تقوم قطر بإعادة استثمار مزيد من ثروتها من النفط والغاز في قطاع الطاقة إذ اشترت حصة كبيرة في رويال داتش شل، ويتردد أنها تتطلع لشرا حصة في شركة النفط الإيطالية إيني.
وأكدت متحدثة باسم شل أن قطر اشترت حصة بحسب ما ذكرته وكالة رويترز، لكنها رفضت تحديد حجمها.
وكان تقرير لنشرة ميدل ايست ايكونوميك سرفي (ميس) قد ذكر في وقت سابق أن جهاز قطر للاستثمار صندوق الثروة السيادية كان يتطلع لشراء حصة تتراوح بين ثلاثة وخمسة بالمئة في رويال داتش شل.
وإذا اشترت قطر بالفعل خمسة بالمئة فستتفوق على بلاك روك التي هي حاليا أكبر مستثمر في شل بحصتها البالغة 4.97 بالمئة وفقا لبيانات رويترز.
لكن قواعد سوق الأسهم البريطانية تلزم أي طرف بالإفصاح عن أي حيازة أكبر من ثلاثة بالمئة في أي شركة مدرجة ولذلك فإن عدم صدور بيان من قطر يشير إلى أن الحصة أقل من هذه النسبة.
وأصبحت قطر دولة غنية بفضل إمدادات الغاز الضخمة وهو ما مكنها من إنشاء صندوق ثروة سيادية يقوم بشراء أصول من بينها حصص في شركات مدرجة في البورصة في أنحاء العالم.
وقالت المتحدثة باسم شل في بيان ارسل بالبريد الالكتروني "يسعدنا ان نرحب بجهاز قطر للاستثمار كمساهم طويل الأجل ورئيسي في شل خاصة بسبب علاقاتنا الاستراتيجية الممتازة مع دولة قطر."
وتدير شل مشروعات للغاز الطبيعي بمليارات الدولارات في قطر.
وقال محللان إن الصندوق القطري قد يكون مهتما بشراء حصة تبلغ 3.4 بالمئة في ايني قد تبيعها شركة التمويل (سي.دي.بي) التي تسيطر عليها الدولة لتسهم في تمويل استحواذها على حصة في شركة نقل الغاز (سنام) من إيني.
وعقد رئيس الوزراء ماريو مونتي اجتماعا مع أمير قطر في روما في ابريل نيسان، وأبلغ مونتي الصحفيين في نهاية الاجتماع أن مؤسسات قطرية أبدت اهتماما باستثمارات طويلة الأجل في ايطاليا.
وفي ايطاليا يتعين على المستثمرين إخطار الهيئة المنظمة للسوق حين يشترون حصصا تفوق اثنين بالمئة في أي شركة مدرجة.
وقال مسؤول تنفيذي كبير في الصندوق القطري في ابريل إن الأزمة المالية قيدت الاستثمار في السلع الأولية وإنه يتوقع ظهور فجوة بين العرض والطلب بحلول عام 2016 أو 2017.
وقال حسين العبد الله عضو مجلس الإدارة التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار للصحفيين "نحب الاستثمار في السلع الأولية، منذ عام 2002 يواصل اتجاه أسعار السلع الأولية صعوده".
وقالت قطر القابضة ذراع الاستثمار لصندوق الثروة السيادية الشهر الماضي إنها زادت حصتها في مجموعة توتال الفرنسية للنفط إلى ثلاثة بالمئة ولم تحسم بعد قرارها بشأن شراء المزيد من الأسهم.
ووقعت قطر اتفاقا في ابريل لاستثمار 250 مليون دولار بالتعاون مع ذراع بنك باركليز للاستثمار المباشر في الموارد الطبيعية.
وكان جهاز قطر للاستثمار أنشط صناديق الثروة السيادية في المنطقة في السنوات القليلة الماضية حيث استخدم الأرباح المحققة من الغاز الطبيعي للاستثمار في أصول شملت شركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات الرياضية وبنك باركليز البريطاني وغيرهما.
وقام الصندوق أيضا في الفترة الأخيرة بشراء أسهم في شركة اكستراتا للتعدين المدرجة في بورصة لندن بوتيرة هادئة. وتبلغ حيازته الحالية في اكستراتا التي تخطط للاندماج مع شركة جلينكور لتجارة السلع الأولية نحو 7.2 بالمئة.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة أن صندوق الثروة السيادية القطري يعتزم رفع حصته في اكستراتا إلى عشرة بالمئة على الأقل في إطار استراتيجية للاستثمار في جلينكور مما يشير إلى أن قطر قد تقدم دعما حاسما لاتفاق الاندماج بين الطرفين الذي تبلغ قيمته 90 مليار دولار.