تقارير ووثائق

لماذا تتهم أميركا قادة بالمقاومة اليمنية بالإرهاب؟

اعتبر محللون يمنيون إدراج وزارة الخزانة الأميركية للقيادي البارز في المقاومة الشعبية باليمن الشيخ الحسن أبكر في قائمة ما يسمى داعمي الإرهاب رسالة ضغط سياسية تمارسها الإدارة الأميركية على الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي للقبول بخريطة الطريق الأممية.

ويعد الشيخ الحسن أبكر، وهو شخصية قبلية مؤثرة وعضو بمجلس الشورى اليمني، من أوائل من قادوا المقاومة الشعبية ضد اجتياح الحوثيين لمحافظة الجوف، من قبل سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، كما تعرض منزله للتفجير من قبل الحوثيين، وقتل نجله وشقيقه في المواجهات مع المليشيا الحوثية.

واستغرب قطاع واسع بالشارع اليمني من اتهام واشنطن لقادة في المقاومة الشعبية معظمهم ينتمون إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومناهضون للانقلاب الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وللتمدد الإيراني في اليمن، وتساءل كثيرون عن صمت واشنطن عن "إرهاب الحركات الشيعية" خصوصا مليشيا الحوثيين التي انقلبت على الشرعية وسيطرت بالقوة على مفاصل الدولة اليمنية.

وكانت الوزارة الأميركية أعلنت الأربعاء الماضي أنها فرضت عقوبات على القيادي بالمقاومة اليمنية بمحافظة الجوف الشيخ الحسن علي أبكر، وكذلك على الداعية عبد الله فيصل صادق الأهدل، ومنظمة "رحماء" الخيرية بحجة أنهم على صلة بتنظيم القاعدة.

وهذه ليست أول مرة تدرج واشنطن أسماء قادة بالمقاومة الشعبية اليمنية فيما يسمى بدعم الإرهاب، فقد اتهمت وزارة الخزانة الأميركية في مايو/أيار الماضي محافظ البيضاء نايف القيسي بدعم القاعدة.

استهداف الشرعية
ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن "إدراج الشخصيات المؤيدة للسلطة الشرعية ضمن قائمة وزارة الخزانة الأميركية يعد ورقة ضغط ذات دلالات مركبة في هذا التوقيت، والمستهدف ليس السلطة الشرعية فحسب بل كذلك المملكة العربية السعودية".

وقال شمسان، إن "الدلالات الخطيرة في اتهام قادة المقاومة هو أن الإدارة الأميركية حتى الآن لم تدرج شخصية واحدة من الانقلابيين الحوثيين، ضمن قوائم الإرهاب، في حين تنظر واشنطن إلى الحوثيين كحليف ووكيل محلي في الجغرافيا اليمنية لمكافحة الإرهاب".

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية الخاضعة للصالح والحوثيين بصنعاء هي من تزود الأميركان بالمعلومات بما يخدم أهدافها الساعية إلى إثبات أن جزءا كبيرا من المقاومة اليمنية المصطفة مع السلطة الشرعية ينتمي إلى القاعدة أو على تنسيق مع القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية".

المشروع الإيراني
وباعتقاد شمسان فإن "الأميركيين يمارسون ضغطا بكل الوسائل على الحكومة الشرعية، حيث يسعون لترتيب الفضاء اليمني قبيل انتهاء فترة الرئيس باراك أوباما لصالح دعم المشروع الإيراني".

من جهته، اعتبر الباحث السياسي توفيق السامعي أن "أميركا تكمل ما تعجز عنه المليشيات الحوثية التي لم تستطع كسر إرادة مقاومة الجوف والشيخ الحسن أبكر، الذي لم يرفع أي شعار أو عداء لأميركا، كما يرفع الحوثيون شعار الموت لأميركا وإسرائيل".

ورأى السامعي أن "الاستهداف الأميركي للشخصيات المقاومة للحوثيين والمشروع الإيراني في اليمن يندرج ضمن مشروعها الواسع الذي يمتد من العراق وسوريا حتى لبنان".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تستهدف عادة الفاعلين السياسيين في المكون السني عموما في العالم الإسلامي، ولم تدرج في قوائم الإرهاب أي شخصية شيعية رغم قيامهم بالكثير من الأعمال الإرهابية وتغذية الإرهاب في المنطقة".

وأكد السامعي أن "الاتهامات الأميركية سياسية ورسائل فاضحة لحقيقة مواقفهم الداعمة للمشروع التوسعي لإيران بالمنطقة العربية، وتأتي في إطار خدمة الحوثيين، الذين باتوا الذراع الأميركية في اليمن".

زر الذهاب إلى الأعلى