آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

المقامة الحداثية

حدثني أبو الفتح الصنعاني ذلك الأديب العجيب قال: ساقتني الأقدار إلى مجلس أبو محمد الشيباني حريري زمانه وفريد أوانه في كتابة المقامة ورواية القصص والفكاهات فقربني إليه من دون الناس أجمعين..

وقال لي وللحاضرين: إن كنت قد أعجبت بالمقامة الصنعانية فدعني أروي لك أخرى فقلت: زدني من بحر غرائبك وأتحفني بعجائبك فإني رجل تستهويني روائع الأدب وأطرب لها أيما طرب فقال: أما سمعت بأدونيس؟ قلت: بلى أليس هو كبير الحداثيين الذي علمهم السحر وأسس معهم مجلة "شعر"؟! قال: هو بعينه ثم أخرج من حقيبته صحيفة وجعل يقرا بطريقة لطيفة:

يمكن لمن يتابع ما يكتبه ويصرح به أدونيس "علي أحمد سعيد" من أفكار وما يقدمه من هذيان يزعم أنه شعر حر أن يجد نفسه إزاء حالة من المسخ والتزييف الثقافي العربي بداية من تغيير اسمه "علي" إلى أدونيس الذي تزعم الأساطير اليونانية والفرعونية الوثنية بأنه إله الخصب والربيع إلى تنكره لمبادئ أمته وثقافتها الإسلامية إلى كسره لكل قواعد اللغة والشعر، أدونيس وبقية الشلة التي تجمعت حول مجلة شعر التي صدر قبل عقود (والتي ثبت مؤخراً أنها كانت من ضمن الجهات التي مولتها الاستخبارات الأمريكية كما تؤكد الوثائق التي سربها باحث في الخارجية البريطانية وصدرت في كتاب بعنوان "من يدفع للزمار يختار اللحن")..

اتخذوا دعوى الحداثة ذريعة لتخريب قواعد اللغة والشعر والتراث الإسلامي العلمي والأدبي ولم يكتفوا بهذا بل تعدوه بهذا بل تعدتها إلى الإساءة للدين بدعوى كسر التابوهات والثوابت!

يطمع أدونيس منذ عقود في تحقيق مجده وغايته في الحصول على جائزة نوبل للإبداع الأدبي، ولكن اللوبي الصهيوني خيب أمله رغم كل التنازلات التي يبذلها فهذا اللوبي أشطر منه ولديه حسابات دقيقة، ومصلحة الكيان الصهيوني عنده فوق كل اعتبار وأدونيس متشاعر مفضوح في عقر داره وليس له تأثير في الساحة العربية يذكر كنجيب محفوظ مثلاً يمكن أن يحقق أهدافاً ثقافية وتطبيعية للوبي الصهيوني، وما أحسن توصيف الدكتور غازي القصيبي لحالة أدونيس حين قال عنه في رواية العصفورية"

أدونيس الشاعر المعاصر رأيته في زقاق من أزقة باريس الضيقة لا يبعد كثيراً عن مكان إقامة إرما دي لوس كان في مقهى بوهيمي يكتب ويمزق كل ما يكتبه قلت: ماذا تفعل يا أدون ؟ قال: وما أدون ؟ قلت: ولو يا أبا الأدانسة! ترخيماً أحذف آخر المنادى كيا سعا فيمن دعا سعادا فقل على الأول في ثموديا.. ثمو ويا ثمي..) وهنا قاطعني: (لأنك من أنصار الثابت؟!

قلت: (ولا فخر ماذا تفعل هنا؟)

قال: " أكتب ديوان شعر " قلت: (يقوى ساعدك وماذا سميته؟)

قال: (أغاني مهيار الدمشقي) قلت ((الفارسي))

قال: ((الفارسي)) قلت: (إذن تحول مهيار؟)

قال: (تحول اجلس معي واشرب كوكتيل صدمة الحداثة)

قلت: (وما كوكتيل صدمة الحداثة؟)

قال: (خذ كفريات ابن الراوندي الملحد، وهرطقات بشار الأعمى الناصح، وشعوبيات أبي نواس الغلامي الزنديق، ورش عليها شكوكيات أبي العلا المعري، وتقعرات أبي تمام، ثم خذ خربقاً وسلفقاً فزهزهقه وزقزقه فينتج كوكتيل صدمة الحداثة)

قلت (ويلمها "صدمة " ويلم "شاربها" .... لمثلها خلق المهرية القود)

زر الذهاب إلى الأعلى