أشارت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية إلى أن وثائق سرية نشرها موقع ويكيليكس كشفت أن إيران لعبت دورا كبيرا في تزويد مقاتلي تنظيم القاعدة بأحزمة ناسفة لاستخدامها ضد القوات الأميركية في الحرب على العراق.
ومن هذه الوثائق، يشير تقرير مؤرخ في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 إلى أن طهران خصت القاعدة في العراق بتقنيات متعلقة بالتفجيرات الانتحارية، وأن تلك التقنيات تضم كاميرات صغيرة من شأنها تمكين مستخدميها مراقبة الهجوم عن بعد.
وتقول وثيقة أخرى إن القاعدة تبقى من بين المنظمات والفصائل المسلحة الأقوى المتواجدة في العراق، وأن التنظيم يدير غالبية الهجمات التي تتعرض لها البلاد.
تقويض الأمن
وبينما تشير الوثائق السرية إلى قيام خبراء في مركز الجهاد الإسلامي في طهران بالتدريب على كيفية تصنيع واستخدام وسائل التفجير المختلفة، تضيف أن الإستراتيجية الإيرانية هدفت إلى تقويض الأمن في العراق وإضعاف النفوذ الأميركي على الحكومة العراقية.
وقالت الصحيفة إنه بعدما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن جدول لسحب القوات الأميركية من العراق، استمرت الهجمات في البلاد من أجل إيهام الناس بأن المليشيات التي تتلقى الدعم الإيراني هي التي أجبرت القوات الأميركية على الانسحاب.
وتضم المليشيات التي كانت تتلقى دعما عسكريا من إيران، جيش المهدي التابع لمقتدى الصادر والذي كان يسيطر على المناطق الشيعية في بغداد وجنوب العراق حتى تمكنت القوات الأميركية والعراقية من هزيمته عام 2008.
كما كشفت إحدى الوثائق السرية المؤرخة في 1 ديسمبر/كانون الأول 2006 عن استلام أحد مزودي الأسلحة 108 قذائف مورتر في شحنة واحدة من مسؤولين إيرانيين.
المنطقة الخضراء
وبينما أوضحت الوثيقة السرية أن الهدف من شحنة قذائف المورتر كان يقتضي شن هجمات على "المنطقة الخضراء" أو الملاذ الآمن للحكومة وسط بغداد، أظهرت وثيقة أخرى توجيه اللوم لإيران بسبب تدريبها وتزويدها لعناصر مسلحة ناشطة بمتفجرات من أجل زرع الألغام والقنابل والكمائن على جنبات الطرق في العراق.
وأشارت الوثائق السرية إلى ما وصفته صنداي تلغراف بتورط إيران في تدريب القناصة أيضا، وكشفت أسماء العديدين ممن تلقوا تدريبا إيرانيا على استخدام السلاح والأحزمة الناسفة.
وقالت الصحيفة إن إحدى الوثائق وصفت اشتباكات بين الجيش الإيراني والقوات الأميركية قرب الحدود الإيرانية العراقية يوم 7 سبتمبر/أيلول 2006، مضيفة أن القوات الأميركية والعراقية صادرت شحنات كبيرة من الأسلحة مكتوب عليها "صنع في إيران".
وعلى صعيد متصل، قالت صنداي تلغراف إن وثيقة سرية أشارت أن مروحية أميركية قتلت 14 مدنيا عراقيا بدم بارد، وأضافت أن معظم القتلى من المدنيين العراقيين بشكل عام كانوا ضحايا معلومات استخبارية وهمية غير دقيقة وغير صحيحة أو مبالغ فيها أو كيدية لأسباب تتعلق بتصفية حسابات شخصية.
يشار إلى أن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانغ صرح في أكثر من مناسبة أنه لا يخشى التهديدات الأميركية، وأن موقعه لن يرضخ لضغوطات وزارة الدفاع الأميركية.