أكد رئيس اتحاد الرشاد الدكتور محمد موسى العامري -على أهمية الحوار في اليمن وقال إن هناك عقبات داخلية وخارجية في طريقه، وأهمها الدعوات الانفصالية في المحافظات الجنوبية والصراع والتمرد الحوثي بين القوى الموقعة على المبادرة.. وقال إن أهم ما يهدد الحوار هو الوصاية الخارجية وأن الأحزاب لم تأخذ حجمها في التمثيل. ودعا الرئيس إلى أن يخصص حصصه للعلماء، وأكد أنه لكي ينجح الحوار يجب أن يكون يمنياً وأن هناك فئات لا تمثل الشعب ومع ذلك دخلت في الحوار..
جاء ذلك في برنامج "حوار خاص" على قناة "طيبة" الفضائية، مساء الثلاثاء الماضي، حول "الحوار الوطني اليمني" ينشر نشوان نيوز مقتطفاتها وتسجيل فيديو منها.. حيث تكلم الشيخ الدكتور محمد موسى العامري -رئيس اتحاد الرشاد اليمني ونائب رئيس هيئة علماء اليمن وعضو اللجنة الفنية للحوار الوطني- عن الحوار الوطني، مبتدئاً كلامه عن أهمية الحوار، وعن أن الثورة دخلت فيها أطراف سياسية مختلفة (السلطة والمعارضة) نتجت عنها المبادرة الخليجية بإشراف الأمم المتحدة ودول الخليج ليخرجوا بمشروع الحوار الوطني الذي من أهدافه:
- إخراج اليمن من مخاطر الفوضى والفتنة.
- تشكيل هوية جديدة للدولة اليمنية تكون محل توافق لكافة الأطياف السياسية.
موضحاً أن الحوار تجري فيه الأحكام الخمسة؛ فهو واجب إذا كانت مقاصده حسنة ويحقق المصالح، وهو محرم إذا كانت مخرجاته مخالفة لهوية ومصالح الأمة وللشريعة الإسلامية، وهو مكروه أو مباح أو مندوب بحسب الغاية المتوخاة منه. والحوار الوطني مرهون بوجود الحكمة ليكون ناجحاً ولو التزم معايير النجاح فسيكون محل وجوب.
وعن مكان الحوار يقول "العامري" مقر الحوار في العاصمة صنعاء، وهناك جلسات في عدن، وجلسات قليلة ستكون خارج اليمن.
وعن أبرز قضايا الحوار، يذكر "العامري" أنها: القضية الجنوبية، قضية صعدة والحوثيين، بناء الدولة وشكلها، صياغة الدستور، التنمية الشاملة، قضية المرأة وقضايا اجتماعية أخرى، وغيرها من القضايا.
وعن أعمال اللجنة الفنية للحوار، يقول "العامري": اللجنة أنهت أعمالها منذ شهر تقريباً ورفعت تقريرها لرئيس الجمهورية، وأعدت اللائحة المنظمة لسير الحوار،وكل شيء انتهينا منه ولم يبق إلا اللمسات الأخيرة التي ستنجز الأسبوع المقبل إن شاء الله.
كما تطرق "العامري" إلى التحديات والعراقيل والعقبات التي تواجه الحوار، مبيناً أن هناك عقبات داخلية وخارجية، وأن العقبات الداخلية تتمثل في:
- الصراع السياسي الحاد بين الأطراف الذين وقعوا المبادرة الخليجية المتمثل في "المؤتمر وحلفائه" و"المشترك وشركائه".
- دعوات بعض قوى الحراك الجنوبي للانفصال وفك الارتباط، وهذا سيؤثر في النسيج العام وترسيخ دعائم الوحدة.
- الفرق التي لها نزعات طائفية.
- الوضع الاقتصادي المتدهور والذي يزيد يوماً بعد يوم.
- الفوضى وغياب الأمن.
وعن التحديات والعقبات الخارجية، يبين "العامري" أنها تتمثل في:
- الوصاية الدولية، وهذه لها تأثيرها في الحوار وتشكيل الحكومة وهيكلة الجيش، والمجتمع الدولي يراعي مصالحه أولاً.
- التدخل الإيراني، وهو يضر المصلحة العليا للبلاد من حيث إدخال اليمن في صراع طائفي، واليمنيون يتعايشون منذ مئات السنين سنة وشيعة، وإيران حريصة على بقاء المذهب الاثني عشري الذي سيكون له تأثير كبير على اليمن.
وفيما يخص القضية الجنوبية، يقول "العامري": يجب رفع المظالم عن أبناء الجنوب وإعادة الحقوق إلى أهلها، ولا يجب أن تكون هذه حجة للدعوة إلى الانفصال، وما حصل في السودان لا ينسحب على اليمن فالسودان جنوباً وشمالاً يختلف دينها ولغتها بينما اليمن دينها واحد ولغتها واحدة.وإذا أقيم العدل وأقيمت الشريعة فسيجد الناس حلاً لأزمتهم.
وعن الضمانات التي ستقنع الجنوبيين بعدم الانفصال وكذا الشماليين، يذكر "العامري" أن أكبر الضمانات: أن تكون هناك دولة تراعي المجتمع اليمني بأسره، وحل مشاكل الاستئثار بالسلطة. فالشماليون يريدون أن يطمئنوا من بقاء الوحدة، والجنوبيون يريدون حقوقهم.
ومن أبرز الضمانات الحوار حيث رأت اللجنة مساواة الجنوبيين مع الشماليين في العدد رغم أن عدد الشماليين 18 مليوناً بينما الجنوبيون 4 ملايين فقط.
وفي مداخلة لمقدم البرنامج نصح فيه اليمنيين بعد الاستعجال في قضية الانفصال، موضحاً أن اليمن يختلف عن السودان الذي عانا من الانفصال الذي لم يكن قراراً صائباً، متمنياً أن يسأل اليمنيون السودانيين عن إيجابيات وسلبيات الانفصال قبل أن يقدموا على أي خطوة.
وفيما يخص صعدة والحوثيين، بين "العامري" أنها قضية تدخل فيها أطراف خارجية وجعلت منها مشكلة كبيرة، ومن حق الحوثي أن يعيش كغيره من اليمنيين، لكن المشكلة ليست فيما يحمله من أفكار بغض النظر عنها، لكن المشكلة أن تتحول جماعته إلى جماعات مسلحة وميليشيات تنشر مذهبه بقوة السلاح؛ حيث لها معسكرات في صعدة وتقيم المحاكم وتجمع الزكوات وتمارس صلاحيات السلطة المحلية. وهذا سيؤدي إلى مشاكل كبيرة، ولو طرح الحوثي رأيه للناس فالناس يميزون، ولا يلجأ إلى فرض المذهب بالقوة إلا عاجز. وعليه أن يتخلى عن السلاح قبل الدخول في الحوار.
وعن دور العلماء في الحوار الوطني، يقول "العامري": للأسف علماء اليمن أقصوا من الحوار الوطني ولم يعطوا حقهم الذي يتناسب مع مكانتهم في المجتمع اليمني، فالعلماء يجب الاحتكام لرأيهم وفق المفهوم الإسلامي في قضايا مثل المرأة والحقوق والحريات والدولة المدنية، فهناك مصفوفة من القضايا يجب أن يكون مرجعها الكتاب والسنة.
وأنا أتمنى أن ما تبقى من حصص الرئيس في الحوار أن تكون للعلماء ولشيوخ القبائل المعروفين بالحكمة.
ويرى "العامري" أن عوامل نجاح الحوار تكمن في:
- أن تكون مرجعية الحوار الكتاب والسنة فنحن شعب مسلم.
- أن يمثل فيه أهل الحكمة وعلى رأسهم علماء اليمن.
وعن الأسباب التي قد تؤدي إلى فشل الحوار يوضح "العامري" أن الأحزاب لم تأخذ حجمها، وأن الوصاية الخارجية لها تأثير على الحوار ولكي ينجح يجب أن يكون يمنياً ما لم فإنه سيفشل، موضحاً أن هناك فئات لا تمثل الشعب ومع ذلك دخلت في الحوار، متخوفاً من فشل الحوار إذا لم يتدارك ذلك.
وفي رسالة أخيرة وجهها "العامري" عبر البرنامج قال فيها:
أذكر أخوتي أهل اليمن أن لا يتساهلوا في الوسام الذي وسمنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان" ومن الإيمان الاحتكام لشريعة الله، ومن الحكمة أن لا يغيب أهل الحكمة عن الحوار، وإذا تمسكنا بذلك فستصل السفينة إلى بر الأمان.