تتجه الأجواء الخليجية، مساء اليوم الخميس، إلى حلّ ينهي الأزمة الدبلوماسية بين دول "البيت الخليجي"، تحديداً بين السعودية وقطر، لتُطوى مبدئياً صفحة سحب سفراء كل من السعودية والامارات والبحرين من الدوحة، المندلعة منذ مطلع شهر مارس/آذار الماضي.
فقد أكّدت مصادر "العربي الجديد"، انعقاد المجلس الوزاري الخليجي بشكل استثنائي، مساء اليوم الخميس، في القاعدة الجوية في العاصمة السعودية الرياض، على أن يصدر بيان مشترك، يعلن عن "عودة الأمور إلى طبيعتها"، بين السعودية وقطر، و"الاتفاق على آليات تطبيق التفاهمات على قاعدة عدم تدخل دول الخليج في شؤون بعضها البعض". ويأتي هذا الاتفاق ثمرة أسبوعين من الاتصالات الثنائية المكثفة على مستوى رفيع بين الرياض والدوحة، مع إبقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في صورة هذه الاتصالات بشكل مستمر طيلة هذه الفترة.
ويعقد وزراء الخارجية في مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً مغلقاً لا تحضره وسائل الإعلام، يجري خلاله بحث المصالحة الخليجية، وتمهيد الأجواء للقمة الخليجية المقبلة. يذكر ان جهود الوساطة داخل مجلس التعاون تسارعت في الآونة الأخيرة، استباقاً لعقد القمة الخليجية التشاورية، التي أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، انعقادها في الرياض، الشهر المقبل.
وسادت أجواء من التفاؤل في الخليج، بعد تصريحات مسؤولين في الكويت وعمان - وهما الدولتان اللتان بقيتا خارج تداعيات الأزمة - التي أكدت قرب انتهاء الخلاف الخليجي ووجود جو إيجابي لحله.
ويعدّ اجتماع اليوم، الأول لوزراء خارجية المجلس، منذ القرار الثلاثي لكل من السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من قطر، الشهر الماضي.
وكانت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) نقلت، أمس الأربعاء، تصريحات لوكيل وزارة الخارجية الكويتي، خالد سليمان الجار الله، أكد فيها إلى أن الخلاف "الخليجي الخليجي" في طريقه للزوال. وأضاف الجار الله، في مؤتمر صحفي عقده في الرياض عقب الاجتماع الحادي عشر للجنة الوزارية المعنية بمتابعة تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، أن "الأمور تتجه بإيجابية نحو طي صفحة هذا الخلاف الذي لم يؤثر إطلاقاً على المجلس واجتماعاته".
وجاءت تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، لتدعم توجه المصالحة مع قطر، اذ قال، عبر حسابه الخاص على "تويتر"، إنه "في ترميمنا لعلاقاتنا الخليجية المشتركة، يبرز مبدأ عدم التدخل ركناً أساسياً، ومنه عدم التعرض لبعضنا البعض إعلامياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة".
وأضاف قرقاش أن "التجربة تعلمنا ضرورة تحصين البيت الخليجي من الخلافات العربية، وعلاقاتنا تحتاج إعادة بناء الثقة والعودة إلى المخزون التاريخي الذي حفظه". هذه التصريحات، تؤكد ما سبق وأشار إليه صحافيون، عن ميل كل من السعودية وقطر إلى تجنب الهجوم على بعضهما البعض في صحافتهما خلال هذه الأزمة.