وذكرت الصحيفة أن المرحلة القادمة من حرب الطائرات بدون طيار ستركز على التجسس لا القتل، حيث يقوم البنتاغون بمد شبكات مراقبة قوية إلى مناطقَ أبعدَ من بؤر الصراعات التقليدية لمراقبة الجماعات المسلحة ومهربي المخدرات والقراصنة.
وعلى مدى العقد الماضي استخدمت وزارة الدفاع الأميركية أكثرَ من 400 طائرة بدون طيار مختلفة الأنواع أحدثت ثورة في عمليات مكافحة الإرهاب، حسب الصحيفة.
وتوقع الصحفي المتخصص في شؤون حرب الطائرات بدون طيار كيفن غوستولا أن يكون مستقبل استخدام أميركا لهذا النوع من الطائرات من دون حدود.
وأشار غوستولا في حديثه للجزيرة نت إلى أن أميركا ادّعت السلطة لتحويل العالم إلى ساحة حرب، وهذا يعني أن الكثير من البلدان ستطالها حرب الطائرات بدون طيار بغض النظر عما إذا كان سكان تلك البلدان يوافقون على استخدام هذه الطائرات من عدمه.
وأكد أن هذه الطائرات ستستخدم أكثر في تلك البلدان التي لديها تحالفات مع الجيش ووكالات الاستخبارات الأميركية.
انتقاد
وانتقد غوستولا ما عدها معارضة خافتة لحرب الطائرات بدون طيار في اليمن وباكستان والصومال أو أي بلد آخر مقارنة بحجم التكلفة البشرية الحقيقية لهذه الحرب، مضيفا أن النقاش حتى في وسائل الإعلام الأميركية ضعيف بشأن استهداف وقتل العديد من "الإرهابيين" المشتبهين بواسطة هذه الطائرات بينما الولايات المتحدة تستطيع إلقاء القبض عليهم.
ويعتقد غوستولا أن عدم التركيز على الخسائر البشرية في استخدام هذا النوع من الطائرات أدى لتضليل الرأي العام الأميركي، فبات الاعتقاد السائد هو فاعلية هذه الطائرات بمحاربة الإرهاب، وهو ما قد يشير لتواصل عملياتها في المدى المنظور دون عوائق.
وبشأن المخاطر المدنية التي سيخلفها توسع استخدام الطائرات بدون طيار، يرى غوستولا أنه إذا استمرت الحكومة الأميركية في استخدام هذه الطائرات على مستوى عالمي فإنه سيجعل حكومات أخرى تقرر أن تفعل نفس الشيء مما سيقلل من قيمة القوانين الدولية إلى أن تصبح الانتهاكات لحقوق الإنسان شيئا اعتياديا.
ومن هذه المخاطر -حسب غوستولا- خلق المزيد من الصراع في تلك البلدان المستخدمة فيها طائرات بدون طيار بحيث إنها تعمق من مشكلة الإرهاب ولا تخلصها منه. مضيفا أن الطائرات بدون طيار تؤدي إلى تطرف الناس أكثر وتجعل الكثير منهم يعادون أميركا، وبذلك فإن واشنطن لم تساعد العالم لأن يصبح أكثر أمانا كما تدعي.
ولفت إلى أن هذه الحرب تساعد إدارة الرئيس أوباما في الادعاء بأن الحرب على الإرهاب تجري بشكل فعال وأنه يجري قتل الأهداف المحددة بواسطة الطائرات من دون طيار بينما هي في الحقيقة تساعد مقاولي الدفاع على تحقيق المزيد من الأرباح جراء ابتكار هذا النوع من التكنولوجيا.
مواصلة الاستخدام
أما الصحفي المختص بشؤون التكنولوجيا في وكالة (يو إس نيوز آند وورلد ريبورت) جايسون كوبلر فيعتقد أن الولايات المتحدة ستواصل استخدامها للطائرات من دون طيار سلاحا وأداة للتجسس على حد سواء.
وأوضح كوبلر في حديثه للجزيرة نت أن الرئيس أوباما لم يعط أي مؤشرات على أنه سيوقف استخدام هذا النوع من الطائرات خارج أميركا.
وأكد أن هناك مساعي لتوسيع عمليات استخدام الطائرات بدون طيار في عدة بلدان وحتى داخل أميركا، وأنه كلما بدأ القطاع الخاص الأميركي ووكالات الشرطة استخدام هذه الطائرات كلما تدفق المال أكثر لشركات التصنيع.
لكن كوبلر يتوقع أن يؤجل اتساع نطاق استخدام الطائرات من دون طيار بشكل لافت إلى ما بعد 2015 بينما يرى أن استخدامها سيكون بشكل اعتيادي مع نهاية العقد الجاري.
وأشار إلى الاستخدام المحلي للطائرات من دون طيار في أميركا وما له من مخاطر كبيرة من ناحية اختراق الخصوصية، لافتا إلى أن تفجيرات بوسطن أظهرت أن هناك الكثير من صناع القرار الأميركي على استعداد للنظر في استخدام هذه الطائرات المسلحة حتى داخل أميركا في ظروف معينة.
كما توقع كوبلر أن يزداد استخدام الطائرات بدون طيار تدريجيا على مستوى العالم حتى تصبح جزءا من حياة الناس ويصبح النظر لهذا الأمر على أنه طبيعي مثلما كان الحال مع الهواتف المحمولة.