رفض المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، جميع الوساطات التي تقدمت بها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، حول الشأن السوري في ظل حديث عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بعد استخدامه الكيماوي في الغوطة بدمشق.
وزعمت مصادر إسرائيلية فشل كافة الوساطات لإقناع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العدول عن موقفها المؤيد لنظام حليفها بشار الأسد، حيث حذر المرشد الإيراني خلال لقائه بسلطان قابوس من أن "النار ستطال الجميع في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى مضاعفات احتمال تعرض سوريا لهجوم أميركي.
وذكر موقع "تابناك" الإيراني اليوم، نقلاً عن "دبكا فايل" الإسرائيلي القريب من الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية، أن مساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوصل إلى توافق مع طهران بخصوص سوريا تفادياً للضربة العسكرية باءت بالفشل، مما جعل القوى الكبرى في حالة تأهب قصوى في الشرق الأوسط.
وذكرت "دبكا فايل" أن الدبلوماسي الأميركي السابق، جفري فلتمان، مساعد أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، زار طهران يوم الاثنين والتقى بوزير الخارجية محمد جواد ظريف في إشارة إلى قيامه بنقل وجهة النظر الأميركية الرامية لتغيير موقف طهران من الأزمة السورية على ضوء التطورات الأخيرة.
وترى "دبكا فايل" أن الوسيط الآخر كان السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي كان هو الآخر في زيارة لطهران بدأت يوم الأحد وانتهت اليوم الثلاثاء، التقى خلالها بالمرشد الأعلى علي خامنئي، فضلاً عن الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلا أنه لم يتمكن من حمل إيران على قبول صيغة توافقية بشأن سوريا.
فجاء رد المرشد الأعلى على هذه المحاولة العمانية بالتأكيد على "النار التي ستطال الشرق الأوسط بأكمله" خلال استقباله لسلطان قابوس بن سعيد على حد تعبير "دبكا فايل".
وبعد فشل المحاولتين، أعلن الجيش الأميركي حالة التأهب القصوى في قواعده العسكرية في البحر الأبيض المتوسط والخليج من جهة، واستنفرت كل من إيران وروسيا وسوريا قواتها العسكرية من جهة أخرى.
الوساطة العُمانية
وفي مقابلة مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إيرنا"، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد ظريف، اليوم، رداً على سؤال حول قيام سلطان قابوس بن سعيد بالتوسط بين الإيرانيين والأميركيين، قال "دور الوسيط لا يليق بشخصية بمستوى سلطان قابوس".
وأضاف: "نظراً للقطيعة بين إيران وأميركا، فعندما يقوم أي من أصدقائنا بزيارة إلى إيران يطرح عادة قراءته لمواقف المسؤولين الأميركيين ووجهات نظرهم، وفي المقابل، ينقل بطبيعة الحال وجهات نظر كبار المسؤولين الإيرانيين إليهم أيضاً".
وفي معرض إشارته إلى المباحثات بين المسؤولين العُمانيين والإيرانيين قال وزير الخارجية الإيراني: "كما جرت العادة نقل جلالته إلينا انطباعاته حول المباحثات التي كان قد أجراها مع الأميركيين ويحمل معه وجهات نظر كبار المسؤولين الإيرانيين بغية نقلها".