[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

المبعوث الأممي ولد الشيخ يبحث عن مستضيف للمشاورات

لا يبدو أن المجتمع الدولي يصغي كثيراً إلى ما تردده الحكومة اليمنية ودول التحالف، بقيادة السعودية، عن أفعال جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والأصوات المطالبة بضمها إلى "قائمة الإرهاب".

 

وعلى العكس من ذلك، قام وفد الجماعة المفاوض بزيارة أخيراً إلى الصين، هي الأولى من نوعها، في وقت يبحث فيه مبعوث الأمم إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن مكان لاستضافة لمشاورات جديدة، لم تتوافق الأطراف اليمنية بعد، على قاعدة للذهاب إليها.

 

وكان وفد من الحوثيين اختتم، أول من أمس، زيارة رسمية إلى بكين، قالت مصادر تابعة للجماعة، إنها جاءت تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الصينية، مشيرة إلى أن الوفد بحث مع المسؤولين الصينيين "عدداً من المواضيع والقضايا ذات العلاقة، وما يمر به اليمن من ظروف صعبة خلال هذه المرحلة"، بالإضافة إلى "كافة الجوانب الإنسانية والعسكرية والسياسية في هذا الشأن، وعلى رأسها المسار التفاوضي والمستجدات والتطورات التي يمر بها أخيراً".

 

وتعد الزيارة التي قام بها وفد الجماعة، برئاسة محمد عبد السلام، وعضوية مهدي المشاط وحمزة الحوثي، واستمرت ثلاثة أيام، الأولى من نوعها إلى بكين. وقالت مصادر سياسية ، إنه جرى الترتيب للزيارة منذ بداية الشهر الماضي، بالتزامن مع مغادرة وفد الجماعة صنعاء في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، متوجهاً إلى العاصمة العُمانية مسقط.

 

وتحمل الزيارة أبعاداً مهمة في ظل الحرب الدائرة في اليمن منذ ما يقرب من 20 شهراً، إذ إن الجماعة وسعت من دائرة انفتاح المجتمع الدولي تجاهها، من خلال دولة كبرى جديدة، بعد أن عقد نفس وفد الجماعة لقاءً نادراً مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مسقط، وفي ظل لقاءات يجريها بين الحين والآخر مع سفراء ودبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وروسيا، وهو ما يقلل مخاوفها من العزلة الدولية. كما أنها تعبر عن تباين واضح بين الدول الغربية ونظيراتها الخليجية والعربية، والتي تعتبر الحوثيين ذراعاً لإيران في اليمن يهدد السعودية المرتبطة مع البلاد بأكبر شريط حدودي.

 

إلا أن تعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين، من خلال اللقاءات أو الزيارات كما حصل من جانب الصين، لم يؤثر على الموقف الدولي الموحد الذي لا يعترف بسلطة الانقلابيين، ولا يزال يعتبر القيادة اليمنية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، هي القيادة الشرعية، الأمر الذي يمثل من زاوية أخرى، إخفاقاً للحوثيين، الذين لم تأتِ لقاءاتهم وعلاقاتهم الدولية بسلام للبلاد، أو على الأقل، إيجاد موقف دولي يساهم بوقف الحملة الجوية المستمرة للتحالف ضد الجماعة وحلفائها.
وغير بعيد، عن التحركات الخارجية للحوثيين، لكن في الأفق الطائفي المحسوب على إيران، يقوم وفد من المجلس السياسي للجماعة بزيارة غير معلنة للعراق منذ أيام، للقاء قادة المليشيات والمجموعات الشيعية العراقية، في تطور لم تعلن الجماعة في اليمن أي تفاصيل حوله، كما أنه ليس الأول من نوعه، فعلاقات الجماعة، وزيارات وفودها إلى محور بيروت بغداد طهران، بات متكرراً، وتبقى نتائجه محصورة داخل الجماعة. ويقول معارضوها إنها تبحث عن دعم نوعي في المجال العسكري لتعزيز قوتها المسلحة.

 

في غضون ذلك، يواصل ولد الشيخ أحمد جهوده السياسية مع الأطراف اليمنية والإقليمية، في إطار التحضيرات لجولة مشاورات جديدة، حيث توجه إلى الكويت، لإقناعها باستضافتها، بعد أن كانت أعلنت أخيراً استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية ليس للتشاور، ولكن للتوقيع على اتفاق، بعد أن تكون الأطراف قد اتفقت عليه خلال لقاءات غير مباشرة، بحيث لا تتكرر تجربة فشل جولة المشاورات السابقة التي استغرقت ثلاثة أشهر وانتهت من دون اتفاق.

 

وكان ولد الشيخ قد بدأ جولته الأسبوع الماضي من مسقط، حيث التقى وفد الحوثيين، ثم انتقل إلى الرياض للقاء دبلوماسيين ومسؤولين، قبل أن يلتقي منصور هادي في عدن أول من أمس، ويتسلم ملاحظات الشرعية على "خارطة الطريق". وتتزايد التعقيدات أمام جهود ولد الشيخ أحمد، مع تباين واضح في الرؤى تجاه "خارطة الطريق"، والخطوات التصعيدية التي أقدم عليها الانقلابيون، بتشكيل حكومة في صنعاء أخيراً.

زر الذهاب إلى الأعلى