فجّرت عناصر مسلحة تنتمي لمليشيات عراقية، ممولة إيرانياً، ضريح الرئيس العراقي السابق صدام حسين ليل أمس الأربعاء، بعد نحو سبعة أشهر على هجوم مماثل نفذته المليشيات على الضريح قامت خلاله بإضرام النار فيه.
وأوضح زعيم قبلي بارز في محافظة صلاح الدين لـ"العربي الجديد" إن "العشرات من أفراد مليشيات محلية تساند الجيش بقتاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أقدمت ليل أمس الأربعاء على مهاجمة ضريح الرئيس السابق صدام حسين في أقصى بلدة العوجة 20 كم جنوب تكريت، والذي شيد من قبل مواطنين عراقيين عقب إعدامه بالعام 2006، كما دفن في الضريح نجلاه عدي وقصي وحفيده مصطفى وأخيه، في مسعى منهم لنبش القبر حيث كانوا يحملون معاول، إلا أنهم لم يجدوا شيئاً، حيث إن جثامين صدام وذويه كان قد جرى نقلها قبل أشهر إلى مكان سري، تحسباً لهذا الأمر، خصوصاً أن المليشيات تلك تتلقى أوامر من إيران".
وأضاف الشيخ في حديثه مع "العربي الجديد" وقد طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الهجوم الأول تسبب بأحراق الضريح بالكامل وسرقة متحف يضم مقتنيات الرئيس السابق، لكن هجوم المليشيات أمس كان انتقامياً أكثر، حيث فجروا المبنى المؤلف من عدة غرف وقبة كبيرة تعلو المكان كلياً".
من جانبه، قال أحد أقرباء الرئيس السابق صدام حسين لـ"العربي الجديد" إن "المليشيات لم تجد أي جثمان وكانت القبور فارغة، قمنا بنقلها إلى مكان آمن لا يعلم به إلا أشخاص معدودون على أصابع اليد، لعلمنا بأنهم سينتقمون من القبر في حال تمكنهم من ذلك، وهو ما حصل فعلاً، ويبدو أنه جن جنونهم ففجروا الحجارة".
وأكد المقدم عبد السلام عناز مسؤول قاطع عمليات قوات الشرطة الاتحادية في محافظة صلاح الدين ذلك، مبيّناً أن" متطوعين من الحشد الشعبي تسللوا ليلاً إلى المكان وفجروه وهو تصرف فردي ولا يمكن أن يحسب على الحشد الشعبي الذي يقاتل الإرهاب والإرهابيين لأمن العراق"، مطالبا "وسائل الإعلام بعدم توظيف الحدث لأغراض تخدم الإرهابيين وتصور الحشد الشعبي بثوب طائفي لا يليق به" وفقا لقوله.