أكدت مصادر محلية في محافظة مأرب، وسط اليمن، أن قوة مدربة مدعومة من التحالف العربي وصلت إلى أطراف المحافظة، استعداداً لمعركة حاسمة، فيما أعلن اليوم السبت، عن وفاة نجل محافظ مأرب، إثر أصابته في مواجهات الأيام الماضية غرب المدينة.
وأوضحت المصادر أن القوة التي قدمت من السعودية وعبرت من منفذ "الوديعة" شرقي البلاد، تتألف من أكثر من 100 آلية عسكرية بين مدرعات ودبابات وناقلات جند وآليات ثقيلة، ووصلت إلى منطقة "صافر" على بعد نحو 70 كيلومتراً من مركز المحافظة، ومن المقرر أن تنضم لدعم "المقاومة" وقوات الجيش الموالية للحكومة في المحافظة، بغطاء جوي من التحالف.
وتتضارب الأنباء الأولية حول هوية أفراد القوة، إذ تحدثت العديد من المصادر عن أنها قوة من التحالف أي بجنود عرب، على غرار القوة التي دخلت إلى مدينة عدن وشاركت في تحريرها الشهر الماضي، لكن مصادر يمنية موجودة في السعودية قالت لـ"العربي الجديد"، إن القوة مزودة بآليات عسكرية عربية من التحالف، غير أن قوامها البشري أو أغلبه يتألف من يمنيين تلقوا التدريبات في أحد المعسكرات السعودية في محافظة "شرورة" التابعة إدارياً لمنطقة نجران، ويقودهم العميد هاشم الأحمر، الذراع القبلي لأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
وتعد مأرب من أبرز جبهات القتال المشتعلة شمالاً منذ أشهر، حيث تدور في أجزاء جنوبية وغربية وشمالية منها مواجهات بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، وبين "المقاومة" المدعومة بقوات نظامية انحازت للشرعية من جهة أخرى.
وتكمن أهمية مأرب في أنها محافظة نفطية استراتيجية محاذية لمحافظة صنعاء (الضواحي) وتبعد عن العاصمة نحو 200 كيلومتر، وهي أول محافظة شمالية تصلها تعزيزات عسكرية برية من التحالف، بعد أن كانت التعزيزات في المناطق الجنوبية، وتحديداً عدن وما جاورها.
وكان دعم التحالف في الأشهر الماضية يقتصر على إنزال معدات من الجو لدعم "المقاومة" في مختلف المحافظات.
وتتباين التسريبات حول الوجهة المتوقع أن تتجه إليها برياً من مأرب، ففي حين تتحدث مصادر قريبة من الحكومة عن أنها ستتجه إلى صنعاء، لا تستبعد مصادر أخرى أن تتوجه شمالاً باتجاه محافظة الجوف الحدودية مع السعودية.
في الأثناء، توفي نجل محافظ مأرب، عبد الوهاب سلطان العرادة، متأثراً بجروح أصيب بها أثناء مشاركته في المواجهات ضد الحوثيين في جبهة "الجفينة" غرب المحافظة.
وكان التحالف قد كثّف خلال الأيام الماضية ضرباته في مأرب، حيث نفذ العشرات من الغارات في المناطق الغربية والشمالية للمحافظة ودمرت تعزيزات وآليات تابعة للحوثيين، بالتزامن مع المواجهات المستمرة.