arpo27

صالح في حوار: الرئيس هادي متفاهم مع الحوثيين ولست مهتماً بالعقوبات ‏‏(النص)‏

أجرت مؤسسة الإعلام الروسية حواراً هاماً مع الرئيس السابق في اليمن علي عبدالله صالح، ‏تحدث فيها حول مختلف التطورات، وعلى رأسها الاتهامات لحزبه بالتعاون مع الحوثيين، ‏وموقفه من العقوبات الدولية. ‏

وأوضح صالح في الحوار الذي يعيد نشوان نيوز نشره، إن المؤتمر لم يواجه الحوثيين ‏كحزب لأن الدولة نفسها لم تتحرك، مؤكداً أنه غض الطرف :عندما رأينا الدولة وكأنها موافقة ‏على ما يحدث"، وأشار إلى أن الرئيس هادي على تفاهم مع الحوثيين، كما تحدث عن ‏العقوبات وقال إنه لا يريد السفر، وإن لا أموال له سيتم تجميدها،.‏

إلى النص: ‏
أجرى الحوار: مدير المكتب الإقليمي لمؤسسة الإعلام الروسية (روسيا سيغودنيا) بالقاهرة - ‏رفائيل دامينوف.‏

‏* سيدي الرئيس..أنا أمثل مؤسسة (روسيا سيغودنيا) للإعلام التي تضم وكالة الأنباء الروسية ‏وقناة روسيا اليوم، وإذاعة صوت روسيا، وتشكل جميعها مصدر الإعلام الخارجي الروسي.‏
وشكراً لكم سيدي الرئيس على استقبالنا، اليوم، وإجراء اللقاء الصحفي معكم. والسؤال الأول ‏هو:‏
يشير الكثير بأنه رغم مرور ثلاثة أعوام منذ أن وقعتم اتفاقية الرياض (المبادرة الخليجية ‏وآليتها التنفيذية) وخرجتم من السلطة، لا زلتم أبرز الفاعلين في السياسة اليمنية، وتحظون ‏بتأييد ودعم شعبي كبير .. فما هو السر في هذا؟! ولماذا الشعب لا زال يؤيدكم حتى اليوم..؟
‏- أنا أعتز بثقة أبناء الشعب وتأييدهم، فلقد سلمت السلطة كاملة عام 2011، بطريقة سلمية ‏وديمقراطية ودعوت الشعب لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد، تجنباً لإراقة أي دم ‏يمني، وربما أن هذا رد فعل من الشارع اليمني، أن علي عبدالله صالح لم يُدخل البلاد في ‏حرب ولم يتمترس على كرسي السلطة، لأنه إذا تمترس، فستكون الكارثة وتكون هناك إراقة ‏دماء، وتقريباً هذا سبب تقدير الشعب.‏

‏* هذا التقدير من الشعب كبير وملموس، ويبدو أن الشعب يريد رجوعك إلى السلطة..‏
‏- لن أقبل العودة إلى السلطة على الإطلاق؛ لأني أديت واجبي 33 عاماً. الآن أنا مرتاح في ‏سكني. أستقبل زواري.. وأستقبل أصدقائي وأستقبل أعضاء المؤتمر الشعبي العام، لا أتدخل ‏في الشأن الحكومي، ولا أتدخل في إدارة الدولة، لأني مواطن.‏

‏* ومع ذلك تؤثر كثيراً في البلد..‏
‏- أنا أكنّ لكل أبناء الشعب كل التقدير والاحترام، الذين كانوا عوناً لي وسنداً قوياً، وحاولت ‏بتعاونهم أن أقدم لهم ما استطعت عندما كنت في السلطة التي تركتها طواعية وبإرادتي حرصاً ‏على سلامة بلدي وشعبي، وليس بيننا وبين الشعب عداء، كما أنه ليس بيننا وبين أي قوى ‏سياسية خصومة ولا دم، سلّمنا السلطة سلمياً، وأنا الآن أمارس حياتي الطبيعية السلمية.‏

‏* هناك الكثير من المطالبات من المؤيدين لك وهم كثر، كما لمست بشكل تلقائي من خلال ‏مقابلاتي لكثير من الناس، وهم يقولون كنا نعيش باطمئنان وأمان أيام ما كان علي عبدالله ‏صالح يحكم، والآن تغيرت الأمور إلى الأسوأ، ويقولون بأن ابنكم أحمد يمكن أن يكون رئيساً ‏للبلد..‏
‏- في هذا الظرف لا..،لأنه ظرف صعب، والبلد متشظي ومنهار، واقتصاده غير سليم، ‏والأمن غير سليم، ولهذا لا أعتقد أنه سيقبل أن يكون في هذا الموقع.‏

‏ * اليمن خلال السنوات الأخيرة تعاني من تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية، ما سبب ‏هذا، هل هناك أي جهة لا تريد الاستقرار لليمن؟ والبعض يتهمون أطرافاً خارجية فيما يجري، ‏وأمريكا بالتحديد التي لا تريد الاستقرار لليمن؟
‏ - ما يجري هو نتيجة لسوء الإدارة، فلو كانت هناك إدارة سليمة، فلن يحدث أي تدهور ‏اقتصادي ولا تدهور أمني.. ولا اجتماعي.‏

‏ * هناك اتهامات لكم بتعاونكم مع الحوثي لإسقاط صنعاء وقبلها عمران..؟
‏- هناك فهم مغلوط لدى الجيران في المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تؤثر بالطبع على ‏بقية دول الخليج وعلى أمريكا وبريطانيا وآخرين، بحكم موقعها وثروتها، ولدى السعودية شبه ‏قناعة بأن دخول الحوثيين إلى عمران وإلى صنعاء تم بمباركتنا أو بدعمنا. نحن لم ندعم ولم ‏نقف ضدهم، نحن عندما كنا في السلطة خاضت الدولة مع الحوثي ست حروب عندما خرج ‏على القانون، وواجهته الدولة بالقوة، ولكن بعدما خرجنا من السلطة ليس بيننا وبين الحوثي أي ‏خلاف وليس باستطاعتنا أن نواجهه بالقوة .. لماذا..؟ لأنه لا يوجد لدينا قوة عسكرية أولاً، ثم ‏إذا كانت الدولة نفسها التي تملك الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ والكاتيوشا وو الخ ‏‏... والمال والسلطة وأجهزة الأمن والشرطة والاستخبارات لم تواجهه، فكيف لنا أن نواجهه. ‏هذه شكاوى السلطة الموجودة برئاسة هادي الذي يشكو للآخرين بأن علي عبدالله صالح دعم ‏الحوثيين، الرئيس هادي بنفسه هو متفاهم مع الحوثيين من أجل إسقاط الإخوان المسلمين ‏وأولاد الأحمر وعلي محسن في منطقة عمران، حتى وصل بهم الأمر أنهم دخلوا صنعاء، ‏وهادي يقول هو علي عبدالله صالح الذي أدخلهم صنعاء، والأخوة في المملكة للأسف الشديد ‏صدقوا هذه المقولة وعكسوها للأمريكان وعلى دول مجلس التعاون، نحن صراحة لا نتدخل ‏في هذا الأمر ولا نواجه الحوثي.. لماذا..؟
لأنه كما قلت إذا كانت الدولة نفسها لم تواجه الحوثي، كيف نحن كحزب نواجه الحوثي. هذه ‏نظرية خاطئة، والأصدقاء في أمريكا فاهمون هذا جيداً، لكنهم يعملون من مراعاة مصالحهم، ‏فنحن لسنا ضد الحوثي ولم نتعاون مع الحوثي على الإطلاق. وإذا كانوا يريدون من المؤتمر ‏الشعبي العام أن يواجه الحوثي بدلاً عن الدولة، فهذا يعني إدخال البلاد في حرب أهلية، والكلام ‏يجب أن يكون بالمنطق وبالعقل، نحن نشرح لهم وهم غير مستعدين أن يسمعوا أو أن ‏يستوعبوا طرحنا. أؤكد أننا لم نساعد الحوثي على الإطلاق، لكننا في الحقيقة غضينا الطرف ‏عندما رأينا الدولة وكأنها موافقة على ما يحدث.‏

‏* لكن بالنسبة لرد الفعل على الحكومة جاء موقفكم مطابقاً لموقف الحوثي، وبأنكم معاً لا ‏تريدون هذه التشكيلة للحكومة..‏
‏- نحن وقعنا على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وتم البدء بالإجراءات على ضوء ما ‏تضمنه الاتفاق، وعلى ضوء ذلك جاء من نصيب المؤتمر الشعبي العام 9 حقائب وزارية، ‏فخالفوا الاتفاق. ومع ذلك شكلوا الحكومة بدون أن يشاورونا أو يلتزموا بالمعايير التي حددها ‏الاتفاق،وخصصوا للمؤتمر ثلاث حقائب، ومع ذلك رفضها المؤتمر بقرار اللجنة الدائمة، ‏وواحد من الوزراء المعينين رفض أن يدخل الحكومة،واثنان دخلا والمؤتمر فصلهم من ‏عضويته، لأن أي شخص يخالف قرارات المؤتمر يعتبر مفصولاً من المؤتمر ولا يمثل ‏المؤتمر وإنما يمثل نفسه.‏

‏* وهل الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي خالف المؤتمر، ولذلك فصل من المؤتمر؟
‏- لم يفصل أبداً.. وإنما تم اختيار أمين عام متفرغ .. ونائبين لرئيس المؤتمر متفرغين بدلاً ‏عنه، لأنه مشغول بأمور الدولة، ومع ذلك لا زال الذين تم انتخاب بدلاً عنهم أعضاء فاعلين في ‏المؤتمر وقياديين في اللجنة العامة(المكتب السياسي) للمؤتمر الشعبي العام.‏

‏* لكن عبدربه منصور بهذا الإجراء فقد وزنه السياسي، وهذا ما يقوله المحللون السياسيون، ‏بأنه لم يعد حزب المؤتمر معه كما كان..؟
‏- هو طلع بالحزب، والحزب هو الذي اختار بدلاً عنه أميناً عاماً ونائباً أول لرئيس المؤتمر ‏متفرغين .‏

‏* ما هو السر في التقدم السريع للحوثيين ودخولهم إلى صنعاء والمحافظات الأخرى؟
‏- صحيح أنهم تحركوا بسرعة ولم يكونوا هم أنفسهم متوقعين أنهم يدخلوا بهذه السهولة، ‏لكن ذلك في تقديرنا تم بسبب الانهيار الذي جاء نتيجة هيكلة الجيش والأمن وإبعاد الكوادر ‏والقيادات الفاعلة، مما جعل الحوثيين يدخلون بسلام.‏

‏* وهم يسمون أنفسهم الثوار ويقولون كما يقولون في مصر أن تحركهم هو استكمال ‏للثورة..‏
‏- من حقهم أن يقولوا عن أنفسهم ما يريدون .‏

‏* ويقولون أيضاً عن أنفسهم حركة ثورية شعبية..؟
‏- هو حر أن يسمي نفسه كما يريد ليست هناك مشكلة، لكن ما يجب أن يكون معروفاً بأن ‏النظام هو الذي أنهار، لأنه معتمد على الخارج ومعتمد على السفيرة البريطانية والسفير ‏الأمريكي.‏

‏* من الناحية السياسية، تقدم الحوثيين هنا كحركة شيعية معناه تغيير في موازين القوى في ‏الجزيرة العربية وفي العالم العربي.. كيف ترى ذلك..؟
‏- الحوثيون موجودون من السابق، وهم جزء من النسيج الاجتماعي للشعب اليمني .‏

‏* هم تقدموا في كل البلاد، واليمن بلد سني.. وهم كانوا في الشمال في صعده بالتحديد..‏
‏- صحيح كانوا في الشمال .‏

‏* يقال إنهم سيكونون تعبيراً عن النفوذ الإيراني في اليمن، كما هو في البحرين وغيرها.‏
‏- أولاً يجب أن تدرسوا وتحللوا كصحفيين وكباحثين خلفية الحوثيين.. وأسباب ظهورهم ‏أخيراً كقوة فاعلة في الساحة اليمنية، وأين يكمن الخلل..؟ فالخلل يكمن في ضعف إدارة شئون ‏البلاد، مما أدى إلى تقدم الحوثيين وبسط نفوذهم في كل مؤسسات الدولة.‏

‏ * هل يعني أنه ليس هناك أي تأثير مباشر لإيران؟
‏- هذه ذرائع.. الحوثيون يمنيون وجزء من النسيج الاجتماعي للشعب.‏

‏* بالأمس أمريكا انضمت وفرضت عليكم عقوبات بعد أن فرض مجلس الأمن عقوبات ‏عليكم ما هو رد فعلكم..؟
‏- العقوبات السابقة والعقوبات الجديدة التي اتخذتها أمريكا لا تمثل بالنسبة لنا مشكلة، ولكن ‏السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه العقوبات وليست لديهم أي أدلة .. ولا عندهم وثائق، ولا ‏عندهم شيء، فإذا كان لديهم أدلة ووثائق فليقدموها.‏

‏* هل أنت شخصياً تعاني من هذه العقوبات.. وخاصة ما يتعلق بالأرصدة..؟
‏- أنا غير مهتم بها، وبالنسبة لما يتوهمون من وجود أرصدة لي، فقد سبق أن أعلنت أنه لا ‏توجد لدي أرصدة، أما بالنسبة لعدم السفر، فهذا أحسن قرار اتخذوه، لأنهم كانوا يلحون عليّ ‏بضرورة السفر ومغادرة البلاد، الأن هذا أحسن قرار.‏

‏* كيف ترى دور روسيا حالياً في كثير من المواقف؟
‏- الأمل في روسيا أنها تحقق توازناً في ميزان القوى العالمي، ونحن نحترم سياسة روسيا ‏بقيادة الرئيس بوتين، ونأمل أن تحقق روسيا التوازن المطلوب بحيث لا يبقى هناك قطب واحد ‏يتحكم في العالم، ونحن متفائلون أن يتحقق ذلك التوازن، ونحن في اليمن ندعم ونقف إلى ‏جانب روسيا، ونتطلع إلى دور فعال لروسيا أكثر مما هو الآن.‏

‏ * روسيا تمر بظرف صعب جداً.. بسبب أزمة أوكرانيا..‏
‏- صحيح هناك صعوبات، والأزمة الأوكرانية ليست بتلك الحدة الكبيرة، وروسيا لديها ‏القدرة على معالجة هذه الأزمة.‏

‏* ما هي المصالح الأمريكية في اليمن..؟
‏- مصالحهم هي في المنطقة، ولهذا هم يجاملون أمريكا، وأمريكا تجامل الآخرين من أجل ‏مصالحها .‏

‏* هل يمكن أن نقول أن الربيع العربي حقق نتائجه.. وكيف ترى أنت هذه النتائج..؟
‏- ما سمي بالربيع العربي انتهى وتبخر، لأنه لم يكن يحمل شيئاً جديداً، أكثر مما عمل على ‏تفكيك الشعوب، وإشاعة الفوضى وتخريب البلدان وزعزعة أمنها، وإثارة الفتن والصراعات ‏بين أبناء الشعب الواحد، ونؤكد أنه لم يأت بشيء جديد، الناس يطلبون لقمة العيش، ويتطلعون ‏إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وينشدون الأمن والأمان، وتوفر الخدمات ‏الضرورية للحياة، بينما الربيع العربي تسبب في الاختلالات الأمنية، وفي تدمير اقتصاد ‏الشعوب وتدمير البنى التحتية، وفي القتل والخراب وكل أنواع المآسي، ولكم أن تنظروا إلى ‏ما آلت إليه الأوضاع في سوريا .. وفي ليبيا وحتى في اليمن.‏

‏* هل جاءت أحداث الربيع العربي في إطار تنفيذ خطة الشرق الأوسط الكبير أم جاء الربيع ‏من تحركات الشعوب العربية نفسها؟
‏- ما سمي بالربيع العربي خطة أمريكية إسرائيلية ليس للشعوب العربية أي علاقة بها، كان ‏الغرض منها إشاعة الفوضى العارمة وانهيار الأنظمة والدول في الوطن العربي.‏

‏* لو أنت بقيت في السلطة كيف كانت ستكون الأوضاع..؟ وهل خروجك من السلطة كان ‏خيراً للبلد أو غير ذلك؟
‏- خروجي من السلطة كان أفضل بالنسبة لي، وقد تم ذلك الخروج باختياري وبطريقة ‏ديمقراطية وفي إطار التجسيد الفعلي لمبدأ التداول السلمي للسلطة، واحتفلنا بتسليم السلطة، يوم ‏‏7 فبراير 2012 بين رئيس خلف ورئيس سلف، لأنه لو بقيت في السلطة في ظل الانقسام ‏والفوضى والتمرد لتصادم الشعب اليمني مع بعضه وحصلت حرب أهلية.‏

‏* نحن اليوم نرى شبه حرب أهلية في اليمن.. الناس من الشمال يتقاتلون مع الناس في ‏الجنوب، والجنوب اليوم يريد أن ينتهز الفرصة لإعلان الانفصال.‏
‏- أنا أحمد الله بأني لم أعد في السلطة في ظل هذه الظروف والأوضاع المأساوية.‏

زر الذهاب إلى الأعلى