في تاريخ مواجهات الفريقين بنتيجة 11-1. ولكن فشل الفريق وقتها في الفوز بالكأس، والتي توج بها أثليتك بلباو.

 

ولم تتحدث الصحف بعد المباراة عن التدخل الحكومي في المباراة ولا الأزمات التي شهدتها المباراة، ولكن معظمها اكتفى بالإشادة بالروح التي ظهر بها فريق ريال مدريد، وقدرته على قلب الموقف لصالحه بعد الهزيمة الكبيرة في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة.

 

ولم تكن الأجواء تسمح بأكثر من ذلك، بسبب الوضع السياسي الذي كان يضع الكثير من الحدود للصحافة، وعندما حاول أحد الصحافيين التغريد خارج السرب، وانتقاد ريال مدريد وجماهيره والتحكيم في اللقاء، انتهى به الأمر بدون عمل وتم سحب تصريح عمله. وكان هذا الصحافي هو خوان أنطونيو ساماراتش، رئيس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق.

زر الذهاب إلى الأعلى