توكل كرمان وخالد الآنسي هما ناشطان وعضوان في حزب الإصلاح، وحسبما يبدوان أنها متحمسان لإسقاط النظام لكن أفعالها تضع حولهما ألف علامة وعلامة.
لامجال هنا لمراعاة المشاعر كثيرا وأنا أكتب هذه السطور المنطلقة من قلب محروق على الثورة اليمنية السلمية وحريص على نجاحها ولا أريد بعد ذلك جزاء ولا شكورا، ولا منصبا أو شهرة أو غنيمة والله العالم من فوق سبع سماوات.
لقد آلمني اليوم منظر ما يسمونه الزحف، وشعرت بالقهر والله على إخواني الذين ينفذون بإخلاص أعمى، ودون وعي ناضج منهم، أجندة لإفشال الثورة تعتمد على تصعيد سلمية الثورة في اليمن إلى مربع العنف وهو المربع الوحيد الذي تستطيع فيه أجهزة صالح قمع الثورة وحشد الأنصار وايجاد الوقيعة داخل الساحات.
هناك احتمالان لا ثالث لهما:
- إما أن الإصلاح يدير الثورة بطريقة تضمن له وحده السيطرة فيما بعد وهو في ذلك واهم وشرير.
- وإما أن كرمان والانسي يعملان بأجندة غير أجندة الإصلاح سواء كانت شخصية أو غربية أو أمن قومي أو أنهما غبيان ولا رادع لهما وأرجح الأخيرة.
ولكل شاب من شباب الثورة أقول: قلّب في دماغك الخيارات، حاول استعراض النتائج في مخيلتك، ناقش، اسأل، اقرأ، قبل أن تندفع زاحفا مكشوف الظهر باتجاه فاسد غشوم لا يرحمك.
لن تفشل ثورتكم إخواني الكرام، ولكنها تتأخر بسبب هؤلاء الذين لا يعبأون بحياتكم الغالية التي نريد أن تبني الغد الجميل الذي لا معنى له بدونكم. يحتاج الأمر قليلا من الصبر فقط.. وإن اليسر مع العسر، وإن النصر مع الصبر. والنظام ساقط بفعل عوامل كثيرة قد لا ترونها فلماذا تخسرون أرواحهم.. والذي فلق الإصباح ما أرى هذا الاندفاع إلا إلقاء بالنفس الكريمة إلى التهلكة. وأن تحيا في سبيل الله خير من أن تموت في سبيل الله.
أيها الثائر الكريم.. لا تكن كالمُنْبَت، الذي لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطَع.. كما جاء في الأثر النبوي.. والمنبت هو ذلك الذي يضرب دابته التي يركب عليها، بكل قوته لكي تصل بسرعة إلى القرية التي يقصدها ولكن ضربه أدى إلى موت دابته وهو في المنتصف.. لذا لا تكن أخي الثائر كالمنبت.. لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع.
- طبيب عيون، أحد شباب الثورة