يستهل منتخب الكويت غمار كأس آسيا 2011 في قطر من خلال مواجهة صعبة مع الصين يوم السبت على ستاد نادي الغرافة ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وتنطلق منافسات البطولة يوم الجمعة بلقاء منتخب قطر المضيف مع نظيره الأوزبكي في المجموعة ذاتها على ستاد خليفة.
ويملك "الأزرق" الكويتي تاريخاً حافلاً في بطولات آسيا، حيث شارك فيها 8 مرات، وكان أول منتخب عربي يحقق اللقب عام 1980 عندما استضاف البطولة على أرضه بفوزه على المنتخب الكوري الجنوبي 3-0 في المباراة النهائية، بالإضافة إلى حلوله وصيفاً في نسخة عام 1976 بعد خسارته في النهائي أمام المنتخب الإيراني المضيف، فيما احتل المركز الرابع عام 1996 في الإمارات، والثالث في سنغافورة عام 1984.
وقدمت الكويت في البطولة أسماء لامعة على مستوى القارة خصوصاً في حقبة السبعينات والثمانينات والتي تسمى "الجيل الذهبي" ببروز لاعبين موهوبين أمثال جاسم يعقوب وفتحي كميل وفيصل الدخيل وعبدالعزيز العنبري وسعد الحوطي وأحمد الطرابلسي وعبدالله البلوشي الذين توجوا بلقب عام 1980، وجاء بعدهم جيل عبدالله وبران وأسامة حسين (مدير المنتخب حالياً) وفواز بخيت وبشار عبدالله وجاسم الهويدي ومحمد بنيان الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي في نسخة 1996 بيد أنهم خسروا في الدور قبل النهائي أمام منتخب الإمارات المضيف بهدف ذهبي.
تأتي كأس آسيا هذه المرة في لحظات صعود بريق المنتخب الكويتي مجدداً بعد أعوام من الإخفاقات إذ ابتعد عن منصات التتويج 12 عاماً، وتحديداً منذ فوزه بدورة الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998، قبل أن يبدأ افراد الجيل الحالي بكتابة فصل جديد من الألقاب اعتباراً في بطولة غرب آسيا في الأردن قبل نحو ثلاثة أشهر، ثم امتد إلى كأس الخليج في اليمن الشهر الماضي.
وامتاز المنتخب الكويتي بتكتيك جيد في دورة الخليج بقيادة مدربه الصربي غوران توفيغزيتش الذي أجاد توظيف قدرات لاعبيه خصوصاً في الهجمات المرتدة التي يمتاز بها جيداً.
وقدم منتخب الكويت خلال مشواره إلى اللقب الخليجي عروضاً لفتت الأنظار ترجمها بالفوز على قطر 1-0 واليمن 3-0 وتعادل سلبي مع السعودية في الدور الأول ضمن المجموعة الأولى، قبل أن يحقق فوزاً ثميناً على العراق 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي في قبل النهائي، ثم توج تفوقه بتغلبه على السعودية 1-0 في المباراة النهائية ليعود بالكأس العاشرة في تاريخه (رقم قياسي).
وتعود المشاركة الأخيرة لـ"الأزرق" الكويتي في كأس آسيا إلى دورة الصين عام 2004 حين خرج من الدور الأول بخسارتين أمام كوريا الجنوبية 0-4 والأردن 0-2 وفوز يتيم على الإمارات 3-1، إذ أنه فشل في التأهل إلى نهائيات النسخة الماضية عام 2007.
واستعد الأزرق للنهائيات الآسيوية عبر التدريب في الكويت لمدة أسبوع، قبل التوجه إلى معسكر تدريبي في القاهرة خاض خلاله ثلاث مباريات، فتغلب على نظيره الكوري الشمالي 2-1 ثم تعادل معه 2-2، وفاز على نظيره الزامبي 4-0.
واستقر توفيغزيتش على التشكيلة التي سيشارك بها في كأس آسيا وإن أربكت الإصابات حساباته في الأمتار الأخيرة، فاضطر إلى استدعاء المهاجم أحمد عجب بدلاً من المدافع محمد راشد بعد تعرضه إلى الإصابة في التدريب الثاني للمنتخب في الدوحة، إذ كشفت الأشعة المقطعية جود تمزق في أربطة الركبة اليمنى ستبعده عن الملاعب ستة أسابيع على الأقل.
وتوفيغزيتش يقف حائراً لاختيار لاعب في مركز محمد راشد وقد يدفع بيعقوب الطاهر أو عامر المعتوق، لأن عجب يلعب في خط الهجوم.
وتعرض نجم الكويت بدر المطوع إلى التواء في الكاحل الأيمن في الحصة التدريبية الأولى في الدوحة، لكنه شارك في تدريبات يوم الخميس وقد يلحق بمباراة الصين من دون تأكيد ذلك بشكل نهائي حتى الآن.
ويضع المدرب في حساباته أيضاً ضرورة تجهيز بديل عن المطوع في حال قرر الجهاز الطبي عدم جهوزيته، وقد يشرك عبد العزيز المشعان أو خالد خلف أو فهد العنزي.
ويمتلك منتخب الكويت ورقة رابحة تتمثل بالجناح الأيمن فهد العنزي الذي تألق في دورة الخليج ونال لقب أفضل لاعب فيها نظراً لاختراقاته السريعة وتمريراته العرضية الخطيرة، فضلاً عن الجناح الأيسر وليد علي الذي يخوض يوم السبت مباراته الدولية رقم مئة.
في الجهة المقابلة ما يزال منتخب الصين يبحث عن لقبه الأول في البطولة الآسيوية التي يشارك فيها للمرة العاشرة بعد أعوام 76 و80 و84 و88 و92 و96 و2000 و2004 و2007، وكان قريباً من هدفه في مناسبتين لكنه خسر في المباراة النهائية عامي 1984 أمام السعودية 0-2 في سنغافورة و2004 أمام اليابان 1-3 في عقر داره.
ويبقى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان أفضل إنجازات منتخب الصين حتى الآن.
استعدادات المنتخب الصيني لنهائيات الدوحة كانت واعدة إذ حقق الفوز في المباريات الخمس التي خاضها في الفترة الماضية آخرها على نظيره العراقي بطل النسخة الماضية 3-2 في الدوحة، وقبلها على مقدونيا 1-0.
يقود المنتخب الصيني المهاجم الدولي السابق غاو هونغبو الذي تولى المهمة في أبريل/نيسان 2009 بدلاً من الصربي فلاديمير بيتكوفيتش إثر فشله في قيادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2010.
وقد عمل هونغبو (44 عاماً) مساعداً للمدرب الهولندي آري هان إبان إشرافه على المنتخب بين عامي 2002 و2004، وأشرف أيضاً على منتخب الصين دون 17 عاماً، وعلى فرق غوانغزهو سونغري وشنغهاي زهونغيام وجيامين هونغشي وتشانغ تشون ياتاي وقاد الأخير إلى لقب الدوري المحلي عام 2007.
ويضم المنتخب الصيني عدداً من النجوم البارزين أمثال لي زويبينغ وزهاو بينغ ولي جيانبين وهاو جونمين ودينغ زهوجيانغ.
موقع كاس اسيا 2011